صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية لدى استقباله، اليوم الاربعاء حشدا من أسر الشهداء والفنانين والكتاب ورواد ونشطاء الدفاع المقدس في حسينية الإمام الخميني (رض) بطهران.
ورأى بانه أنه إذا عرفت أجيالنا المتعاقبة الجوانب المهمة والهادفة للدفاع المقدس، فإنها ستعرف كيف تمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى منصة النصر والوقوف هناك بقوة في هذا الحدث المهم. وبكل فخر، ستكون هناك دروس عظيمة لهم في هذه المعرفة.
وأجري هذا اللقاء عشية أسبوع الدفاع المقدس في حسينية الإمام الخميني (رض) بالعاصمة طهران.
وقال قائد الثورة الإسلامية خلال هذا اللقاء إن فترة الدفاع المقدس ، بارزة ومهمة في تاريخ الثورة الإسلامية وعلينا أن نعرف عظمة هذه الفترة، وتعريفه لأذهان الأجيال القادمة.
وتابع اية الله الخامنئي أعتقد أنه إذا عرفت أجيالنا المتعاقبة الجوانب المهمة والهادفة للدفاع المقدس، فإنها ستعرف كيف تمكن الشعب الإيراني من الوصول إلى منصة النصر والوقوف هناك بقوة في هذا الحدث المهم. وبكل فخر، ستكون هناك دروس عظيمة لهم في هذا المعرفة.
وأضاف سماحته: لم نتمكن من معرفة تفاصيل هذه اللوحة الضخمة والملونة للدفاع المقدس وتقديمها للآخرين، متسائلا: عن ماذا دافعنا في فترة الدفاع المقدس؟ يمكن فحص ودراسة الدفاع المقدس من أربعة جوانب. الدفاع عن ماذا؟ الدفاع عن من؟ الدفاع على يد من؟ وماذا كانت نتيجة هذا الدفاع؟
وقال اية الله الخامنئي: تم الدفاع عن الثورة الإسلامية والجمهورية الإسلامية كثمرة هذه الثورة ووحدة أراضي البلاد خلال فترة الدفاع المقدس، مضيفا أن الطرف الآخر قد هاجم هذه الأشياء الثلاثة. وبطبيعة الحال، ان جبهة العدو الأساسية والمهمة، كانت هدفها الثورة الاسلامية وقمع هذه الثورة الفريدة والعظيمة والمهمة التي حدثت في إيران بفضل تضحيات الشعب.
وأكد سماحته: إن هناك فرقا كبيرا بين الحرب التي تندلع بغرض تحريك الحدود بين البلدين والحرب التي تشتعل بغرض تدمير هوية الأمة، معتبرا ان الحرب المفروضة كانت تهدف الى تغيير الحدود والجغرافيا وهوية الشعب الايراني.
وقال قائد الثورة الاسلامية: ان أغلب الحروب هي حروب حدودية وهي من أجل الاستيلاء على الأراضي. لكن الحرب التي تستهدف هوية الأمة، ووجود البلد، والإنجازات التي تحققت نتيجة تضحيات الشعب هي مختلفة عن تلك الحروب. ولم تكن القضية مجرد تغيير الحدود الجغرافية، رغم أن ذلك الهدف كان مهما أيضا، إلا أن أهميته لا يمكن مقارنتها بهذا الهدف.
وأوضح اية الله الخامنئي :أن الجمهورية الإسلامية تعني الديمقراطية الدينية ومشكلة العدو الرئيسية هي اصل الجمهورية الإسلامية.
وأشار إلى أن الثورة الاسلامية استطاعت أن تزيل النظام الفاسد التبعي الذي كان يحكم البلاد وأسست نظاما جديدا وديمقراطية دينية كانت كلمة جديدة في العالم.
وتابع سماحته: الذين يعارضون ويعادوننا، مشكلتهم الرئيسية هي "الجمهورية الإسلامية".
واعتبر سماحته أمريكا الحافز الرئيسي للعراق في الحرب ضد إيران، مضيفا أن الفرنسيين قاموا بتزويد العراق بأحدث المعدات العسكرية.. كما أعطت الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق العراق كل الإمكانيات البرية والجوية التي كان العراق يحتاجها.
وقال قائد الثورة الاسلامية :لم يساعدنا أحد في الحرب، حتى المرافق والأسلحة التي كنا نريد شرائها ودفع ثمنها لم يتم توفيرها إلا في حالات نادرة وبسيطة.
واكد سماحته ان الدفاع المقدس كان ساحة الحضور العام للشعب الإيراني،لافتا الى ان المساجد ووالحوزات العلمية والجامعاة والمدارس والثكنات كانت الأماكن التي تمد وتوفر القوات.
وشدد اية الله الخامنئي على ضرورة أهمية الأعمال الفنية في تعزيز قيم الدفاع المقدس متسائلا : من هم المهاجمون في الدفاع المقدس؟ وإذا نظرنا إلى الدفاع المقدس من هذه الزاوية، تتضح عظمة الدفاع المقدس وأهميته.
ومضى سماحته بالقول: إن جميع القوى البارزة في العالم ومنها أمريكا والدول الأوروبية المختلفة والكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفييتي اجتمعت في جبهة واحدة وشاركت في شن هذا الهجوم على الجمهورية الإسلامية والثورة الإسلامية.
وتابع قائد الثورة: وقيل إن الأميركيين كانوا الدافع الرئيسي لصدام في شن الهجوم على إيران. وخلال الحرب قدم الأميركيون أهم المساعدات له وهي المساعدات المعلوماتية ولقد زودوه بسهولة بموقع قواتنا من خلال الخرائط الجوية ..كما قاموا بتجهيز وتزويد صدام بتكتيكات الحرب بشكل مستمر ومتتالي.
واضاف سماحته: دول عربية في منطقتنا زودت صدام بمبالغ مالية لا حصر لها ووفرت له طرق للتنقل؛ وكان الجزء الجنوبي من الخليج الفارسي دائمًا مكانًا لحركة الشاحنات والآلات الثقيلة التي تأخذ الأدوات وتنقلها إلى العراق. الجميع ساعده.
وأكد اية الله الخامنئي: ان الدفاع المقدس وسع حدود المقاومة، نحن لم نسعى إلى توسيع الحدود الجغرافية، لكن الدفاع المقدس رفع اسم المقاومة في العالم.
وصرح سماحته أن القوات المسلحة هي بمثابة شرف المجتمع وتضمن ارساء الأمن، ومن الأمور التي يعتمد عليها العدو هو الإضرار بقيم القوات المسلحة.
وأضاف سماحته : قد تم تجهيز صدام بأحدث المعدات الجوية والمقاتلات والمروحيات من قبل الأوروبيين والفرنسيين ولقد زود الألمان صدام بوسائل تحضير الأسلحة الكيماوية، مما سبب الكثير من المجازر في إيران وفي العراق نفسه، وفي حلبجة. كما قدمت الكتلة الشرقية والاتحاد السوفييتي السابق ودول أوروبا الشرقية لصدام كل التسهيلات البرية والجوية التي أرادها وكل ما يحتاجه.
وقال قائد الثورة: لقد تجلت قدرات الشعب الإيراني في الدفاع المقدس وجعل الشعب الإيراني يدرك ويعرف نفسه وعظمة قدراته، مؤكدا : نستطيع أن نقول بكل ثقة أن شبابنا اليوم قادرون على حل كافة مشاكل البلاد بالاعتماد على العمل الذي قام به شبابنا خلال في الدفاع المقدس.
واضاف سماحته: عرفنا أنفسنا خلال فترة الدفاع المقدس، واصبحت البلاد آمنة من الهجمات العسكرية المحتملة إلى حد كبير.
وتابع قائلا: تركت أعمال الشعب الإيراني تأثيرها علي البلدان البعيدة. وأصبحت نموذجا في منطقة شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وأضاف أن مسألة التواجد الروحي الإيراني في المنطقة أثارت غضب أمريكا وبعض الدول، بينما ليس لدينا قاعدة في دول المنطقة، لكن لدينا حضور روحي.
وفي وصفه لعظمة الدفاع المقدس، تحدث سماحته عن الإنجازات الفريدة والوفيرة التي حققها الشعب والبلاد واعتبر الحفاظ على وحدة الأراضي وعدم فصل ولو جزء واحد عن أرض إيران العزيزة أحد هذه الإنجازات.
وقال: إن الكشف عن قدرات الشعب الإيراني هو من أهم نتائج الدفاع المقدس. لقد أدرك الشعب عظمته وقدرته في مرآة الدفاع المقدس على عكس الدعاية والتلميحات المهينة التي كان يمارسها المنتمون إلى قوى عظمى مثل القاجار والبهلوي.. لأن جميع الأعداء تآمروا عليه لمدة ثماني سنوات، لكنهم لم يستطيعوا أن يرتكبوا أي خطأ.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ازدهار مواهب آلاف الشباب من حقائق الدفاع المقدس الأخرى وقال: بالاعتماد على هذه القضايا نؤكد بكل ثقة أن شباب البلاد قادرون على حل كافة المشاكل.
ضمان أمن ايران كان إحدى النتائج الأخرى لثماني سنوات من الحرب المفروضة، والذي أشار إليه قائد الثورة وقال: لقد تم حفظ و حماية البلاد من الهجمات المحتملة إلى حد كبير بفضل الدفاع القوي للشعب. وكما رأينا فقد أعلنوا مرات عديدة إن الخيار العسكري مطروح على الطاولة، لكن هذا الخيار لم يتحرك من على الطاولة لأنهم قد عرفوا الشعب الإيراني في الحرب وكانوا يعلمون أنهم قد يبدأون حركة، لكن شعبنا هو الذي سينهيها.
وأشار إلى تجلي قدرات واسعة وذكاء ومبادرة وابتكار الشعب الإيراني وقدرته على التغلب على المتغطرسين العالميين خلال ثماني سنوات من الحرب ضده، مضيفا: عندما تكشف هذه القدرات الوطنية، يتجلى الأمل والحيوية لتحقيق النصر والتقدم في المجالات الأخرى.
وكان توسيع حدود إيران غير الجغرافية، بما فيها الحدود الفكرية والمعرفية، إنجازا آخر تحدث عنه قائد الثورة وأكد أن تشكيل وترسيخ المفهوم العالمي للمقاومة في فلسطين وسوريا والعراق وغيرها من المناطق، من نتائج هذا النجاح المهم مضيفا أن أعمال الشعب الإيراني في مختلف مناطق آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية أصبحت نموذجاً للأمم الأخرى.
ووصف قائد الثورة ، ظهور وترسيخ ثقافة الثقة بالنفس بأنه معجزة الدفاع المقدس كما اعتبر نمو وتعزيز فكرة المقاومة في البلاد، نتيجة سنوات الدفاع المقدس وقال: في السنوات التي تلت الحرب، شهدنا هجمات وفتن مختلفة، وكلها باءت بالفشل بسبب إضفاء الطابع المؤسسي علي ثقافة المقاومة .
نورنيوز/وكالات