معرف الأخبار : 160625
تاريخ الإفراج : 1/7/2024 10:43:41 AM
"بي بي سي": "إسرائيل" تشعر باليأس لأن هزيمة حماس أمر مستحيل

"بي بي سي": "إسرائيل" تشعر باليأس لأن هزيمة حماس أمر مستحيل

اعترف محرر القسم الدولي لهيئة الإذاعة البريطانية بأن المعركة المنظمة لحماس أدث إلى حدوث خيبة للآمال لدى الصهاينة، وقال جيريمي بوين في تحليل؛ في نهاية الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر، هناك شيء عظيم ومجهول اسمه المستقبل، لقد كان الوضع الماضي خطيرا ومؤلما، وخاصة الظروف المعيشية للفلسطينيين في الأراضي التي تحتلها "إسرائيل"، ولكن الوضع كان واضحا وبعد 7 أكتوبر، انهار الوضع الراهن.

لأكثر من قرن من الزمان، اشتبك اليهود والعرب، بل دخلوا في بعض الأحيان في حرب على قطعة صغيرة ولكنها قيمة للغاية من الأرض تقع بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ولعل الافتراض الأكثر يقينا وحزنا هو أن الصراع سيعود إلى الظهور وسيستمر، وهذا ما حدث بعد كل حرب أخرى منذ عام 1948، عندما حصلت "إسرائيل" على استقلالها، ويضيف: "إن القتال المنظم لحماس سيخيب آمال الإسرائيليين، بعد نتيجة التصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة [الفيتو على قرار وقف إطلاق النار من قبل الولايات المتحدة]، أصبح لدى إسرائيل الآن المزيد من الوقت لمواصلة عملياتها العسكرية في غزة؛ سواء كان ذلك لمدة شهر أو ثلاثة أشهر أو أكثر، أعتقد ذلك، ومع سرعة التطورات، قد تحتاج إسرائيل إلى الكثير من الجهد لتحقيق أهدافها العسكرية، وسيتم افساد كل شيء، لن تكون هناك نهاية سهلة، لن تأتي لحظة تستطيع فيها إسرائيل أن تقول إننا الآن سنعود إلى ديارنا ونعيد البناء، كما حدث في الصراعات السابقة بين إسرائيل وحماس، هذه المرة الوضع مختلف تماما، ولهذا السبب فإن مستقبل غزة غير مؤكد بالنسبة لجميع الأطراف المعنية."

وتواصل حماس هجماتها الصاروخية، وفي الوقت نفسه، تقاتل القوات البرية الإسرائيلية من شارع إلى شارع، ما يؤدي أيضًا إلى سقوط ضحايا، حيث هاجمت إسرائيل غزة 450 مرة برا وبحرا وجوا خلال 24 ساعة في الأسبوع الماضي وحده، وهذا قدر هائل من القوة والدمار، لكن ما لم يتمكن من فعله حتى الآن هو كسر حماس كمنظمة عسكرية ذات تسلسل قيادي عسكري، وفي الوقت الحالي، تواصل حماس القتال بطريقة منظمة، وسوف يخيب أمل الإسرائيليين الذين يريدون نهاية حماس، والمشكلة التي سيواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي أنه أعلن عن هدف بعيد للغاية لإعلان النصر وتدمير حماس، ليس فقط تنظيمها العسكري، بل حتى كمجموعة لها دور سياسي، ونظراً لتأثير أفكارهم بين بعض الفلسطينيين، فإن الوصول إلى هذا الهدف قد يكون شبه مستحيل.

وفي الشهرين الأخيرين من حرب غزة، قصف الصهاينة هذا القطاع من البر والجو والبحر المحاصر وقتلوا أكثر من 20 ألفاً من الأبرياء، وخاصة الأطفال، ودمروا بنيته التحتية الصحية وفرضوا حصارا شاملا على المدنيين، إن الرأي العام الغربي غاضب للغاية بشأن هذه القضية، وكل يوم تقام احتجاجات واسعة النطاق في أوروبا وأمريكا ضد جرائم المحتلين، وقد أدت هذه القضية إلى تفاقم الفجوة بين الشعوب والحكومات.

وكان لهذه الاحتجاجات آثار سياسية كبيرة، واضطر القادة الأوروبيون الآن إلى تغيير لهجتهم إلى حد ما فيما يتعلق بالتطورات في غزة، مثلما رأينا ضغوط الرأي العام في إقالة وزير الداخلية البريطاني الذي أيد علناً جرائم الكيان الصهيوني.

إن الموجة التي بدأت الآن في الغرب لدعم فلسطين سوف تستمر في زيادة الصعوبات التي تواجهها الحكومات الأوروبية، لأن الرأي العام الأوروبي يكره الحكومات التي تتبع سياسات الولايات المتحدة والقوى الأخرى مثل فرنسا وألمانيا، وهذا أمر مقلق للأحزاب الحاكمة، لأنه في المستقبل في الانتخابات البرلمانية، يجب أن يستمروا في السلطة بأصوات الأشخاص نفسهم، وبسبب الثغرات التي ظهرت، يشكك الخبراء في فوز القادة الحاليين في الانتخابات المقبلة.

وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي كان أكبر تحالف عسكري في العالم منذ إنشائه في عام 1949، وانضمت إليه دول جديدة لتعزيز قوتها والتحرك ضد أعداء موحدين، فقد ظهرت في السنوات الأخيرة دلائل تشير إلى حدوث انقسام في هذا الحلف، ورغم أنه في حالة الأزمة الأوكرانية والتعامل مع التهديدات الروسية، كان لأعضاء الناتو الموقف نفسه إلى حد كبير وقدموا دعمًا عسكريًا وماليًا واسع النطاق لكييف، لكن بعض الدول مثل المجر وتركيا عارضت بشدة سياسات الناتو العقابية ضد روسيا، والتي أظهرت أن الناتو لا يبدو موحدًا ومتماسكًا كما كان من قبل.

ولقد تلقى اقتصاد الكيان الصهيوني المنكوب بالأزمة، والذي دخل مرحلة جديدة من الفوضى والارتباك في ظل حرب غزة، ضربة استراتيجية كبرى قبل عدة أيام بعد تنفيذ تهديدات القوات المسلحة اليمنية ضد هذا الكيان في البحر الاحمر.

وتدخل السفن التجارية المتجهة نحو فلسطين المحتلة إلى البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، ومن هناك يتم نقلها إلى ميناء إيلات أو قناة السويس في مصر، ومن ثم إلى ميناء أشدود أو حيفا، لكن اليوم، وفي ظل حرب غزة والمعادلة البحرية الجديدة التي رسمها اليمن ضد الكيان الصهيوني وهدد بأنه حتى يتم رفع الحصار عن غزة ووصول الغذاء والدواء وغيرها من الضروريات الأساسية إلى هذه المنطقة، لا سفن "إسرائيل" ولا السفن الدولية يمكنها أن تتحرك نحو فلسطين المحتلة، ولكي يأخذ هذا الكيان البضائع والأغذية وغيرها، فإن السفن التي تذهب إلى الأراضي المحتلة لم تعد قادرة على المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، وبالتالي يتعين عليها أن تجوب أفريقيا للوصول إلى فلسطين المحتلة عبر مضيق جبل طارق، وحول هذا السياق، أعلن "أسامة ربيع" رئيس هيئة قناة السويس، قبل عدة أيام، في بيان له، أنه منذ 19 نوفمبر الجاري، غيرت 55 سفينة طريقها إلى رأس الرجاء الصالح.


وكالات
الكلمات الدالة
الحربحماسإسرائیل
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك