ورداً على سؤال هل يمكن عدُ عضوية إيران في مجموعة "بريكس" دليلاً على فشل سياسة العزلة المفروضة على إيران، قال ولايتي إن بلاده لم تكن يوماً في عزلة، بل تابعت اتصالاتها وتفاعلاتها مع مختلف الدول، عبر أشكال متعددة، ولا سيما من خلال انتهاج سياسة التوجه نحو الشرق ودول الجوار.
ولفت المستشار الإيراني إلى أن إيران شهدت تطورات إقليمية ودولية جادة في هذا المجال، قائلاً: "إننا نشهد اليوم حقيقة فشل سياسات الولايات المتحدة وحلفائها، والتي سعت لعزل إيران. وأصبحت هذه السياسات الفاشلة أكثر وضوحاً بعد عضوية طهران الرسمية في منظمة شنغهاي".
وأشار ولايتي إلى أنه، بعد انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس"، تراجعت ثقة دول المنطقة بالولايات المتحدة من جهة، بسبب اعتماد هذه الدول سياسات خارجية متعددة. ومن جهة أخرى، وضعت نوعاً من سياسة التوجه نحو الشرق، وإقامة مزيد من التحالف والتعاون مع دول المنطقة، وعلى رأس سياساتها الخارجية.
لذلك، فإن سياسة فرض العزلة على إيران، بحسب ولايتي، "فشلت من دون شك، وأولئك الذين يحاولون عزل أي دولة، لا بد من أن يكونوا بنوا سياجاً حول أنفسهم في المقام الأول".
أهمية الانضمام إلى "بريكس"
وفيما يتعلق بأهمية الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، قال ولايتي إن هذه المجموعة تتمتع بقدرات وإمكانات اقتصادية عالية، نظراً إلى وجود نصف سكان العالم في دولها.
وأضاف أنه، من هذا المنطلق، يمكن لإيران أن تؤدي دوراً مهماً في خلق فرص وقدرات جديدة، وتطوير العلاقات بالدول الأعضاء، اقتصادياً وسياسياً.
وبشأن تأثير العضوية المتزامنة لإيران وبعض الدول الأخرى في "بريكس"، رأى المستشار الإيراني، أن وجود قوى اقتصادية، مثل روسيا والصين والهند، ضمن مجموعة دول "بريكس"، يؤكد أن مشاركة إيران في هذه المجموعة وعضويتها فيها حسنتا وضع إيران، سياسياً واقتصادياً.
ووفقاً لولايتي، فإن عضوية إيران في هذه المجموعة تُظهر تصميم طهران على إقامة علاقات بناءة بالعالم، كما أنها أفشلت مشروع العزلة، التي طالما سعت له واشنطن والغطرسة العالمية.
وبشأن ما إذا كان لهذا الحدث انعكاس إيجابي على العلاقات الإقليمية لدول غربي آسيا، قال ولايتي إنه مع تكوين أقطاب قوة جديدة في العالم، وصعود قوى إقليمية كبرى، ووجود هذه الدول معاً، يمكن أن ينشأ واقع فعال في إضعاف مركزية الدولار وإنهائه.
واشنطن غير راضية
وفيما يخص موقف الولايات المتحدة بشأن هذه التطورات، أكد ولايتي أن الأميركيين غير راضين عن هذه الظواهر الجديدة، ومواقف إيران وعلاقاتها وسياستها الخارجية مع دول المنطقة، مضيفاً أنهم "سيواصلون عداءهم".
وهذا الإجراء، وانضمام إيران إلى مجموعة "بريكس" سيُضعفان، بحسب المستشار الإيراني، الخدعة الأميركية القائمة على إبدال الذهب بالدولار، بعد الحرب العالمية الثانية، وفرضه على العالم، ويجعلان الدولار عديم التأثير ويفقد بريقه في أعين المراقبين الاقتصاديين.
وأضاف ولايتي أن مجموعة "بريكس" تعمل حالياً على تطوير مؤسساتها الداخلية لتحقيق التكامل وزيادة القوة الاقتصادية الفعالة على المستوى العالمي، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي لهذه المجموعة هو دعم تقدم خطط التنمية وبرامجها للدول الأعضاء، وتعزيز مكانتها، إقليمياً ودولياً.
ويمكن عد إنشاء مؤسسات مالية مستقلة عن المؤسسات الغربية، بحسب ولايتي، أهم نجاح لدول مجموعة "بريكس" في تعزيز التقارب البَيني، وأهم ميزة لها في الهيكل الجديد للاقتصاد العالمي.
وبشأن الدور الإيراني في الإجراءات التي إتخذتها واشنطن لإبطاء سرعة تطور علاقات طهران بالقوى الناشئة في العالم، قال ولايتي إن من مزايا الانضمام إلى مجموعة "بريكس"، بالنسبة إلى إيران، هي الاستفادة من قدرات بنك "بريكس" تحت عنوان بنك التنمية الجديد.
وأضاف أن هذا البنك، الذي يشار إليه باسم بنك التنمية متعدد الجنسيات، لديه نظام إشعار الدفع للدول الأعضاء، والذي سيحل محل النظام المالي للاتصالات العالمية بين البنوك، أي السويفت " SWIFT".
حذف الدولار من التبادلات الدولية
الهدف الآخر لدول مجموعة "بريكس"، وفقاً للمستشار الإيراني، هو الانفصال عن الدولار، وعدم التعامل معه على أنه العملة المتداولة في التجارة العالمية، وتشكيل صندوق دولي لاحتياطي العملة، يعتمد على عملات الدول الأعضاء.
وشدد ولايتي على أن توافر العضوية الدائمة لإيران في المجموعة الاقتصادية العالمية الناشئة، هو فرصة مهمة لتنمية التجارة الخارجية، والتواصل والتضامن مع اللاعبين الرئيسين في الاقتصاد العالمي، مضيفاً أنه يجب استغلال هذه الفرص بصورة جيدو.
وبحسب ولايتي، فإن أحد أهم الأهداف في جدول أعمال مجموعة "بريكس"، هو مسألة حذف الدولار من التبادلات الدولية بين الأعضاء.
والآن، بحسب ولايتي، مضى ما يقرب من 80 عاماً على اعتماد النظام النقدي، "بريتون وودز"، كإحدى الاتفاقيات المهمة لدول العالم الكبرى عام 1944، وهي الاتفاقية التي تم من خلالها الاعتراف بالدولار عملةً احتياطية عالمية.
نورنيوز/وكالات