واقتحمت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره وقصفه المتكرر علة مدار الأيام الستة الماضية. وأفاد شهود عيان داخل المجمع الطبي للمركز الفلسطيني للاعلام، أن آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت القسم الغربي من المجمع، وفجرت أبواب الأقسام وجدران في المنطقة المقتحمة، مؤكدين أن عشرات الجنود دخلوا لمبنى قسم الطوارئ في مجمع الشفاء، فيما تمركزت دبابات الاحتلال دخلت حرم المجمع الطبي، وسط حالة رعب وهلع بين المواطنين والمرضى والطواقم الطبية المتحجزين داخله.
وقال الدكتور محمد زقوت، مدير عام المستشفيات في قطاع غزة، لقناة الجزيرة: تواصلت قبل قليل مع وكيل الوزارة وهو مع الطواقم الطبية إلى جانب المرضى، وعلمت أن قوات الاحتلال اقتحمت قسم الجراحات والطوارئ وتنفذ عمليات تفتيش في القبو الذي يوجد به نازحين.
وشدد على كذب مزاعم الاحتلال بشأن مجمع الشفاء وباقي المستشفيات، مذكرًا بأن الوزارة دعت لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفى والتحقق من من رواية الاحتلال الكاذبة.
وحذرت وزارة الصحة بغزة، من ارتكاب الاحتلال مجزرة بحق المرضى والنازحين والطواقم الطبية المحاصرين داخل المستشفى، والذين يقدّر عددهم بتعسة آلاف شخص.
وحمّلت حركة حماس، فجر الأربعاء، الرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته المسؤولية الكاملة عن تداعيات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مجمّع الشفاء الطبّي في غزة.
وقالت الحركة، في بيان صحفي: “نحمّل الكيان المحتلّ وقادته النازيين الجدد، والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمّع الشفاء الطبي، وما يتعرّض له الطاقم الطبّي وآلاف النازحين، جرّاء هذه الجريمة الوحشية”.
وقالت حركة حماس: إن الاقتحام يهدف لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين وإجبارهم قسرا على النزوح من الشمال إلى الجنوب “لاستكمال مخطط الاحتلال الرامي لتهجير شعبنا كما جاء على لسان العديد من وزراء الكيان المحتل”.
وقالت حركة حماس: إن اتّهامات واشنطن لها باستخدام مستشفيات في قطاع غزة لغايات عسكرية، مجرد أكاذيب، وتأتي “بمنزلة ضوء أخضر أميركي” لارتكاب إسرائيل “مزيدا من المجازر الوحشية بحق المستشفيات”.
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي قال إنّ حركتي حماس والجهاد الاسلامي تستخدمان “مركز قيادة وسيطرة انطلاقا من مستشفى الشفاء”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا مكثفا على غزة أدى لاستشهاد أزيد 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال.
وتعهدت حركة حماس فجر اليوم الأربعاء بالاستمرار في التصدي بقوة للجيش الإسرائيلي. وقالت “سيدفع الاحتلال الثمن غاليا عن جرائمه واعتدائه على أطفالنا ونسائنا ومقدساتنا، فغزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة، وإن غدا لناظره قريب. وإنه لجهادٌ.. نصر أو استشهاد”.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس عزت الرشق: إن محاولة نتنياهو تصوير توغل دباباته وجيشه المهزوم خلال اقتحام مستشفى الشفاء كأنه إنجاز، هو مراهقة سياسية ومسرحية مكشوفة لن تنطلي على أحد ولن يصدقها أحد، فمستشفى الشفاء مرفق مدني طبي وليس ثكنة عسكرية.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني جرائم قصف المنازل على رؤوس ساكنيها، وارتكبت المزيد من الجرائم.
وارتقى 5 شهداء وأصيب آخرون جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة الأغا وسط خانيونس.
وقصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة الشيخ في حي الدرج بمدينة غزة وسط أنباء عن وجود شهداء وجرحى.
والليلة الماضية، قصفت طائرات برج إرسال اتصالات في عمارة لعائلة العبادلة في بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس ونقل 9 إصابات من المكان، وهو 6 برج يقصفه الاحتلال خلال 24 ساعة جنوب وادي غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، مساء الثلاثاء، ارتفاع عدد الشهداء إلى 11451 شهيدا منذ بداية العدوان الصهيوني على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والجرحى إلى نحو 31700 جريح.
وأوضحت الوزارة، في تقريرها اليومي حول العدوان، أنها تواجه لليوم الثالث على التوالي، تحديات في تحديث أرقام الضحايا بسبب انهيار الخدمة والاتصالات في مستشفيات الشمال.
وبينت أن عدد الشهداء في قطاع غزة بلغ حتى مساء أمس (13 تشرين ثاني) 11255 شهيداً، بينهم 4,630 طفلاً، 3,130 امرأة، و682 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 29 ألفاً.
وقالت إن أكثر من 3250 مدنياً ما زالوا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.
وارتقى 202 شهيد من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، إلى جانب إصابة أكثر من 200 جريح من الكوادر الصحية، كما تم الهجوم على أكثر من 60 مركبة إسعاف، تضررت 55 منها وخرجت عن الخدمة.
وبينت الوزارة أن 25 من 35 مستشفى في غزة، و52 من 72 عيادة رعاية صحية أولية، أي أكثر من الثلثين، توقفت عن العمل بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود.
ويواجه مئات الآلاف من المواطنين في المنطقة الشمالية، إما غير الراغبين أو غير القادرين على النزوح القسري جنوبًا، تحديات في تأمين الموارد الأساسية للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الماء والغذاء، إذ يثير استخدام مصادر المياه غير الآمنة، وفقا للوزارة، مخاوف مثيرة للقلق بشأن الجفاف والأمراض المنقولة بالمياه.
وكالات