نورنيوز- انعقدت مؤخراً في جنوب أفريقيا قمة زعماء مجموعة البريكس (روسيا، الصين، جنوب أفريقيا، البرازيل والهند) بحضور العشرات من الدول الصديقة لبريكس. وبالتزامن مع هذه القمّة تم التأكيد من قبل جميع المشاركين على تعزيز مسار إلغاء الدولرة في التجارة العالمية والإتجاه نحو التعددية، حيث إلتحقت ستة دول أخرى رسميا في هذه المجموعة الإقتصادية العالمية.
في السياق أعلن رئيس جنوب إفريقيا في قمة البريكس الخامسة عشرة: ستنضم ست دول، الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأرجنتين وإثيوبيا، إلى مجموعة البريكس كأعضاء جدد في 1 يناير 2024.
من جانبه أكد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه القمة التي انعقدت في جنوب أفريقيا، على القدرات الجغرافية والاقتصادية والسياسية والتقنية والعلمية الكبيرة التي تمتلكها إيران من أجل تحقيق أهداف مجموعة بريكس، معتبراً أن هذه المجموعة تتمتع بقدرات مهمة من أجل تحقيق أهدافها وأهداف إيران في تحييد العقوبات ولعب دور على الساحة العالمية.
ووصف آية الله رئيسي وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بريكس بأنه خطوة جديدة نحو إرساء العدالة والأخلاق والسلام المستدام في العالم، وقال: إن إيران تدعم بقوة جهود بريكس في اتجاه التخلص من الدولرة في العلاقات الاقتصادية بين الأعضاء واستخدام العملات الوطنية.
كما صرح وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أيضا عن قبول عضوية إيران في بريكس: بالإضافة إلى تعزيز التعددية، يمكن لهذه القضية أن توفر الأساس للسعي لتحقيق الأهداف وتطوير الاستراتيجيات الكلية الأخرى للحكومة في تنفيذ الدبلوماسية الديناميكية.
وفي هذا الصدد هناك عدة نقاط مهمة:
أولاً: لقد أكدت طهران مراراً على ضرورة تغيير النظام العالمي من الأحادية الاستبدادية إلى التعددية العادلة واستخدمت كل قدراتها في هذا الاتجاه، لذا ينبغي تقييم عضوية إيران في بريكس بعد عام واحد من العضوية الدائمة في شنغهاي في هذا الصدد.
ثانياً: تقوم وجهة نظر ايران على مبادئ التقارب الإقليمي والعالمي نحو أهداف مشتركة، وقبول العضوية المتزامنة لإيران والسعودية في البريكس دليل على هذا الأمر.
حيث كتب الأدميرال علي شمخاني المستشار السياسي لقائد الثورة الاسلامية في هذا الصدد على شبكة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا): إيران والسعودية تتخذان خطوات نحو الحد من المنافسة الجيوسياسية وإقامة تعاون جغرافي اقتصادي. إن القبول المتزامن لدولتين في بريكس، إذا تم التخطيط له بشكل صحيح، يمكن أن يعزز هذه العملية ويخلق قدرات جديدة لتنمية الاستقرار والنمو الاقتصادي في المنطقة.
ثالثاً: أعطت قدرات وإمكانيات بريكس في مجالات مثل امتلاك أكبر الدول وأكثرها اكتظاظا بالسكان في العالم، والموارد الأكثر تنوعا، وأقوى الجيوش في العالم، أهمية خاصة لهذه المجموعة. تضم الدول الأعضاء في مجموعة البريكس 42%من البشرية، و30%من الأقاليم، و26%من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و20%من التجارة السلعية العالمية.
رابعاً: رغم أن الغرب يتشبث بكل كذبة وإدعاء للترهيب من إيران وعزلها دولياً منذ سنوات طويلة، إلا أن التطورات العالمية وعضوية إيران في شنغهاي وإلتحاقها بمجموعة بريكس كمثالين، إلى جانب ترحيب مسؤولي الدول الأعضاء بالاجتماعات تؤكد على فشل خطط ومؤامرات الغرب تجاه ايران.
خامساً: رغم ذلك، حاولت وسائل الإعلام المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية، بلورة فكرة أن إنضمام إيران إلى بريكس سيكون دون جدوى من خلال اعتبار قبول إيران في بريكس أمرا مستبعدًا، ثم من خلال التقليل من أهمية هذا الحدث المهم وتسليط الضوء على الهوامش، مع بث خيبة الأمل في مستويات مختلفة من الرأي العام.
على أية حال، الشيء المؤكد هو أن؛ الدبلوماسية النشطة للجمهورية الاسلامية الايرانية في التحركات الإقليمية والدولية باعتبارها عنصرا فعالا وحاسما في تأسيس مكانة عالمية مناسب للبلاد يمكن أن توفر أقصى قدر من الفوائد والمصالح للأمن القومي الايراني، رغم أنها بعيدة عن الوصول إلى القمم المرجوة، ولكن وهي بالتأكيد تسير على الطريق الصحيح، واستياء الأعداء من هذه التطورات خير دليل على ذلك.
نورنيوز