معرف الأخبار : 177750
تاريخ الإفراج : 6/11/2024 11:51:28 AM
رسالة قمة "دي 8" الاستثنائية لغزة

رسالة قمة "دي 8" الاستثنائية لغزة

تقدمت دبابات الكيان الصهيوني على طول حدود غزة مع مصر؛ وتستمر مفاوضات وقف إطلاق النار بناء على خطة الرئيس الأمريكي ذات المراحل الثلاث دون تحقيق أي تقدم في قطر، وفي هذه الأثناء استضافت تركيا اجتماع مجموعة "D8" الذي من المفترض أن يتّخذ موقفا موحدا ضد الاحتلال الصهيوني.

إستضاف قصر "دلما باغشي" التاريخي والرائع في بشكتاش بإسطنبول، منذ صباح السبت المنصرم، ممثلين رفيعي المستوى عن الجهاز الدبلوماسي لإيران وتركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش.

وعقد اجتماع دي 8 للدول الإسلامية والنامية، الذي رأى النور لأول مرّة قبل 26 عاما بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدول المذكورة، اجتماعه السياسي الأول حول قضية حرب غزة.

وكان "علي باقري" وزير الخارجية بالوكالة، والذي تولى رئاسة الجهاز الدبلوماسي للبلاد بعد استشهاد "حسين أمير عبد اللهيان"، أحد ضيوف القمّة.

ومن المدعوين الآخرين لحضور الاجتماع الخاص الثامن الأبعاد وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحاق دار، ووزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي، ووزير الخارجية الماليزي محمد حسن، ووزير الرعاية الاجتماعية البنغلاديشي ديبو موني.

وبحسب التقارير، سيحضر الاجتماع أيضا مسؤولون رفيعو المستوى من نيجيريا ومصر. وينضم ممثل مصر إلى اجتماع مجموعة الثماني في وضع كانت فيه بلاده محور المشاورات الدبلوماسية منذ الأشهر الثمانية الماضية بسبب قربها من غزة على الحدود الشمالية. بما في ذلك المشاركة كوسيط في مفاوضات متكررة لوقف إطلاق النار ومحادثات عديدة حول حدود رفح.

لكن وسط هذه التطورات المتسارعة والخطيرة، لابد لنا من الاشراة الى أهمية رفح، فهي تقع في أقصى نقطة في جنوب قطاع غزة، حيث لجأ سكان فلسطين الذين مزقتهم الحرب خلال الأشهر الثمانية الماضية إليها. وكانت هذه المنطقة الصغيرة المتاخمة لمصر، والتي تؤوي أكثر من مليون لاجئ فلسطيني، هدفا لهجمات برية وجوية من قبل الكيان الصهيوني في الأسابيع الأخيرة، وكان أكثرها مأساوية قصف خيام اللاجئين، مما تسبب في حرق العشرات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، أحياء.

إن الجرائم الصادمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في الأشهر الثمانية الأخيرة، والإبادة الجماعية، ومنع إرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية، والمجاعة، وتجاهل تل أبيب لأحكام المحاكم الدولية وتحذيرات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دفع مجموعة D8، لأول مرة في تاريخها، وهي المنظمة التي قامت على أساس اقتصادي للتعامل مع قضية سياسية.

تكمن أهمية مجموعة D8 بأنها تضم الدول الثماني إيران وتركيا ومصر ونيجيريا وباكستان وإندونيسيا وماليزيا وبنغلاديش، والتي تشكل قلب مجموعة الدول الثماني النامية، أكثر من مليار نسمة وتمثل 4.5% من إجمالي الناتج العالمي.

 بالإضافة إلى ذلك، اتخذت الدول الثلاث، إيران وتركيا ومصر، إجراءات جدية ومنفصلة تجاه قطاع غزة خلال الأشهر الثمانية الماضية. بالإضافة إلى إنهاء تعاون تركيا الاقتصادي مع الكيان الصهيوني ومشاركة مصر الفعالة في مفاوضات وقف إطلاق النار، فإن حضور بلادنا في قمة مجموعة الثماني له أهمية كبيرة نظرًا لدورها الحاسم في جبهة المقاومة، وبما أن هذا الاجتماع الاستثنائي في إسطنبول قد أتاح فرصة أخرى لدفع هذه الدبلوماسية نحو الأمام.

وجرى خلال القمة التي نُظّمت بدعوة من "هاكان فيدان"، وزير خارجية تركيا، مناقشة المساعدات الإنسانية وغيرها من الضروريات للحد من الصعوبات والمعاناة الحالية للشعب الفلسطيني. وصدر في ختامها بيان مشترك حول التطورات في غزة.

ودون شكّ ستؤدّي هذه القمة إلى جعل الجهود الدبلوماسية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ومنظمة شنغهاي للتعاون في مجال غزة أكثر تأثيرا.

إن الجرائم الصادمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى ردود فعل الدول العربية والاسلامية، أثارت هذه المرة غضباً وإدانات عالمية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة لاهاي والجامعات والمواطنين الأمريكيين والأوروبيين، والتي وصلت حتى إلى حد الساحتين الفنية والرياضية للكتلة الغربية، إن حملة الاعتراف غير المسبوقة بالدولة الفلسطينية من قبل الأوروبيين والعزلة المتزايدة للكيان الإسرائيلي على الساحة الدولية ليست سوى واحدة من إنجازات المرحلة السابقة للشعب الفلسطيني. لكن حتى النتيجة النهائية، أي وقف هجمات الكيان الصهيوني على غزة، والبدء في تقديم المساعدات الغذائية والصحية للنازحين وضحايا الحرب، وانسحاب الجيش الصهيوني من هذا الشريط الساحلي، وعودة الشعب الفلسطيني الى منازلهم وإعادة إعمار غزة، لا يزال هناك قدر غير مؤكد من الوقت المتبقي لمحاولة اختصار هذا الوقت.


وكالات
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك