معرف الأخبار : 150726
تاريخ الإفراج : 9/5/2023 12:15:57 PM
أوبنهايمر.. تسويغ الجريمة عبر أداة الفن!

أوبنهايمر.. تسويغ الجريمة عبر أداة الفن!

إن محاولة تبييض مذبحة وإبادة جماعية تحت غطاء عمل فني ودرامي ومن ثم الإشادة بشخصية الفيلم الرئيسية أوبنهايمر، هي المشروع الذي يحاول الغرب ترسيخه في اليابان وشرق آسيا من أجل تحريف التاريخ بسرد جذاب عن جريمة كارثية تمت روايتها رأساً على عقب!

نورنيوز - "أوبنهايمر" هو الفيلم الأخير للمخرج "كريستوفر نولان" المخرج البريطاني الأمريكي الشهير، والذي تم عرضه على شاشات السينما هذه الأيام وحظي باهتمام النقاد والجمهور.

وفيلم أوبنهايمر مستوحى من كتاب "بروميثيوس الأمريكي" الحائز على جائزة بوليتزر للسيرة الذاتية عام 2006.

يتناول هذا الفيلم حياة "جي روبرت أوبنهايمر"، عالم الفيزياء الأمريكي، الذي قام تحت قيادته العلمية بتصنيع أول قنبلة ذرية عام 1945 والتي جاءت خلال الحرب العالمية الثانية، ولذلك يعرف بـ "أبو القنبلة الذرية".

تم الإعلان عن إصدار هذا الفيلم في الولايات المتحدة وعدة دول حول العالم، وتشير بعض الأخبار والأدلة إلى أن استوديو "يونيفرسال" قد بدأ بالتشاور مع اليابانيين حول إصدار هذا الفيلم في طوكيو ومدن أخرى في هذا البلد التي هي ضحية للأسلحة النووية.

عندما كان أوبنهايمر يدير مشروع الأسلحة النووية في مختبر لوس ألاموس، كتب له بعض العلماء الأمريكيين رسالة حول عواقب بناء هذا السلاح واستخدامه في دول أخرى (خاصة اليابان)، لكن أوبنهايمر رد: "ليس لدي ما أفعله" مع السياسة ولا يهم على من تسقط هذه القنبلة وفي أي بلد!

في مثل هذه الظروف، من المحتمل أن تؤدي موافقة السلطات اليابانية على عرض فيلم أوبنهايمر في هذا البلد إلى غضب العديد من اليابانيين.

مما لا شك فيه أن العديد من المواطنين اليابانيين يعارضون هذه الرواية المفبركة والخالية من المشاعر لتاريخ بلادهم، أي لحدث رهيب حدث قبل 78 عاما فقط، وما زالت بعض آثاره الجسدية والنفسية تصيب الأجيال القادمة في مدينتي ناجازاكي وهيروشيما حتى اليوم.

منذ القصف الذري على هاتين المدينتين عام 1945 ونهاية الحرب العالمية الثانية، لم تقدم السلطات اليابانية أبدًا تفسيرا مقنعًا للعدد القليل من الناجين من تلك الحادثة والأجيال التالية حول سبب قيامهم بتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة أو السكوت عن حقهم أمام الجانب الآخر من الأطلسي!

لكن بعيداً عن كل المواقف السياسية والمواربات التي تحدث من قبل أمريكا، في ضوء هذه التطورات لعبت وسائل الإعلام الغربية دورا مهمًا في الترويج لفيلم أوبنهايمر ومحاولة تبييض صورة وصفحة حياة صانع القنبلة الذرية (الذي كان مسؤولاً عن سقوط آلاف الضحايا في اليابان).

ووصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية فيلم أوبنهايمر بأنه "ذكي ومبدع" تم إنتاجه في أفضل حالاته.

كما وصفته صحيفة الغارديان بأنه "غير كامل" ولكنه "غير عادي"، وتقول صحيفة ديلي تلغراف أيضا عن أداء مورفي في هذا الفيلم إنه يتألق باعتباره "مدمر العوالم". هي العبارة التي استخدمها أوبنهايمر عن نفسه بعد سنوات من صنع القنبلة الذرية.

وكما نرى، فإن محاولة تبييض مذبحة وإبادة جماعية تحت عمل فني ودرامي ومن ثم الإشادة بشخصية الفيلم الرئيسية أوبنهايمر، هي نفس المقولة التي يحاول الغرب ترسيخها في اليابان وشرق آسيا بسرد جذاب حول جريمة كارثية، بطريقة يقوم من خلالها بقلب الأحداث التاريخية رأساً على عقب!

مما لا شك فيه أن الجهد المميز الذي بذلته أمريكا فيما يتعلق بطرح فيلم أوبنهايمر في اليابان ودول شرق آسيا بهدف إزالة الحساسية أو حتى تحويل المشهد الدرامي إلى مشهد عاطفي لقصف هيروشيما وناغازاكي هو خير نموذج ومثال لجرائم إنسانية أخرى ارتكبتها الولايات المتحدة. وكقاعدة عامة، يمكن اعتبار رد فعل اليابانيين تجاه احتمال إصدار فيلم أوبنهايمر في هذا البلد محددًا ومعيارًا لاستمرار هذا الأسلوب الدعائي الغربي أو حتى مراجعته.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك