نور نيوز- في عالم اليوم قد يكون فنانًا يقضي حياته على خشبة المسرح أمام الجمهور، أما في قلب الشرق الأوسط فهو شبح بلا وجه لا أحد يعرفه بالوجه، هم فقط يعرفونه على أنه ملاك موت بني صهيون.
إنه أشهر "محمد" في غزة وبطل فلسطين؛ مهندس أنفاق غزة الغامضة، والقائد الفطن لكتائب "عز الدين القسام"، ومبتكر عملية "طوفان الأقصى".
في شهادة ميلاده، التي لم تستخدم منذ عقود، اسمه "محمد دياب إبراهيم المصري"، لكن أهل غزة والضفة الغربية يلقبونه بـ "محمد الضيف".
"الضيف" لغة يعتبر كناية عن المتنقل في الصحراء الذي لا يتوقف أبدا، وبهذه الحيلة العسكرية الكلاسيكية، فشل العدو الصهيوني في اغتياله في سبع عمليات نفذها ضده على الأقل .
لا يوجد سوى ثلاث صور قديمة ومنخفضة الجودة لـ "العقل المدبر لحركة حماس"، الذي يقترب عمره الآن من 60 عاما، من العقد الثاني أو الثالث من عمره، وأحدها لا يظهر بها وجهه.
قبل ثلاثين عاماً، عندما احتفلت تل أبيب باستشهاد يحيى عبد اللطيف عياش، مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس، الملقب بـ "مهندس الموت"، لم تعلم أن خلفه ظلاً يمر عبر كل الأرض و الجدران سواء حديدية أو أمنية.
بعد محاولة الإغتيال الأخيرة عام 2021، زعم الكيان الصهيوني أن "محمد الضيف" أصيب بجروح خطيرة، بل وقيل إنه فقد إحدى عينيه، ولكن حتى لو كان هذا الادعاء صحيحا، فإن عين واحدة فقط كانت تكفيه للنظر فيها لضرب عمق الكيان الصهيوني الضعيف، وكانت كفيلة بتنفيذ مثل هذه الخطة الماهرة. فبعد مرور أسبوعين على العملية الأخيرة، لم يتمكن العدو الصهيوني حتى الآن من تقديم ملخص كامل لكيفية تنفيذ وأسباب نجاح "طوفان الأقصى"؛ إنها ضربة حقيقية لعقل تل أبيب، لكنها جعلت الكيان الصهيوني يدرك أن أي رد فعل قد يكون جزءا من عملية صممها القائد الخفي لحماس.
"محمد الضيف" يعرف ما هو تحت الأرض في متاهة غزة وهو مغمض العينين، فهو على دراية بأسرار وحيل أكثر حرب غير متكافئة في القرن، فقد زوجته الشابة وطفله الرضيع في إحدى الاعتداءات الصهيونية، وهو يعرف ما هو العطاء؟ إنه يعرف كيف ينتظر، ويجب أن يكون القائد المتعلم على دراية بالعمليات العسكرية والعمليات النفسية على قدم المساواة.
دون شك أن الخوف المفرط من الهزيمة أمام المعرفة العسكرية الفريدة لـ "محمد الضيف" دفع تل أبيب وحلفائها، على الرغم من منحها مهلة 24 ساعة لإخلاء شمال غزة، للتفكير مليا بهذه المغامرة الطائشة.
يعلم الكيان الصهيوني جيداً أن "محمد الضيف" غامض ولا يمكن التنبؤ به مثل المتاهة المتعرجة التي بناها تحت غزة، وأن أي هجوم بري على هذه المدينة من المرجح أن يسقط في شبكة نسجها منذ سنوات. لأنه لا أحد يعرف ما خططه "القيادي الخفي" في قلب هذه المدينة المخفية؟
نورنيوز