تتولى ألمانيا تنسيق تنفيذ خطة لهذا الغرض والتي تم التوقيع بشأنها مذكرة تفاهم. وتقوم الفكرة الألمانية على شراء الأوروبيين بشكل مشترك لأسلحة وأنظمة دفاع صاروخية لتحقيق الحماية للأجواء الأوروبية بثلاث مستويات، تبدأ بمنظومات الدفاع قصيرة المدى، ثم صواريخ ومنظومات دفاعية متوسطة المدى، وصولاً لاقتناء منظومات الدفاع الصاروخية طويلة المدى التي يمكنها تحييد المخاطر من الصواريخ بعيدة المدى وصواريخ «فرط الصوت» وليس هذا فقط، فهناك من يرى أن «درع السماء» سوف تعزز من «القومية الأوروبية» و«الروح الأوروبية المشتركة» وهو ما يؤكده الانضمام المتزايد للدول الأوروبية لـ«درع السماء» التي انضمت إليها في البداية 11 دولة، لكن امريكا أبدت تحفظا وحذرا شديدا من هذه الخطة التي قد تسحب البساط من تحت أقدامها، سيما أنها كانت تستغل ضعف القارة الأوروبية للهيمنة عليها.
من المفترض أن يعمل ما يسمى بمشروع "درع السماء الأوروبي" بمشاركة 15 دولة أوروبية عضو في الناتو على تحديد وتعزيز نقاط الضعف في نظام الدفاع الجوي لعدد من الدول الأوروبية.
والسؤال الرئيسي هنا هو هل الأبعاد الخارجة عن النص لهذه الخطة تقتصر على الحرب في أوكرانيا أم يجب تحديد دوافع أخرى أبعد من ذلك؟.
كما توجد نقطة أخرى هي أنه كيف يمكن تحليل صمت واشنطن تجاه هذه الخطة الأوروبية الشاملة؟
يشعر المسؤولون الأميركيون بقلق بالغ إزاء القرار الجماعي الأخير في أوروبا، لأن تنفيذ هذه الخطة سيؤدي إلى إضعاف موقف واشنطن في المنظومة العسكرية لحلف الناتو.
هناك نقطة أخرى أدت إلى قلق الأميركيين من وراء الكواليس بشأن القرار الجماعي الأخير للأوروبيين، نقطة تتعلق بالأبعاد غير العسكرية لهذا التعاون.
يقول المسؤولون الألمان إنه بهذا المشروع ستتمكن الدول الأوروبية من تحمل مسؤوليتها المشتركة في الحفاظ على أمن القارة الأوروبية.
المهم في هذا المشروع هو تحقيق التآزر في المجالات السياسية والمالية والتكنولوجية ولا يمكن أن يقتصر الأمر على الأبعاد العسكرية.
بعيداً عن مواقف المسؤولين الأميركيين، ربما يتعين علينا أن ننتظر المماطلة التي تمارسها واشنطن من وراء الكواليس في تنفيذ التآزر العسكري الجماعي الأخير بين الأعضاء الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي.
نورنيوز