نورنيوز- في 2 سبتمبر المنصرم، دعم عدد من المخرجين السينمائيين والمشاركين في مهرجان البندقية السينمائي بدورته الثمانين أعمال الشغب التي شهدتها إيران العام الماضي من خلال رفع شعارات مكتوبة بخط اليد وترديد مخاتلات لا صلة لها بالواقع.
"ديمين شزل" مخرج ورئيس لجنة تحكيم مهرجان البندقية، "جابرييل ماينتي" مخرج إيطالي، "ميا هانسن لوف" مخرج وكاتب سيناريو فرنسي، "مارتن ماكدونو" مخرج بريطاني أيرلندي، "جين كامبيون" مخرج نيوزيلندي". و"صالح بكري" "ممثل فلسطيني والمخرجة الأمريكية لورا بويتريس، إلى جانب «زر اميرابراهيمي» و «اشكان خطيبي»، من بين المخرجين الذين كانوا على رأس هذا الحشد المعادي لايران وهم يرتدون قمصانا سوداء مكتوب عليها عبارة "المرأة، الحياة، الحرية".
كما وقع "آلبرتو باربرا"، الناقد السينمائي ورئيس مهرجان البندقية، على عريضة ضد ما أسماها الرقابة وقمع الفنانين في إيران!
لا يخفى على أحد أن ماحصل لا يتعدى كونه عرضاً سياسياً تماما في مهرجان سينمائي ظاهريا يدعي عدم الدخول في قضايا سياسية، بينما يحمل علامة دعم مثيري الشغب والمخربين، الذين تتهم السلطات ووسائل الإعلام الغربية الصهيونية دائما الجمهورية الإسلامية الإيرانية باستخدام الفن والرياضة، كأداة ويبرّئون أنفسهم من ذلك.
لقد دأبت مؤسسات الفكر والرأي الصهيونية الغربية ووسائل الإعلام التابعة لها على الحث على أن إيران، من خلال تبني مناهج سياسية وأيديولوجية، قد لوّثت مجال الفن والرياضة لأغراض سياسية، بينما، على الأقل في العام الماضي، جميع الأحداث الفنية والرياضية الأجنبية كانت مُسيّسة من قبلهم ضد إيران.
ومن المثير للاهتمام؛ وعلى الرغم من أن الشعب الإيراني قد تصرف مرارا وتكرارا ضد رغبات هذه المؤسسات البحثية والتيارات المناهضة لإيران وأظهر دعمه لنظام الجمهورية الإسلامية بطرق مختلفة، إلاّ أن قلة قليلة من الحاقدية ما تزال تحاول دون هوادة لبث المشاكل والخلافات بين ابناء الشعب والدعوة لتشكيل حركات إنفصالية تارة أو إثارة أعمال شغب تارة أخرى.
كما لا تزال التيارات المناهضة لإيران عاجزة عن الإجابة على سؤال يطرحه الشعب الإيراني، وهو أنه إذا كانت القضية حقاً هي دعم إيران وشعبها، فلماذا ولو مرة واحدة في مثل هذه العروض تظهر صور الأبطال الوطنيين وأساطير المقاومة والتضحية الذين استشهدوا؟ أولئك الذين استشهدوا على يد إرهاب الدولة الأمريكية والكيان الصهيوني!؟
والأهم من ذلك؛ لماذا لا تسمح الدول الغربية التي تدعي حرية التعبير بأدنى انتقاد في بلدانها وتتعامل مع المنتقدين بقسوة شديدة؟ في أي من هذه البلدان يُسمح بالسلوكيات المناهضة للأمن؟
ناهيك عن أن يد العدو المتشرذم فارغة لمواجهة إرادة الشعب الإيراني، والشيء الوحيد الذي قادرون على فعله هو تقديم صورة مقلوبة وكاذبة عن المجتمع الإيراني ونظام الجمهورية الإسلامية إلى العالم. قد يتمكنون من استخدام الضغوط الدولية للتعبير عن نواياهم المناهضة للوطنية بحجة أعمال الشغب التي حدثت العام الماضي، لكن إرادة الشعب ويقظة النظام ستغلق الطريق أمامهم بقوّة.
نورنيوز