إن العدد غير المسبوق من الشهداء من النساء والأطفال في غزة هو دليل واضح على خبث الكيان الذي انتهك رسمياً وعلناً كافة القوانين الدولية والحدود الأخلاقية
بطبيعة الحال فإن أبعاد هذا الشر تتسع كل دقيقة، كما حدث عندما سُئل وزير التراث الثقافي الإسرائيلي: هل ينبغي أن نسقط قنبلة ذرية على كل غزة؟ فأجاب أن هذا أحد الاحتمالات !!
ثم أجاب على السؤال بأن؛ ماذا سيحدث للأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة، قال: يوجد ثمن للحرب ايضا!
على الرغم من أن مثل هذه التعليقات ليست مستبعدة بسبب الطبيعة الإجرامية لمسؤولي الكيان الإسرائيلي، إلا أنه في هذه الحالة بالذات، هناك جانب آخر للقصة
الوجه الآخر لهذه القصة هو أن مسؤولي حكومة نتنياهو يغضون الطرف عن وضع السجناء الإسرائيليين الذين اعتقلتهم قوات حماس خلال عملية اقتحام الأقصى، هذه القضية، التي أصبحت الشغل الشاغل لأسر هؤلاء الأسرى داخل الأراضي المحتلة، تحظى باهتمام أكبر.
يعود هذا القلق إلى التوجيه المعروف بـ "هانيبال" أو ما يسمى ببروتوكول هانيبال، والذي بموجبه فإن الأولوية بالنسبة لقادة الجيش الصهيوني في ساحة المعركة هي "عدم ترك القوات في يد الطرف الآخر"، فإذا لم تتوفر القدرة على تحريرهم، فالأفضل أن يُقتلوا!
بروتوكول هانيبال (يسمى أيضا توجيه هانيبال)، إجراء يستخدمه الجيش الإسرائيلي لمنع أسر جنوده، حتى لو كان ذلك بقتلهم، لذلك يسمح هذا البروتوكول بقصف مواقع الجنود الأسرى. صاغه 3 ضباط رفيعو المستوى، وبقي بروتوكولا سريا، حتى اعتماده في 2006.
وأثار بروتوكول "هانيبال" جدلا واسعا في إسرائيل، إذ يصفه معارضوه بـ"الخيار الوحشي" الذي يخاطر بأرواح أسرى يمكن إنقاذهم.
طبق العدو الصهيوني توجيه "هانيبال" في مناسبات عديدة منذ 1986، وكان التنفيذ الأكثر تدميرا في رفح عام 2014، ومن بين 11 إسرائيليا طُبق عليهم البروتوكول في 7 مناسبات، لم ينج سوى جندي واحد.
عاد مصطلح "بروتوكول هانيبال" إلى الظهور مجددا في عملية "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واقتحمت خلالها مستوطنات غلاف غزة، وسيطرت على عدة مواقع وقواعد عسكرية لجيش الاحتلال، وأسرت نحو 250 إسرائيليا بينهم عشرات الجنود والضباط، وهو ما رد عليه الاحتلال بقصف عنيف على غزة أسفر عن آلاف الشهداء والمصابين.
لهذا عندما علم أهالي الأسرى الإسرائيليين ببروتوكول هانيبال، كثفوا احتجاجاتهم حتى يتم التراجع عن ذلك، إلاّ أن صيحاتهم لم تلق آذاناً صاغية لدى حكومة نتنياهو المتوحشة.
بناءً على ماسلف على العالم أن يأخذ موقفا صارماً من هذه الظاهرة الشريرة التي تحولت لأعنف ظاهرة تُنتهك فيها حقوق الانسان.
نورنيوز