-في هذه السطور سوف لن ندخل في تفاصيل خلفيات القرار، الذي استند الى مبادرة الرئيس الامريكي جو بايدن، التي اطلقها لوقف اطلاق النار، والتعديلات التي جرت على مشروع القرار، لكي يكون مقبولا من الدول الاخرى، ويتناسب مع شروط المقاومة، فهذا حديث يطول، ونحن في غنى عنه، وكل ما يعنينا الان، هو لجوء اكبر قوة غاشمة في العالم، وهي امريكا، الى مجلس الامن الدولي، لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد فشله في تحقيق اي من اهدافه.
-لا يختلف اثنان، على ان امريكا، المتورطة مباشرة في العدوان على غزة، ما كانت لتلجأ الى مجلس الامن، وان تصغي الى الآخرين، وتاخذ اراءهم بنظر الاعتبار لتمرير مشروع القرار، لو كان بمقدورها او مقدور ربيبتها "اسرائيل"، تحقيق اهادفهما من العدوان، وفي مقدمتها القضاء على حماس والمقاومة، وكسر ارادة اهالي غزة، وتحرير اسراهما، فلطالما تجاوزت وتجاهلت امريكا و "اسرائيل"، القانون الدولي والامم المتحدة وقرارات مجلس الامنن في حال كان بمقدورهما تحقيق اهدافهما بالقوة.
-يوم 10 حزيران، سيدخل التاريخ، كيوم لهزيمة القوة الغاشمة، امام الارادة الفولاذية للمقاومة في غزة، والصبر الاسطوري لحاضنتها الشعبية، فالمقاومة والشعب في غزة، هما من صنعا هذا النصر المؤزر، بعد حرمان القوة الغاشمة من تحقيق اي هدف من اهداف العدوان، رغم انها لم تحترم اي خطوط حمراء في عدوانها، واسقطت على غزة من القنابل، ما تجاوز حجمها حجم القنابل التي اُسقطت في الحرب العالمية الثانية، وفرضت حصارا تجويعيا تسبب في مجاعة ازهقت ارواح المئات من الاطفال، ونفس العدد من الاطفال ماتوا ايضا بسبب حرمانهم من الدواء، كما استشهد ما يقارب 40 الف فلسطيني، اغلبهم من الاطفال والنساء، ومازال اكثر من 10 الاف فلسطيني مدفونين تحت الانقاض، بينما اصيب نحو 100 الف اخرين، اما غزة فمسحت اكثر من 70 بالمائة من مبانيها من الارض.
-ما حصل في غزة خلال الاشهر الثماني الماضية، هي ابادة جماعية بما لهذه الكلمة من معنى، وان العالم، لن يرضخ هذه المرة امام القوة الغاشمة، ولا يمكن ان ينسى ما حصل في غزة، فالكيان الاسرائيلي، سيبقى مطاردا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ومحكمة العدل الدولية، ومن الراي العام العالمي، لتدفيعه ثمن ما اقترف في غزة، هذا اذا كان العالم حريصا على عدم تكرار ما جرى في غزة في مكان اخر من العالم.
-المقاومة الاسلامية في غزة، كشفت عن عورة القوة الغاشمة، واثبتت ان بامكان الشعوب، حتى لو كانت محاصرة، ولا تملك من السلاح الا الارادة والايمان، ان تقارع اعتى القوى وتهزمها، فالهدف الاول للقوة الغاشمة في غزة، كان شطب القضية الفلسطينية من وجدان وعقول الشعوب، وحذف الشعب الفلسطيني من الوجود، وفلسطين من الجغرافيا، فاذا بالمقاومة الاسلامية، تعيد القضية الفلسطينية الى صدر اهتمام شعوب العالم والمحافل الدولية، وتجعل منها القضية الاولى للراي العام العالمي، حتى بات العلم الفلسطيني، يرتفع في قارات العالم دون استثناء، والاهم من كل هذا وذاك، اثبتت المقاومة، انه لا يمكن شطب القضية الفلسطينية بالقوة، وما حدث في غزة خلال الاشهر الثماني الماضي الا دليل واضح على هذا الامر.
-منذ اليوم على نتنياهو المهزوم، ان يتحسس راسه، فلا يدري من اين ستأتيه الصفعات، من المحاكم الدولية، ام من محاكم كيانه، ام لجنة التحقيق الخاصة بهزيمة السابع من اكتوبر الماضي، فمصيره واحد وهو السجن، وسيدخل التاريخ من اسوء ابوابه، كقاتل للاطفال ومجرم حرب وزعيم فاشل وسياسي فاسد وكذاب.
-محور المقاومة، المتمثل بايران، وحزب الله، وانصار الله، والمقاومة الاسلامية في العراق وسوريا، الذي قدم الغالي والنفيس وتحمل ما تحمل من اجل هزيمة القوة الغاشمة، عبر استراتيجية توحيد الساحات، هو شريك رئيسي في انتصار غزة، فهذا المحور، سيتحول الى رقم صعب في معادلات الاقليم، لا يمكن ان تتجاوزه اي قوة في المنطقة والعالم.
وكالات