نورنيوز - عقدت مجموعة من المراسلين والصحفيين المعادين لايران اجتماعاً مؤخراً مع "جيلا غمليئيل" وزيرة الإعلام في حكومة الاحتلال الصهيوني، وذلك من أجل تجديد الاتفاق مع هذا الكيان المزيف والعدواني بشكل أو بآخر، وذلك بهدف رسم ملامح تفاصيل الخطط التي صممها مركز الأبحاث الصهيوني لتنفيذها بذكرى أعمال الشغب التي حدثت العام المنصرم في ايران.
وأوضحت غمليئيل التي استضافت رضا بهلوي في فلسطين المحتلة خلال الأشهر الماضية، أن الهدف من هذا اللقاء هو تكثيف الضغوط الدولية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، خاصة من خلال الاعتماد على وسائل الإعلام.
إن لقاء وزيرة إعلام الكيان الصهيوني مع الشخصيات الإعلامية المعارضة والمخربة في الجمهورية الإسلامية عشية ذكرى أعمال الشغب التي شهدتها ايران العام الماضي يظهر تصميم وتخطيط تل أبيب وجهاز استخبارات الموساد المتمركز حول وسائل الإعلام المعارضة للجمهورية الإسلامية، لجعل البلاد غير آمنة مرة أخرى في هذا الوقت الحساس بالذات.
وهناك نقاط مهمة في هذا الصدد:
أولاً: إن لعبة الإعلام المناهض لايران على أرض الكيان الصهيوني ليست في الأساس مسألة غير مسبوقة أو حتى نادرة، لكن الكشف عن العلاقة بين الاثنين، وذلك أيضاً خلال لقاء إعلامي أُعلن عنه، يعبر عن إصرار تل أبيب على نقل الأبعاد الخفية للعبتها المناهضة لإيران إلى العلن وعلى مرأى الجميع.
بتعبير أدقّ، يظهر مبدأ تقدم هذه اللعبة تغير تكتيكات الصهاينة في مواجهة الهزيمة في اضطرابات العام الماضي وتكاثرها في الفترة الحالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، قامت وسائل الإعلام المعادية لايران، من صوت أمريكا إلى راديو فردا، وبي بي سي الفارسية، وأنترناشونال، ومنوتو وغيرها، بقيادة الموساد، في عدّة قضايا لخلق الأكاذيب والفبركات لإعادة خلق الاضطرابات في البلاد.
في مثل هذه الحالة، فإن اللقاء الأخير بين وزيرة إعلام الكيان الصهيوني والصحفيين المعادين لإيران والإصرار على كشفه إعلاميًا، على الرغم من أنه مثال ملموس على رد الفعل القسري على يأسهم المشترك تجاه إيران، هو علامة على تفعيل كافة الآليات للهجوم الإعلامي المكثف من أجل خلق حالة من عدم الاستقرار والفوضى في ذكرى أعمال الشغب العام الماضي.
ثانيا: في غضون ذلك، زعمت الوزيرة الصهيونية في هذا اللقاء أن "التغيير" سيحدث في إيران قريباً، وأن الفجوة بين المواقف المعلنة والخفية للصهاينة في هذا الصدد لافتة للنظر وتبعث على للتفكير.
في العام الماضي، في ذروة أعمال الشغب، اعترفت الشبكة الصهيونية I24 في تقرير نقلاً عن بعض الخبراء الأمنيين لهذا الكيان: "إن عدد المتظاهرين في إيران صغير ولا توجد أيديولوجية احتجاجية، لذا فإن هذه الاحتجاجات لن تصل إلى أي مكان. يجب علينا تحليل الوضع بشكل صحيح. تتطلب أعمال الشغب في إيران النضج والقيادة والتخطيط والرؤية السياسية، ونحن لا نملك أيًا من ذلك، ويتابع التقرير: "لا يبدو أنه سيكون هناك أي تغيير في المستقبل."
وفقا لهذا؛ تكلم وزير الإعلام الصهيونية عن يقين "التغيير" في إيران، رغم أنه مثير للسخرية لدرجة أن حتى وسائل إعلام هذا الكيان لا تأخذه على محمل الجد، إلا أنه يحمل هدفين على الأقل:
أولاً؛ إعطاء جرعى من الأمل الزائف للمرتزقة الإيرانيين الذين هم أعداء الشعب الإيراني ومنع تشرذمهم ويأسهم.
ثانيا: اللامركزية وصرف الرأي العام عن الأوضاع الحرجة الراهنة في الأراضي المحتلة، خاصة بعد مقتل وقمع الإثيوبيين في الأراضي المحتلى على يد الشرطة الصهيونية.
الجدير بالذكر هو إن ارتباك مراكز أبحاث المحور الصهيوني الغربي وموظفيها في وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية قد وصل إلى حد أن هذه الوسائل ومن يسمون خبرائها يتبادلون اللوم ويلقونه على بعضهم البعض بسبب إخفاقاتهم أمام إرادة الشعب الإيراني منذ أسابيع.
على أية حال، الأمر المؤكد هو أن؛ إن أعداء الشعب الإيراني لم يكفوا عن عداوتهم وحقدهم، ويجب ألا تجعل هزيمتهم وعوزهم ينسى الشعب والنظام مخططاتهم المستمرة للإضرار بالوحدة الوطنية والأمن.
إن ايران كما قال قائد الثورة الإسلامية مرات عديدة، في طريقها إلى الفتح الوشيك لذروة لم تبلغها منذ صدر الإسلام، وهذه المهمة تتطلب بلا شك الصبر والمثابرة والتلاحم والبصيرة والعمل الدؤوب.
نورنيوز