-كان النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، على حق عندما وصفوا بلينكن بـ"المنافق"، وتصريحه عن "مأساة غزة"، بـ"المنافقة"، ولكن هذا الوصف فيه من الادب ما لا يستحقه بلينكن، فهو تجاوز النفاق بشكل واضح وصريح، وانه يتحمل مسؤولية القتل اليومي والابادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، منذ اكثر من ثلاثة اشهر، أكثر مما يتحملها نتنياهو وحكومته المجرمة، فلولا امريكا لما كان بامكان الكيان الاسرائيلي ان يتمادي في سفك دماء الفلسطينيين دون ان يجرؤ العالم على ان يقول له كفى.
-رغم حديثه عن "المأساة التي لا يمكن تصورها" في غزة، الا انه لم يطالب حتى بالاشارة، بوقف هذه المأساة، بل على العكس تماما، مازال يدعم مواصلة هذه المأساة، عبر افساح المجال لقوات الاحتلال الاسرائيلي، عبر "تحذيره" المتكرر من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، وهو تحذير هدفه منع العرب والمسلمين من الضغط لوقف العدوان، وإلا فان خوف بلينكن من اتساع رقعة الحرب، ليس هدفه خوفه على المنطقة وامنها، بل خوفه على الكيان الاسرائيلي، وكذلك خوفه من ان تتوقف آلة الحرب التي حصدت اكثر من 10 الاف طفل فلسطيني فقء حتى الان، دون ان تحقق اهدافها.
-من الصعب جدا فهم طريقة تفكير من يستقبلون بلينكن ويتحدثون معه عن العدوان على غزة، وكيفية وقفه، بينما الرجل كان اول من هرع الى الكيان الاسرائيلي بعد معركة "طوفان الاقصى" وأعلن جهارا نهارا، انه يتعامل مع هذه الحادثة بوصفه "يهودي" وليس وزير خارجية امريكا، ومازال لا يرفض وقف هذا العدوان فحسب، بل جند كل امكانيات وزارته والادارة الامريكية، لمد "اسرائيل" بكل اسباب الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي، بل جند حتى مجلس الامن، لمواصلة هذا العدوان، وتهديد كل دولة او جهة تطالب بوقفه.
-مشاركة امريكا المباشرة، في الابادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة وكل فلسطين المحتلة، كشفت امام العالم اجمع، وخاصة امام الراي العام الغربي، زيف وتهافت وكذب كل شعارات امريكا والغرب عن القانون الدولى، وحقوق الانسان، والعدالة، وحرية التعبير، والتي رفعها الغرب خلال العقود الماضية، فغزة لم تنتصر في ميدان المعركة الدائرة اليوم عل اشلاء اطفالها ونسائها فحسب، بل انتصرت في معركة الوعي، عندما هدمت وعلى مدى ثلاثة اشهر فقط، ما بناه الغرب له من اسطورة مزيفة على مدى قرن كامل.
وكالات