معرف الأخبار : 159710
تاريخ الإفراج : 12/25/2023 12:14:38 PM
مقامرة تل أبيب وفرصة واشنطن الأخيرة

مقامرة تل أبيب وفرصة واشنطن الأخيرة

دون أدنى شكّ بات "وقف إطلاق النار" في غزة الآن مطلباً جدياً وعالمياً؛ الخيار الذي يبحث عنه الكيان الإسرائيلي أيضاً؛ بالطبع مع مسمى وقف إطلاق النار "المؤقت"! وذلك على إثر إطالة أمد الحرب دون أي إنجازات، ضغوط أهالي الأسرى الإسرائيليين على "بنيامين نتنياهو" وحكومته، غضب الرأي العام العالمي رداً على جرائم تل أبيب وتجاوز كل الخطوط الحمراء من قبل جيشها المعتدي.

نورنيوز – جرى مؤخرا الموافقة على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2720 بشأن حرب غزة بأغلبية 13 صوتا وامتناع الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، على الرغم من أنه بسبب الثغرات المحدودة التي يخلقها في نظام المساعدات لشعب غزة العزل، فإنه خطوة صغيرة في اتجاه التخفيض، وهي تعتبر أزمة مستمرة، لكن الولايات المتحدة، بإزالة بند "وقف إطلاق النار" المقترح في هذا القرار، لا تزال على طريق التقليل من شأن عمليات القتل التي أطلقها النظام الصهيوني. في قطاع غزة.

في هذه الأثناء، فإن الموافقة على هذا القرار، إلى جانب التطورات التي تشهدها العملية الدبلوماسية لمفاوضات "وقف إطلاق النار" بوساطة الولايات المتحدة وقطر، تلقي الضوء على بعد آخر لسياسة إطفاء الأنوار التي تنتهجها تل أبيب لتوفير الإمدادات اللازمة. الأسس اللازمة لتحقيق أهدافها الميدانية في ساحة المعركة.

كان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي بخطة موقف جديدة أن تل أبيب مستعدة لـ "وقف إطلاق نار" ثانٍ في غزة ونقل المزيد من المساعدات الإنسانية للسماح بالإفراج عن السجناء. ورغم أن هذا الموقف لم يكن مفاجئا بالنظر إلى عملية التطورات الميدانية، إلا أنه كان مثيرا للتفكير من حيث مستوى الصراع السياسي والاستراتيجي.

طرح فكرة "وقف إطلاق النار" الثاني في حرب غزة، وهو نتيجة المحادثات بين "وليام بيرنز" رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية، و"محمد بن عبدالرحمن آل ثاني" رئيس الوزراء وزير ووزير خارجية قطر، هذه المرة ليس في "الدوحة" بل في "وارسو" عاصمة بولندا، وقد اختارها كمكان لإجراء مفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد ويحاول توفير الأرضية اللازمة لوقف فوري للتصعيد. حرب ما قبل العام الجديد من خلال زيادة الضغط السياسي على قادة النظام الإسرائيلي؛ الخطة التي تتلخص ترجمتها لتل أبيب ببساطة في قضية «تبادل الأسرى»، وفي حال عدم إدراج الأسماء المطلوبة في قائمة الإعلان، فإنها ستغلق الطريق أمام أي حوار سياسي بين الوسطاء.

ورغم أن الدلائل تشير إلى تغيرات في سلوك واشنطن تجاه الحرب لتقليص حجم الأزمة وتحديد منظور لـ«النهاية»، إلا أن لعبة مختلفة تجري في المعسكر الإسرائيلي. فما هو تحرك قادة تل أبيب في فلك الصفر والمائة، والذي أظهرت نتيجته مقامرة سياسية واسعة النطاق.

جاء كلام "هيلي تروبر"، عضو المجلس الوزاري الأمني ​​التابع للنظام الإسرائيلي، في تحديد الأهداف الرئيسية لهذا النظام وهي "عودة الأسرى" و"تدمير حماس"، عندما تحدث عن " "مفاوضات وقف إطلاق النار، تظهر صعوبة العملية الدبلوماسية بين حماس والكيان الصهيوني. وتوضح وتكشف أن أي تغيير في الوضع الميداني يواجه أيضا عقبات بنفس الحجم.

ويقول تروبر: "المرحلة التالية من تبادل الأسرى ستكون معقدة، لكنها ممكنة". ستكون هناك تكاليف، لكن بعد كل هذا أقول إن الحرب يجب أن تستمر بأشكال مختلفة وبوقف إطلاق نار محدد.

تصور هذه العبارات جوانب تصرفات إسرائيل اللامحدودة في قتل أهل غزة، عندما بدأت مفاوضات "وقف إطلاق النار" التي تقودها الولايات المتحدة وقطر في عاصمة أوروبية قبل أيام، وتحدث إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس، بناء على طلب مصر، ذهب إلى هذا البلد وتحدث عن الشروط المرغوبة للمقاومة، أي "أولا وقف دائم لإطلاق النار وثانيا تبادل الأسرى"، لكن تل أبيب طرحت الشرط المسبق "أولا تبادل الأسرى وثانيا تبادل الأسرى". ثم الحوار حول وقف إطلاق النار" من أجل إطلاق سراح سجنائها من خلال قناة هذه المحادثات. ومقابل استراحة قصيرة في الهجمات العسكرية المتواصلة، بناء درع ضد الانتقادات العالمية والمضي في الوقت نفسه في إعادة بناء القوات. حتى تحقيق كامل مطالبه ميدانيا.

كيف يتحدث القادة الإسرائيليون عن "تبادل الأسرى" قبل القبول بـ "وقف إطلاق النار" حتى لو كان مؤقتا، متأثرين بالتطورات الجديدة على الساحة الدبلوماسية، أي القرار الذي أقره مجلس الأمن والذي لم يذكر "وقف الحرب" لقد أبقت محادثات "وارسو" في طريق مسدود. والإجابة ليست معقدة للغاية.

الحل الذي يطرحه السياسيون الذين يقودون حكومة جو بايدن لإرضاء إسرائيل في الوضع الحالي هو المساعدة في إجراء "تبادل أسرى" بهدف تقليل النفقات الداخلية لبنيامين نتنياهو وإعطائه الفرصة ليكون لديه ما يقوله للإسرائيليين. الناس عن حربه المكلفة


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك