إن عودة الأسلحة الأمريكية إلى الأراضي البريطانية هي جزء من خطة الناتو لتطوير وتحديث القواعد النووية رداً على التوترات الشديدة مع الكرملين في أعقاب الحرب الروسية الأوكرانية
حتى الآن، لم تتفاعل الهيئات التنظيمية مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المسؤولة عن نزع الأسلحة النووية ومنع انتشار هذه الأنواع من الأسلحة، مع هذه الانباء
هذا على الرغم من أنه وفقا للممارسة الحالية في أوروبا، فإن وجود الأسلحة النووية يشكل بالتأكيد تهديدًا محتملاً لأمن العالم.
إن العملية السياسية في هذه القارة، وبالطبع أمريكا، تظهر ميلاً نحو الأفكار المتطرفة، مما يزيد من خطر استخدام الأسلحة النووية.
ستفضي زيادة الأسلحة النووية الأمريكية في بريطانيا أيضا إلى اشتداد المنافسة النووية على المسرح العالمي.
وأطلقت وزارة الخارجية الروسية تحذيرًا، حيال خطط الولايات المتحدة الأمريكية لإعادة نشر أسلحة نووية تكتيكية في بريطانيا، مشيرة إلى أن تلك الخطط، إذا مُنِحَتْ الضوء الأخضر لتنفيذها، ستزيد من اضطراب استقرار المنطقة.
وأشار سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى أن هذه الخطوة تمثل زيادة في مستوى التصعيد والتهديد بشكل عام في أوروبا، مؤكدًا أنها لن تسهم في تعزيز أمان المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة، ولا سيما أنها لن تكون لها أي تأثير ترهيبي على روسيا.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا لم تتفاعل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن، الذين يتشدقون بالأمن العالمي، بما في ذلك المجال النووي، مع الأخبار المنشورة حول نشر الأسلحة النووية الأمريكية في بريطانيا، ولم يفعلوا ذلك؟ هل يستجيبون لمسؤوليتهم في نزع الأسلحة النووية؟ هل سيتخذون اي خطوة؟
وكانت الولايات المتحدة قد أزالت الصواريخ النووية من المملكة المتحدة عام 2008، معتبرة أن تهديد الحرب الباردة من موسكو قد تضاءل.
وتكشف الوثائق التي تم الكشف عنها عن خطط لـ "مهمة نووية" في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث، حيث تمركزت الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة. وطلب البنتاجون معدات جديدة للقاعدة، بما في ذلك الدروع الباليستية لحماية الأفراد العسكريين ومنشأة سكنية جديدة للقوات الأمريكية العاملة في الموقع.
ومن المتوقع أن يضم سلاح الجو الملكي البريطاني في لاكنهيث قنابل الجاذبية B61-12، والتي لها قوة متغيرة تصل إلى 50 كيلوطن، أي أكثر من ثلاثة أضعاف قوة السلاح الذري الذي ألقي على هيروشيما في عام 1945.
وأثار قرار إعادة إدخال الأسلحة النووية الأمريكية إلى المملكة المتحدة المخاوف وأثار ردود فعل من مختلف الجهات. وقد ذكرت روسيا، على وجه الخصوص، أن مثل هذا التحرك سيعتبر "تصعيدًا" وسيقابل "بإجراءات مضادة تعويضية".
نورنيوز