وتحدث خبراء عسكريون عن استخدام الكيان الإسرائيلي، في القصف العنيف على غزة امس، قنابل ذات أوزان أكبر مما كان يستخدمه سابقا، زودته به امريكا مؤخرا، وقد تكون قنابل ارتجاجية، لاحداث دمار اكبر، وهدم المزيد من الاحياء السكنية، تحت ذريعة تدمير الاتفاق.
منذ الايام الاولى للعدوان على غزة، والكيان الاسرائيلي يحاول الايحاء، ان ما يقوم به من قصف على قطاع غزة ، هو تمهيد للاجتياح البري للقطاع، وان القرار في هذا الشأن قد اتخذ، وان قوات الاحتلال بانتظار أوامر رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لتنفيذ الهجوم، ولكننا ونحن ندخل اليوم الـ22 من العدوان على غزة، لم نر اي انجاز عسكري للاحتلال على الارض، رغم كل الدعم الامريكي والغربي العسكري غير المحدود له، واللافت انه في الليلة التي شهدت غزة اعنف قصف منذ بداية العدوان، نجحت المقاومة بقصف محيط تل ابيب واسدود وعسقلان برشقات من الصواريخ، في تأكيد واضح، على ان المقاومة مازالت في قوتها، وتدير المعركة بذكاء وحنكة وشجاعة .
الكيان الاسرائيلي الذي القى على غزة ما يعادل قنبلة نووية خلال 21 يوما، ورغم تدفق الاسلحة والعتاد والذخائر عليه من امريكا الغرب، الى جانب تكدس حاملات الطائرات والسفن الحربية وانظمة الدفاع الجوي والاف الجنود من الامريكيين، في شرق البحر المتوسط، بهدف تعزيز معنوياته، بالاضافة الى تواجد العشرات من كبار الضباط الامريكيين في مراكز القيادة داخل الكيان، لادارة المعركة بشكل مباشر، مازال هذا الكيان الى جانب امريكا، مترددان في شن هجوم بري على غزة، متذرعان في كل مرة بذرائع تخفي وراءها خوف قاتل، من الوقوع في فخ غزة، الذي سيفتح عليهما ابواب الجحيم.
في البداية كانت ذريعة امريكا، من اجل "تأجيل قرار اجتياح غزة"، كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" حينها، هي إتاحت الفرصة لامريكا حتى تتمكن من إرسال قوات عسكرية الى المنطقة للاستعداد في حال اتساع رقعة الصراع إقليميا.
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اشارت بدورها يوم الخميس الماضي، الى تبريرات اخرى، عندما ذكرت ان امريكا دعت حكومة الكيان الإسرائيلي الى تأجيل "العملية العسكرية البرية في قطاع غزّة" لبضعة أيام لأسباب عديدة، منها علم واشنطن بضعف القوات الإسرائيلية التي لا تمتلك القدرة على الحرب على جبهتين (شمالية، جنوبية)، وإعطاء المزيد من الوقت للتفاوض بشأن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة، والسماح بدخول المزيد من المساعدات العسكرية لـ"تل أبيب"، ومنح واشنطن مزيداً من الوقت لحماية قواتها في الشرق الأوسط.
أحدث تبرير امريكي للتهرب من الاجتياح البري لغزة، هو ما جاء في صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية امس الجمعة، والتي نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم، ان إدارة بايدن تحث "إسرائيل" على اختيار "عملية جراحية"، بدلاً عن العملية البرية لغزة.
بات واضحا ان السبب الاول والاخير الذي يحول حتى هذه الساعة من تنفيذ الكيان الاسرائيلي تهديده باجتياح غزة، هو وجود مقاومة داخل غزة مصممة على الدفاع عن الارض وقد اعدت العدة لهذا اليوم منذ سنوات، ونصبت الكمائن والعبوات الناسفة على الطرقات وتحت الاراض، وهي على استعداد لمواجهة القوات الغازية في حرب الشوارع ، وهو تكتيك سيلغي تفوق دور الدبابات والاسلحة "الإسرائيلية" المتطورة، وقد تتكبد قوات الاحتلال خسائر فادحة ، تفوق خسائرها في السابع من اكتوبر.
لا نستبعد ان يتوغل جيش الاحتلال الاسرائيلي، هذه الليلة الى مناطق محدودة اطراف غزة، من اجل ابعاد صورة الجيش الجبان التي لصقت به بعد معركة "طوفان الاقصى"، عبر قتل المزيد من الاطفال والنساء، بعد ان عجز، ورغم كل ما يمتلك من قوة عسكرية ودعم امريكي غربي، عن تحقيق اي إنجاز عسكري يمكن أن يقدمه لمستوطنيه او لامريكا، التي سمحت، ان يوغل بدماء اطفال ونساء غزة، انتقاما من رجالها الاشداء.
هل يمكن للكيان الاسرائيلي، الذي يزعم انه يمتلك "اقوى جيش في المنطقة" ان يعلن انتصاره على غزة، او ان تعلن امريكا، التي تزعم انها اقوى دولة في العالم، انها انتصرت لربيبتها "اسرائيل" على حماس، بينما تشير الاحصاءات، الى ارتفاع حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي الوحشي على غزة منذ السابع من الشهر الجاري إلى 7326 شخصا، من بينهم 3038 طفلا، و1726 امرأة، و414 مسنا، فيما وصلت عدد الإصابات إلى 18484، إضافة إلى نحو ألفي مفقود تحت الأنقاض؟!!.
ان ما شهدته غزة ليلة امس الجمعة من قصف عنيف وغير مسبوق، وتوغل على حدودها ، قد يأتي ايضا من اجل الضغط على المقاومة، في ظل الحديث عن مفاوضات تجري لإنجاز اتفاق لوقف إطلاق النار، وصفقة تبادل أسرى بين الكيان الاسرائيلي وحماس بوساطة قطرية. وهو حديث اشارت اليه ايضا شبكة "سي إن إن" الأميركية. الا ان الثابت في كل ذلك، هو موقف حماس، الرافض لاطلاق سراح اي اسير، قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة، وهو اتفاق سيعتبر انتصارا مدويا للمقاومة، في حال تم الاعلان عنه.
نورنيوز/وكالات