و مع تواصل الحراک الطلابی فی عشرات الجامعات رفضا للحرب على غزة ولمطالبة الجامعات بمقاطعة کیان الاحتلال الإسرائیلی أکادیمیا واقتصادیا، فأن شرطة لوس أنجلوس کثفت انتشارها فی حرم جامعة کالیفورنیا غداة صدور أوامر بفض مخیم الاعتصام فی حرمها.
وتعقیبا على ذلک، قال رئیس جامعة کالیفورنیا إن "الهجوم على طلابنا وأعضاء هیئة التدریس أمر غیر مقبول على الإطلاق".
وفی تطور لاحق، قالت صحیفة نیویورک تایمز إن المئات من طلاب جامعة کالیفورنیا رفضوا فض الاعتصام رغم مغادرة البعض عقب تحذیرات من الشرطة.
وابلغت جامعة کالیفورنیا الطلبة وأعضاء هیئة التدریس أن الدراسة یومی الخمیس والجمعة ستکون عن بعد.
وفی جنوب البلاد، أفادت جامعة تکساس فی مدینة دالاس باعتقال 17 شخصا بتهمة التعدی على ممتلکات الغیر بسبب نصبهم خیاما فی حرم الجامعة.
کما قالت جامعة أریزونا إن الشرطة استخدمت الرصاص المطاطی وکرات الفلفل ضد المتظاهرین فی الجامعة.
وفی نیویورک شمالا، نقلت "سی إن إن" عن شرطة الولایة أن ما لا یقل عن 15 شخصا اعتقلوا بعد تفریق مخیم فی مرکز لینکولن بجامعة فوردهام.
وکانت شرطة نیویورک اقتحمت أمس حرم جامعة کولومبیا وفرقت المحتجین، وأخلت قاعة هامیلتون واعتقلت عددا من الطلاب المعتصمین.
وأعربت رئاسة جامعة کولومبیا عن أسفها لأن المتظاهرین اختاروا تصعید الوضع، معتبرة أنه لم یکن أمامها خیار آخر بعد أن اقتحم أفراد قالت إنهم لا ینتسبون للجامعة قاعة هامیلتون وخربوها.
من جهتها، حملت هیئة التدریس فی الجامعة قیادة الجامعة مسؤولیة ما وصفتها بالهفوات الکارثیة التی أوصلتهم إلى هذه النقطة. وأعلنت القیادات الطلابیة فی جامعة کولومبیا أنها واثقة من استمرار الاحتجاجات رغم حضور الأمن.
وفی السیاق، قال عمدة نیویورک إریک آدامز إن الشرطة ألقت القبض على نحو 300 من المشارکین فی الاعتصامات فی جامعة کولومبیا، مشیرا إلى عدم وقوع اشتباکات عنیفة بین الشرطة والمحتجین خلال فض الاعتصام.
وفی مدینة کمبریدج بولایة ماساتشوستس شمال نیویورک، نظّم طلاب فی جامعة ماساتشوستس للتکنولوجیا مظاهرة احتجاجیة أمام أحد المبانی الإداریة للجامعة بمشارکة موظفین وأعضاء من الهیئة التدریسیة الرافضة للحرب على غزة.
ووسّع المحتجون ساحة اعتصامهم المفتوح فی حرم الجامعة ونصبوا خیمة باسم الشهید حمزة الدحدوح الصحفی فی شبکة الجزیرة الذی استشهد بقصف إسرائیلی فی غزة.
یأتی ذلک فی سیاق خطوات تصعیدیة من جانب المحتجین بعد فشل اجتماع بین رئیسة الجامعة ووفد الطلاب، حیث أعلن المتظاهرون الاستمرار فی اعتصامهم السلمی المفتوح حتى تحقیق مطالبهم وعلى رأسها وقف ما وصفوه بحرب الإبادة فی غزة ووقف تطویر برنامج الطائرات المسیرة الإسرائیلیة فی معامل الجامعة.
وفی بورتلاند بأقصى الشمال الغربی، أعلنت جامعة بورتلاند فشل المفاوضات مع الطلاب المحتجین داخل مکتبتها، ومغادرة نحو 50 طالبا المبنى طواعیة.
وفی وقت سابق، قالت شرطة بورتلاند إن ما بین 50 إلى 75 متظاهرا اقتحموا مکتبة الجامعة، الاثنین الماضی، وفق ما ذکرت شبکة "سی إن إن".
وفی حصیلة وصفت بغیر المسبوقة، أفادت صحیفة واشنطن بوست باعتقال أکثر من 1300 شخص فی الاحتجاجات الطلابیة التی تشهدها الجامعات الأمیرکیة.
فی المقابل، أکد البیت الأبیض أنه یدعم حق الأمیرکیین فی الاحتجاج مشددا على أن "نسبة صغیرة من الطلاب تتسبب بهذا التعطیل" فی حرم الجامعات.
وقالت الناطقة باسم البیت الأبیض کارین جان-بیار لصحفیین "نرى أن عددا صغیرا من الطلاب یتسببون بهذا التعطیل وإذا أرادوا الاحتجاج فیحق للأمیرکیین القیام بذلک بطریقة سلمیة وفی إطار القانون".
وشددت على أن البیت الأبیض "سیواصل التندید بخطاب الکراهیة کما یفعل" وأقرت الناطقة بأن الحرب المتواصلة فی قطاع غزة منذ أکثر من 6 أشهر "مؤلمة" وأن للأمیرکیین الحق بـ"التظاهر بطریقة سلمیة"، لکنها رأت أن سیطرة الطلاب على مبنى، کما حصل فی جامعة کولومبیا بمدینة نیویورک، لا یعد احتجاجا "سلمیا".
وحتى الآن، لزم الرئیس الأمیرکی جو بایدن الصمت بشکل کبیر بشأن الحراک الطلابی، إلا إنه أدان الشهر الماضی التحرکات "المعادیة للسامیة" فی الجامعات، مع بدایة الاحتجاجات فی جامعة کولومبیا.
وفی 18 أبریل/نیسان الماضی، بدأ طلاب مناصرون لفلسطین اعتصاما بحرم جامعة کولومبیا فی نیویورک، مطالبین إدارتها بوقف تعاونها الأکادیمی مع الجامعات الإسرائیلیة وسحب استثماراتها فی شرکات تدعم احتلال الأراضی الفلسطینیة.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات فی الولایات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونیویورک، وییل، ومعهد ماساتشوستس للتکنولوجیا، ونورث کارولینا.
ولاحقا، اتسع الحراک الطلابی غیر المسبوق فی دعم فلسطین بالولایات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبریطانیا وألمانیا وکندا والهند شهدت جمیعها مظاهرات داعمة لنظیراتها بالجامعات الأمیرکیة ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشرکات التی تزود الکیان الإسرائیلی بالأسلحة.
نورنیوز-وکالات