هناك من يقول إن ميدان الحرب في غزة مازال في بداياته، وإن أي كلام عن ترتيبات أو تحضيرات لمشاريع من هنا وهناك في قطاع غزة، هو أمر سابق لأوانه ولا مجال للبحث في جدواه حاليا
لكن بالنسبة للأميركي والإسرائيلي، الكلام قد بدأ فعلا، وبدأت الطروحات التي تتناول الوضع في غزة بعد حركة حماس، وذلك من وجهة نظر واشنطن وتل أبيب. من إدراة عسكرية، إلى مدنية محلية، وصولا إلى مدنية دولية
لكن ذلك يحتم قبل الخوض فيه، التعامل مع مجريات الميدان، ومخرجات الحرب، وانعكاساتها على كافة الأطراف. وبعد أكثر من شهر على الحرب، لا يبدو أن طروحات الأميركي والإسرائيلي ستجد طريقها إلى الواقع
للخوض في جدوى الطروحات حول مستقبل قطاع غزة، لا بد من البحث في إمكانية القضاء على المقاومة هناك. هذا ما تناوله تقرير للمعهد الملكي للدفاع والأمن بعنوان "إسرائيل ومشكلة غزة"، حيث يقول.
أرغم هجوم السابع من أكتوبر المؤسسة السياسية الإسرائيلية على تبني خيارات مثل الغزو البري لغزة. كما أعلن بنيامين نتنياهو أن جيشه يهدف إلى "هزيمة حماس بشكل كامل". لكن هناك سؤالان واضحان لا بد أن نجيب عنهما. أولا، هل من الممكن تدمير حماس؟ وثانيا، من سيحكم غزة بعد هزيمة حماس (المفترضة)؟
بالنسبة للحروب السابقة، فقد انتهت بتفاوض "إسرائيل" وحماس على وقف إطلاق النار عبر وسطاء. وكانت الشروط واضحة: الهدوء مقابل الهدوء.. اليوم، "إسرائيل" تتخلى عن قواعد اللعبة القديمة، لكن هل تستطيع أن تنجح؟. السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان ممكنا القضاء على حماس؟
وبالتالي يخلص التقرير إلى أن هذا مسعى صعب. ويصبح أكثر صعوبة إذا كانت القوة العسكرية هي الأداة المفضلة. هنا، تجدر الإشارة إلى أن حماس حركة اجتماعية راسخة في الساحة الفلسطينية. إنها فكرة بقدر ما هي كيان عسكري متماسك. وحتى لو تمكنت "إسرائيل" من تدمير الكيان العسكري – وهو أمر غير مؤكد – فإن الفكرة ستبقى قائمة
حول هذه النقطة أود أن أرحب بضيفي من رام الله الدكتور حسن خريشة نائب الرئيس السابق للمجلس التشريعي الفلسطيني
في الجزء الثاني من تقرير المعهد الملكي للدفاع والأمن، بحث في المشاريع المطروحة حول قطاع غزة، ضمن فرضية القضاء على المقاومة.
التقرير يقول هنا..خيارات أي ترتيب حكم في غزة ما بعد حماس تتراوح بين السيئ و الأسوأ. هناك اقتراح جلب السلطة الفلسطينية إلى القطاع. لكن، ينظر إلى السلطة على أنها عامل تمكين للاحتلال.. واقترح البعض تشكيل إدارة مؤقتة تديرها الأمم المتحدة ودول عربية. يبدو هذا معقولا، لكن، قد لا تكون الدول العربية مستعدة للعب هذا الدور
في المقابل يمكن "لإسرائيل" أن تتبنى استراتيجية الانفصال بمجرد انتهاء المعارك عبر سحب قواتها. إلا أن مثل هذه الإستراتيجية تم تبنيها طيلة الأعوام الماضية، في حين أهملت الخلافات السياسية الجوهرية الكامنة وراء النزاع. إلى حد بعيد، فإن الخيار الأسوأ على الطاولة بالنسبة لإسرائيل هو إعادة الاحتلال الكامل للقطاع
وعليه، فإن الأسئلة التي لم تتم الإجابة عنها لا تزال قائمة بينما تستعد إسرائيل لحرب طويلة. ومع ذلك، فإن تجربة الولايات المتحدة في أفغانستان مفيدة لإسرائيل. وصناع السياسة الإسرائيليون يتحملون مسؤولية طرح نفس الأسئلة التي فشل صناع السياسة الأميركيون في طرحها قبل أكثر من عقدين من الزمن
ونستعرض معكم بعض التعليقات من المتابعين والمختصين على منصة إكس حول هذا الموضوع:
الإعلامية الأميركية "ليزا لافنغ" علقت هنا. نتنياهو يطرح خطة للسيطرة على أمن غزة لفترة غير محددة بعد الحرب.. الجميع يريد غاز غزة.
الصحافية والكاتبة السابقة في معهد تشاثام هاوس "جين كنينموت" كتبت. قدم بلينكن ثلاثة مبادئ حول اليوم التالي للحرب: لا حكم لحماس في غزة، لا احتلال إسرائيلي للقطاع.. ولا فوضى في القطاع .. وأنا أقول.. لا أحد لديه خطة.
"جيمس ستيفنز"، انتقد سياسة نتنياهو وعلق. نتنياهو فقد عقله. ليس لديه خطة حول غزة بعد الحرب. ولا يخوض هذه الحرب إلا للانتقام بعد فشل استخباراته..هو لا يهتم بسقوط المدنيين الأبرياء
المراسل الحربي الشهير "إليجا ماغناير" كتب على حسابه في إكس. إذا أبقت المقاومة الفلسطينية الغزاة الإسرائيليين مشغولين وتحت الهجوم لفترة معقولة من الزمن، فقد لا تتمكن "إسرائيل" من تحقيق أهدافها في ظل الضغوط الدولية والمحلية المتزايدة.
نورنيوز/وكالات