نورنيوز- تواصلت الاشتباكات بين قوات العدو الصهيوني ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل مستوطنات غلاف غزة، وذلك مع دخول اليوم الثالث من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ضد الاحتلال الإسرائيلي، وسط تقديرات باحتمال ارتفاع حصيلة الخسائر الإسرائيلية إلى 1000 قتيل. وقال الجيش الصهيوني إن قواته ما زالت تقاتل في 7 أو 8 نقاط قرب قطاع غزة.
أظهرت هذه العملية للجميع أن معادلة القوى في غرب آسيا، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أخذت منحى مختلفا.
إن لهذا الحدث الكبير أبعاداً متعددة ينبغي إيلاؤها اهتماماً خاصاً في تقييم الموضوع:
أولا؛ عملية طوفان الأقصى غير مسبوقة خلال الـ 60 عاما الماضية من حيث استخدام مبدأ المباغتة، والعمل في العمق، واستخدام الأسلحة المختلفة، والتقدم على الأرض، وتحرير الأرض، وإيقاع خسائر فادحة في صفوف المحتلين، وأسر المئات من الصهاينة.
ثانيا؛ من أجل التحضير لمثل هذه العملية وتنفيذها، ليس هناك شك في أنه تم تنفيذ إجراءات استخباراتية وأمنية مفصلة ومعقدة للغاية.
ثالثا: منذ تنصيب حكومة نتنياهو الجديدة، حذر خبراء محليون وأجانب من تزايد التوجهات المتطرفة، لكن المتطرفين في الحكومة تجاهلوا هذه التحذيرات واتخذوا إجراءات غير مسبوقة ضد الفلسطينيين.
رابعا: أفضى سلوك نتنياهو الطموح، خاصة في موضوع مشروع قانون الإصلاح القضائي، إلى تفاقم الوضع في المجتمع الصهيوني المنقسم وغير المستقر.
خامسا: لقد كانت عملية المقاومة بمثابة رد فعل مشروع ومحسوب وقوي ومفعم بالأمل على بنية أصبحت أضعف سياسيا واجتماعيا من أي وقت مضى.
سادسا: تكتسب عملية طوفان الأقصى أهمية كبيرة من ناحيتي التأثير على قوى النظام السياسية والأمنية والعسكرية وكذلك الدول التي تشكل الهدف الرئيسي لأمريكا والكيان الصهيوني في مشروع التطبيع.
نظرا لأن القوى الداخلية في الاحتلال الصهيوني باتت متشائمة بعد أن رأت مصيرها، ربما تتردد تلك الدول في الرهان على «الحصان الخاسر» بعد رؤية تراجع وانحدار الكيان الصهيوني.
نورنيوز