نورنيوز - كتبت وكالة رويترز منذ حوالي اسبوعين في خبر لم يكن مُستبعدا وقوعه، أن إدارة جو بايدن قررت إرسال ذخيرة مضادة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
عقب أيام قليلة، وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على إرسال مقذوفات من اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا ضمن حزمة مساعدات بقيمة 175 مليون دولار، تتضمن ذخائر اليورانيوم المنضب من عيار 120 مليمترا لدبابات أبرامز الأمريكية.
مطلع شهر إبريل من هذا العام، اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بأنها قدمت قذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب للجيش الأوكراني.
فيما نددت روسيا بالخطوة واتهمت واشنطن بالعمل على تصعيد الصراع في أوكرانيا من خلال إرسال إمدادات لكييف من هذا النوع من الذخائر، لافتة إلى مخاطر اليورانيوم المنضّب الإشعاعية.
اليورانيوم المنضب هو أحد مشتقات اليورانيوم الطبيعي، ناتج عن عمليات تخصيب اليورانيوم ويستخدم في المفاعلات النووية والذخائر، ويعبأ به نوع من القنابل تطلق من المدافع أو تلقى من الطائرات المقاتلة، وله قدرة عالية على إذابة المواد الصلبة الخرسانية والمدرعة.
وهو مادة مشعة لكن نشاطه الإشعاعي أقل من مستويات الإشعاع الموجودة في خام اليورانيوم الطبيعي.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تلتزم الصمت ازاء تحركات امريكا وبريطانيا إنه يستخدم في الأسلحة لأنه عالي الكثافة ويشتعل ذاتيا عند درجات حرارة وضغط عالية، ولأنه يصبح أكثر حدة عندما يخترق الصفائح المدرعة.
إن هذا الإجراء من واشنطن ولندن سيعني سعيهما لجر الحرب إلى الأجيال القادمة في روسيا وأوكرانيا لأن عواقب هذه القضية ستؤثر على الصحة البيئية والجسدية وحتى الجينية للناس.
عبر اعتماد مصطلح "اليورانيوم المنضب" بدلاً من "اليورانيوم المضعف"، تحاول وسائل الإعلام الغربية عمداً تقليص عمق الكارثة وإزالة المخاوف الحقيقية التي نشأت بشأن استخدامه.
من ضمن الأمور الأخرى المثيرة للقلق في هذا الصدد صمت المنظمات الدولية، وخاصة الأمم المتحدة والوكالة الدولية عن الجرائم الإنسانية الواضحة التي ترتكبها بريطانيا وامريكا.
إن الأمم المتحدة والوكالة الدولية لا تنشران حتى بياناتهما ونتائجهما المؤكدة بشأن المخاطر البيولوجية والجينية الناجمة عن اليورانيوم المنضب خوفا من واشنطن ولندن.
في السياق، وعقب انسحاب امريكا من جانب واحد من خطة الإتفاق النووي، يشهد العالم مرة أخرى انتهاك الاتحاد الأوروبي والترويكا الأوروبية للاتفاق.
حيث أعلنوا جهارا في بيان أنهم لن ينفذوا إلتزاماتهم بإنهاء عقوبات السنة الثامنة من الاتفاق في 18 أكتوبر بازدواجية المعايير وتحت ذريعة كاذبة لعدم امتثال إيران لشروط الاتفاق النووي والضمانات!
عبر هذه المسوغات، هل سيكون لغوتيريش وغروسي تفسير للجيل الحالي والأجيال القادمة لصمتهما وتواطئهما مع جريمة أمريكا وبريطانيا ضد الإنسانية؟!
نورنيوز