قال فلاديمير يفسييف، مدير إدارة التقارب والتنمية الأوراسية في منظمة شنغهاي للتعاون ومقرها موسكو، في مقابلة حصرية مع نورنيوز حول التأثير الاستراتيجي لتفعيل ممر شمال -جنوب:
كما تعلمون، فإن ممر شمال-جنوب له ثلاثة فروع: الغربية والشرقية وبحر قزوين. ومنذ البداية، أولت روسيا اهتماما خاصا للطريق الأوسط الذي يعبر بحر قزوين. ويربط هذا الطريق ميناء أنزلي الإيراني بميناء آليا في منطقة أستاراخان في روسيا.
في الوقت الماثل، يتم تطوير المسار الشرقي لهذا الممر عبر تركمانستان ودول آسيا الوسطى الأخرى، ولكن في المسار الغربي، نظرا لعدم اتصال خط سكة حديد رشت - أستارا، يتم جزء من النقل عن طريق النقل البري، و وبربط هذا الخط سيتم حل هذه المشكلة.
وقد سلط تنفيذ العمليات العسكرية الخاصة (حرب أوكرانيا) وعدم الوصول إلى الطرق الأوروبية الضوء على ضرورة إنشاء طرق بديلة لروسيا. ومن ناحية أخرى، تتمتع إيران بإمكانيات نقل وعبور عالية جدا، ويمكن أن تكون ممرات العبور من إيران وسيلة مناسبة لروسيا للوصول إلى الهند و السعودية ودول جنوب آسيا.
وميزة هذا الطريق بالنسبة لروسيا هو عدم وجود سيطرة غربية عليه، وبالتالي فإن الاستثمار في تطويره مهم جداً بالنسبة لنا.
بالطبع الفكرة الأمريكية الخاصة بممر الهند والشرق الأوسط وإسرائيل وأوروبا مطروحة منذ فترة، لكن التجربة أثبتت أن هذه الفكرة قصيرة العمر للغاية لأنه ليس لها أي مبرر اقتصادي إذا كان الهدف هو النقل بضاعة هندية. ومن ناحية أخرى، فإن الحرب بين "إسرائيل" وفلسطين أفشلت عمليا فكرة إطلاق هذا الممر.
هناك العديد من الدول التي يمكننا التعاون معها في نقل البضائع، لكن التعاون مع إيران مهم جداً نظراً لموقع هذا البلد على طريق العبور السريع، وعلى الرغم من العقوبات الأمريكية ضد إيران، إلا أن هناك إمكانية لزيادة التعاون مع هذا البلد، وذلك لما لديه من امكانات عالية.
وقد وضعت روسيا خططا لزيادة قدرة نقل البضائع من ممر شمال- جنوب. كما تولي دول أخرى في آسيا الوسطى، مثل كازاخستان وأوزبكستان، اهتماما خاصا بهذا الممر وتعتزم إنشاء محطات خاصة بها في الموانئ الإيرانية (بندر عباس وجابهار). ولذلك فإن تطوير هذا الممر يؤدي إلى تطوير العلاقات بين إيران ودول آسيا الوسطى.
من جانب آخر وبالنظر إلى عدد سكان روسيا البالغ 140 مليون نسمة وقدرة 100 مليون نسمة في هذه المنطقة، سيتم توفير سوق مناسب للسلع الإيرانية.
نورنيوز