نورنيوز- لم يبقى انسان على وجه المعمورة لم يسمع باسم "مجموعة فاغنر" لأول مرة في شهر يوليو من هذا العام، كان الكثير يعرفون في السابق مجموعة فاغنر بأسماء مثل "النسخة الروسية من بلاك ووتر".
فاغنر هو جيش خاص يعمل لصالح الحكومة الروسية، والذي كان حتى أيام قليلة مضت تحت قيادة يفغيني بريغوجين، الذي كان طباخا لبوتين.
لكن بريغوجين، منذ وقت ليس ببعيد، في منتصف الحرب الأوكرانية، وبخطوة غريبة للغاية اقدم على خطوة تشبه الانقلاب بعد الاستيلاء على مدينة روستوف، وأرسل قواته نحو موسكو.
قائد فاغنر الذي اعتبر نفسه وجماعته أبطال الحرب الأوكرانية، على الأقل منذ شهر مارس الماضي، اعتبر قادة الجيش الوطني الروسي خونة بشكل علني واتخذ موقفا مُحتدا ضدهم.
من الواضح أنه اعتبر وزير الدفاع سيرغي شايغو، ورئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف، مسؤولين عن الإخفاقات الميدانية في حرب أوكرانيا.
رغم ذلك؛ انتهت قصة انقلاب بريغوجين بوساطة "ألكسندر لوكاشينكو" رئيس بيلاروسيا وحليف "فلاديمير بوتين"، على الأقل ظاهريا، بعد 48 ساعة فقط.
كانت هناك تكهنات وأدلة كثيرة منذ البداية، مما جعل من الصعب للغاية قبول نهاية القصة بهذا الشكل، لكن مساء الأربعاء الماضي من شهر اغسطس أي بعد شهرين فقط من تمرد فاغنر، انفجرت فجأة قنبلة إخبارية لم يعتبرها البعض غير متوقعة، وذكرت وسائل الإعلام الروسية أن طائرة بريغوجين الخاصة تحطمت في السماء على بعد 160 كم من موسكو.
منذ بداية نشر هذا الخبر، أثيرت تكهنات كثيرة حول ماهية القصة وكيف كانت، من ناحية، وهل قُتل بريغوجين أم لا، من ناحية أخرى، غمر طوفان التحليلات والتكهنات معظم الانباء.
من انفجار قنبلة مثبتة في الطائرة إلى تدميرها بصاروخ أرض جو وغيرها من الأمور المذكورة على أنها أسباب سقوط طائرة بريغوجين، ولكن القاسم المشترك بين كل الأخبار. والتحليلات، في الغالب في الغرب، كان التركيز على انتقام بوتين من قائد فاغنر.
علاوة على هذه الأخبار غير الموثقة، أثيرت أيضا تصريحات بشأن تورط أوكرانيين وأمريكيين في هذا الحادث، ولكن ليس بحجم وقوة الاتهامات الموجهة لبوتين.
علاوة على ذلك، قبل تعازي بوتين الرسمية لعائلة بريغوجين وبالطبع إعلان نتائج اختبار الحمض النووي على جسده، كان البعض يتحدث عن عملية خداع على ضوء الحادث الذي وقع في 13 أكتوبر 2019 في الكونغو، و حقيقة مقتله كانت مشكلة.
وفي الوقت نفسه؛ فمن ناحية، أدت العلاقات الشخصية بين بوتين وبريغوجين والمقابلتين المهمتين للغاية بين هذين الشخصين إلى تعقيد هذا اللغز .
قال بريغوجين سابقا في مقابلة مع المدون العسكري الروسي سيميون بيجوف؛ أفضل أن أقتل على أن أكذب على شعب بلدي.
كما قال بوتين بوضوح في مقابلة تلفزيونية إن الشيء الوحيد الذي لا يمكنه أن يغفر له هو "الخيانة".
بناء على القاعدة العقلانية والقانونية فإن الاتهام باطل دون تقديم الدليل والبراهين، ولم يتم تقديم أي مستند حتى الآن بشأن سبب سقوط طائرة بريغوجين.
ولكن يبدو أن لغز بريغوجين هو أحد المواضيع التي لن يكون هناك طريق سلس لتحليله وسيبقى لغزا في التاريخ السياسي للعالم.
نورنيوز