وأضاف: ان الولايات المتحدة اعربت مراراً وتكراراً عن قلقها إزاء اتساع نطاق التوتر في المنطقة؛ ومع ذلك، فهي تواصل دعمها الكامل لآلة الحرب التابعة للكيان الإسرائيلين بل إنها تنتهك سيادة اليمن وتوسع في الواقع نطاق الصراع؛ إجراءات يجب عليها تحمل المسؤولية عن العواقب.
وجاء في كلمة وزير الخارجية الايراني: إننا جميعا نجتمع اليوم في مجلس الأمن في ظل الظروف التي لا يراعي فيها كيان الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي أي خط أحمر في إبادة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
واضاف: رغم أن أعضاء هذه المنظمة، وفقا للمادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة، أسندوا "المسؤولية الأساسية" المتمثلة في "العمل السريع والفعال" من أجل "الحفاظ على السلم والأمن الدوليين" إلى مجلس الأمن، إلا أن عجز هذا المجلس عن مناقشة جرائم الكيان الإسرائيلي ومساءلته عليها أمر غير مقبول.
وتابع: إن الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها الداعم والشريك الرئيسي للكيان الإسرائيلي في جرائمه، منعت هذه المؤسسة من القيام بشكل فعال بواجباتها الأساسية في وقف الإبادة الجماعية المفتوحة للشعب الفلسطيني وتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال امير عبداللهيان: من ناحية أخرى، أعربت الولايات المتحدة مراراً وتكراراً عن قلقها الشديد إزاء اتساع نطاق التوتر في المنطقة؛ ومع ذلك، فهي تواصل دعمها الكامل لآلة الحرب التابعة للكيان الإسرائيلي. بل إن الولايات المتحدة تنتهك سيادة اليمن وتوسع في الواقع نطاق الصراع؛ إجراءات يجب عليها تحمل المسؤولية عن العواقب.
واضاف: بدلاً من دعوة الآخرين إلى ضبط النفس، ينبغي على الولايات المتحدة أن تجبر الكيان الإسرائيلي على وقف الحرب، وأن تحاول التخلص من الفخ الذي نصبه الكيان لجرها إلى صراع مباشر.
* مستقبل فلسطين ملك لجميع الفلسطينيين
وأكد أن قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة النساء والأطفال، يجب أن يتوقف فورا واضاف: الحرب ليست الحل، ولا يمكن تحقيق الأمن باللجوء إلى القوة وارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.
وقال: إن قتل المدنيين في غزة والضفة الغربية لا يمكن أن يستمر حتى يتم ما يسمى "التدمير الكامل لحماس". لأن ذلك الوقت لن يأتي أبداً؛ فالإرادة الصلبة لهذا الشعب لم تضعف خلال الثمانين سنة الماضية.
واكد انه لذلك، ينبغي لمجلس الأمن، بإنهاء تقاعسه الطويل الأمد واتخاذ قرار حاسم، أن يفي بمسؤوليته القانونية التي تتفق مع الميثاق، ويجب أن يدعو هذا القرار بقوة ووضوح إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، والانسحاب الفوري والكامل للكيان الإسرائيلي من غزة، والامتناع عن أي محاولة لنقل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
واضاف: (كما أن تبادل أسرى الحرب يبقى القضية الأهم). وهذا هو الحل الوحيد للأزمة الحالية.
وقال: أود أن أؤكد على أنه من الضروري رفع الحصار الإنساني عن غزة بشكل كامل وضمان إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المناطق شمال وجنوب غزة.
كما لا بد لي من التأكيد على الضرورة الملحة لتوفير التسهيلات اللازمة لعودة أهالي غزة إلى مناطقهم، وتوطين النازحين والمشردين، ومساعدة المجتمع الدولي في إعادة بناء البنية التحتية.
* محاسبة الكيان الصهيوني
بالإضافة إلى ذلك، من المهم جدًا محاسبة الكيان الصهيوني على ارتكاب جرائم حرب وضمان تقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
وفي هذا السياق، نؤيد الإجراء الذي اتخذته جنوب أفريقيا مؤخرا. واليوم، يتم طرح بعض الأفكار السياسية لمستقبل فلسطين. وينبغي أن يوضع في الاعتبار أنه في إطار أي فكرة، ينبغي أن يكون لقادة الفصائل الفلسطينية والشعب الفلسطيني الحق في اختيار مصيرهم.
*أميركا وبريطانيا ارتكبتا خطأً استراتيجياً
لقد ارتكبت أمريكا وبريطانيا خطأً استراتيجياً بالهجوم العسكري على اليمن، وهو خطأ استراتيجي سيؤدي إلى خطر توسيع نطاق الحرب بشكل أكبر.
إننا جميعا نرى أن السلامة والأمن البحريين أمر بالغ الأهمية للتجارة العالمية وأمن الطاقة. ومع ذلك، فإن الأمن مفهوم مترابط. وتظهر التطورات أن وقف الإبادة الجماعية في غزة هو المفتاح لاستعادة الأمن في المنطقة.
وقال: نتنياهو يسعى إلى الحفاظ على ساحته السياسية من خلال الحرب. إن بقاء الكيان الإسرائيلي يعتمد على الأزمات الإقليمية وامتدادات الصراع. ولتحقيق هذا الهدف، يستخدم الكيان الإسرائيلي تكتيك توجيه أصابع الاتهام واللوم إلى إيران. ومن خلال استخدام الأكاذيب والمعلومات المضللة، يحاول الكيان الاسرائيلي صرف الانتباه الدولي عن الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها بدعم من الولايات المتحدة في قطاع غزة والضفة الغربية.
لكن الكيان الإسرائيلي لا يستطيع أن ينكر الواقع على الأرض. فالمسؤولية الكاملة عن الفظائع التي ترتكب في فلسطين المحتلة هي على عاتق هذا الكيان، وقد تم توثيق جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبها على نطاق واسع من قبل الأمم المتحدة وغيرها من منظمات حقوق الإنسان، وهي الإبادة الجماعية الأكثر توثيقا في التاريخ الحديث.
وفي النهاية لا بد من التأكيد مرة أخرى على أن الحل الدائم للمشكلة الفلسطينية لا يمكن تحقيقه إلا من خلال إجراء استفتاء بمشاركة كافة الفلسطينيين.
وكالات