ان الفرح والبهجة من آثار الإيمان الديني؛ لأن المبادئ الإسلامية قد نظمت أسباب السعادة للبشر. وفي رواية للإمام علي (عليه السلام) في وصف صفات المؤمنين، قال الامام: الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ وَ حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ.
ولوصف أبعاد التجمع الكبير للاحتفال بعيد الغدير الذي سينعقد هذا العام للعام الثالث على التوالي، كان لنا حوار مع عالم الدين والباحث حجة الإسلام عباس عبد اللهي.
وفي هذه المقابلة، اعتبر حجة الإسلام عبد اللهي الاحتفال بعيد الغدير ملحمة حضارية للعالم الإسلامي ضد الحضارات المنافسة، وقال: لقد مر عامان منذ أن شهد الجو الثقافي والاجتماعي في البلاد تحولا كبيرا. وانتشر هذا النموذج في جميع أنحاء البلاد هذا العام.
وتابع: على الباحثين في العلوم الاجتماعية والعلوم السياسية والثقافة دراسة هذه الظاهرة الناشئة وتحليل أبعادها المختلفة. لأن هذا الحدث الثقافي الكبير يعد ظاهرة نادرة في تاريخ الشرق الأوسط وحتى الغرب.
وقال هذا الباحث: إن القوة الاجتماعية للدين هي السبب الأول لأهمية هذا الحدث. منذ عدة قرون، تحدث القادة الفكريون في الحضارات الغربية والشرقية، الذين يقدمون أنفسهم على أنهم النموذج الوحيد للتطور والتقدم في العالم أجمع، ولكن الآن، في أرض إيران المتحضرة التي رحبت بدين الإسلام وثقافة أهل البيت بأذرع مفتوحة، تظهر "المعتقدات الدينية " قوتها الاجتماعية العظيمة للعالم.
وتابع حجة الإسلام عبد اللهي: أظهرت القوة السياسية والاجتماعية لإيران الإسلامية، في صراع الحرب المشتركة بين الحضارات المتنافسة ضد حركة دينها الساعية للاستقلال، التقارب والتعاطف بين جماهير الناس من مختلف الأديان. لتثبت لنفسها وللعالم أنها بالاعتماد على الأسس الثقافية والدينية لنظامها البيئي الإيراني الإسلامي، لديها القدرة على تسخير الأدوات الحديثة للحضارة الغربية لصالح الأهداف الروحية السامية للأنبياء والأديان السماوية.
وكالات