وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة في محيط الأقصى، وأعاقت وصول المصلين إليه، ودخول المواطنين وطلبة المدارس إلى باحاته، وأجرت تدقيق في هوياتهم وحقائبهم المدرسية.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن القوات انتشرت في أحياء وبلدات المدينة المقدسة، ومنعت دخول من تقل أعمارهم عن 50 عامًا،. ونفذ المقتحمون في باحات المسجد الأقصى، جولات استفزازية ضد المصلين والمتواجدين في المسجد.
وتعمل قوات الاحتلال، على إفراغ ساحات المسجد الاقصى من المصلين المسلمين، وأنه تم إخراج ما يقارب ١٥ شخصاً حتى اللحظة، لتأمين اقتحام المستوطنين، بحسب ما أفادت به دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وفي السياق، اعتقلت قوات الاحتلال المنتشرة، شابين من باحات الأقصى، ونقلتهما إلى جهة مجهولة.
هذه الإجراءات القمعية، تأتي بالتزامن مع بدء الأعياد اليهودية، حيث تعمد سُلطة الاحتلال على تسهيل وصول المستوطنين إلى باحات المسجد وتعرقل وتمنع دخول المسلمين.
*خيارات رد المقاومة مفتوحة
في السياق، حذر عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، اليوم الأحد، من أن خيارات الرد على الاقتحامات والاعتداءات المتصاعدة فيما يسمى بـ"الأعياد اليهودية" ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين والمقدسيين، مفتوحة، مؤكدًا أن الأقصى على مدار العقود الماضية يُعد "صاعق التفجير".
وقال المدلل: "ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الأقصى والقدس، هو إعلان حرب على الفلسطينيين خاصة، والمسلمين جميعًا"، مشدّدًا على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن واجبهم في مواجهة العدوان الصهيوني.
وأضاف القيادي في الجهاد: "لا تزال ساعة البهاء حاضرة ألا هذه اللحظة، والرد على اقتحامات الأقصى والبلدات المحيطة مفتوح، إذا استمرت الاقتحامات والاعتداءات بوتيرة عالية"، محملاً سُلطة الاحتلال ما ستؤول عليه في الأيام المقبلة جراء الاقتحامات.
وتابع: أن "هذه الاعتداءات الصهيونية لا يمكن لها أن تغير من مكانة المسجد وإسلاميته"، موضحًا، أن الاحتلال يُريد تغيير الواقع الإسلامي في المسجد في إطار سياسة التقسيم الزماني والمكاني القريبة والبعيدة المدى، لتدميره، لإقامة "الهيكل الثالث" المزعوم.
ودعا المدلل، الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتهم في تسخير الطاقات كافة والانتفاض في نصرة الأقصى والدفاع عنه.
*الأقصى تحوّل لثكنة عسكرية
من جانبه، أكد خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، اليوم الأحد 17 سبتمبر 2023، أن قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حوّلت باحات المسجد الأقصى المبارك إلى ثكنة عسكرية، لتأمين اقتحامات مئات المستوطنين المتطرفين لباحاته تزامناً مع ما يُسمى بـ "الأعياد اليهودية"، داعياً الجميع لشد الرحال إليه وحمايته.
وبيّن الشيخ صبري، انّ مئات المستوطنين بدؤوا باقتحام ساحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية، بحماية مشددة من جنود الاحتلال، وسط طرد للمصلين والمرابطين من المكان المقدس.
وأشار إلى أن جرائم وإجراءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق المسجد الأقصى ليست جديدة، وإنما يواصلوا اقتحامه بكل الأوقات، لكنّهم يستغلوا "الأعياد" لتكثيف تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين تحت تهديد السلاح، معبراً عن رفضه واستنكاره لتلك الجرائم المنظمة.
وشدد على أن اقتحامات الأقصى وتدنيسه بالأعداد الكبيرة لن تكسبهم أي حق في المسجد المبارك، داعياً المقدسيين والفلسطينيين على وجه العموم بالرحال والتصدي للأقصى وحمايته من قوات الاحتلال ومستوطنيه.
وأشار إلى أن الصمت العربي هو تخلي عن المسؤولية بأوامر أمريكية بعدم التدخل، ما يعني أنهم تركوا المقدسيين يواجهون جرائم الاحتلال بمفردهم، متابعاً: "خزلان العرب متوقع ولن ننتظر منهم أكثر من ذلك".
نورنيوز/وكالات