معرف الأخبار : 151580
تاريخ الإفراج : 9/21/2023 11:28:08 AM
البيت الأبيض يفشل في إعادة تدوير الإرهاب التكفيري

البيت الأبيض يفشل في إعادة تدوير الإرهاب التكفيري

منذ عام 2007، طرح الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما كان يعمل سيناتوراً عن ولاية ديلاوير في الكونغرس، خطة الفيدرالية أو تقسيم العراق على أساس التركيبة الدينية والعرقية، وأكد على تنفيذها.

منذ ذلك الحين، اعتبرت هذه الخطة أساساً لصنع القرار في واشنطن وصنع السياسات في غرب آسيا. ومن الشروط المسبقة لتنفيذ هذه الخطة زعزعة استقرار المنطقة من خلال تعزيز الجماعات الإرهابية التكفيرية وخلق أزمات أمنية مزمنة في مختلف البلدان الإسلامية. ولم يكن من قبيل الصدفة أنه في عام 2013، ظهر تنظيم داعش وجبهة النصرة الارهابيين بدعم مطلق من أجهزة الأمن الأمريكية والكيان الصهيوني، وأصبحا رافعة وأداة رهيبة في المنطقة.

والآن نحن في عام 2023. لقد هُزم تنظيم داعش في حرب واسعة النطاق في سوريا والعراق وانهارت الخلافة المزعومة التي أعلنها التنظيم، لكن مشروع إعادة تعريف الإرهاب التكفيري لا يزال على جدول أعمال واشنطن وتل أبيب. بدأت التحركات الأخيرة للمحتلين الأمريكيين في المناطق الحدودية لسوريا والعراق وذلك في ظل إنشاء مثلث معادي مكون من الاحتلال الامريكي والإنفصاليين الأكراد والمسلحين الإرهابيين ضد حكومة بشار الأسد، بهدف إعادة إنتاج الأزمة في كل من سوريا والعراق. لكن السؤال الرئيسي هنا لماذا لم يكتمل مثل هذا النظام الخطير في النهاية؟! وبعبارة أخرى، ما هو العائق الرئيسي أمام الغرب والصهاينة أمام إحياء الإرهاب والعنف في المنطقة؟

وهنا نحن أمام متغير ومُتحوّل مستقل ومهم يسمى "نظام المقاومة"، لقد تشكل تيار المقاومة على أساس الخطاب الديناميكي والمراقبة المستنيرة والأداء المرجعي والفعال في المنطقة، ونشهد فاعليته واكتماله يوما بعد يوم.

إن تآزر الأطراف وأطراف جبهة المقاومة مع بعضها البعض في مختلف البلدان وإنشاء هيكل منهجي ورشيق من قبلهم، أدى إلى إغلاق جميع الثغرات التي أوجدها الصهيو-امريكي في المنطقة، الأمر الذي أدلى الى تقليل قدرة الأعداء على المناورة واللعب بأمن المنطقة. في غضون ذلك، لم يتمكن مركز أبحاث البيت الأبيض المكون من أشخاص مثل بايدن وبلينكن وسوليفان من حل ألغاز سبب عدم استمرار انعدام الأمن المطلق في غرب آسيا، ونتيجة لذلك، ظل مشروع إعادة إنتاج الإرهاب التكفيري أيضًا غير مكتمل.

بالتزامن هناك عنصر آخر ينبغي التمعن به، وهو الأزمات الداخلية في الأراضي المحتلة وتشكل وتعميق الانقسامات الحالية بين نتنياهو ومعارضيه. في الأساس، أحد الأسباب الرئيسية لإصرار تل أبيب على زعزعة استقرار المنطقة في أسرع وقت ممكن ومرافقة واشنطن في هذه العملية هو اللامركزية في الأزمات واسعة النطاق التي حدثت في صفوف الصهاينة اليوم ولا يوجد أي مؤشر على انتهائها. لذلك، لا بد من إيجاد علاقة ذات معنى بين الضعف الداخلي للصهاينة وإصرارهم على خلق الأزمات الإقليمية.

يظل أن نقول بأن حياة أمريكا والكيان الصهيوني تتحدد في ظل الأزمات التي تشهدها مختلف أنحاء العالم، خاصة في غرب آسيا، إلا أن جبهة المقاومة لن تسمح للأعداء بالتأكيد بإكمال هذه اللعبة. إن الإستقصاء المستقبلي للتطورات الإقليمية لا يعتمد على رغبات مراكز الأبحاث والعمليات في واشنطن وتل أبيب. إن الناتج والمخرج النهائي لهذا الصراع سيكون بالتأكيد الانتصار المتكرر لمحور المقاومة وهزيمة الأعداء الذين يرون يعتبرون تحقيق الاستقرار والسلام في غرب آسيا هو خطّهم الأحمر وكابوس زوالهم.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك