معرف الأخبار : 147986
تاريخ الإفراج : 8/21/2023 12:54:21 PM
مهمة واشنطن ولندن الجدیدة لداعش

مهمة واشنطن ولندن الجدیدة لداعش

لابد من تقییم التحرکات الأخیرة لکل من أمریکا وبریطانیا على أنها تأتی فی إطار مرحلة جدیدة من التقارب فی استخدام أدوات الإرهاب لزعزعة أمن واستقرار غرب آسیا والتعویض عن الإخفاقات السابقة فی هذه المنطقة ، والتی تبلورت من خلال تحدید مهمة جدیدة لأمثال داعش.

نورنیوز- لا یختلف إثنان على أن "الإرهاب" کان وما زال من أدوات وأسلحة نظام الهیمنة لزعزعة أمن الدول والنظام الدولی الذی یستخدم بمظهر جدید کل یوم.

على سبیل المثال مهدت القاعدة التی أسستها أمریکا وبریطانیا بذریعة مواجهة الجیش الأحمر السوفیتی فی أفغانستان، الطریق لاحتلال أفغانستان فی عام 2001 بهجوم مشتبه به على برجی التجارة العالمیین فی نیویورک.

فی عام 2013 تم تشکیل ما یسمى بتنظیم داعش الارهابی والذی تم تکلیفه بمهمة جدیدة لوقف سقوط الدومینو للعملاء الغربیین فی غرب آسیا وشمال إفریقیا من خلال إشعال حرب بالوکالة، لذلک أشرکت سوریا والعراق کرکیزتین مهمتین لمحور المقاومة.

إن الدعم الواسع لأمریکا وبریطانیا للإرهاب المأجور ضد أمن المنطقة ، بالطبع واجه الحاجز الکبیر لـ "جبهة المقاومة" التی أفشلت السیناریو الجدید للغرب.

تکشفت هذه الامور فی کثیر من الأحداث، حیث لم یرغب البریطانیون إدانة إرهاب الدولة الأمریکی فی قضیة اغتیال الشهید سلیمانی والشهید أبو مهدی المهندس، بل واکتفت لندن بالدعوات لضبط النفس حینها!

على الرغم من دخول الدیمقراطیین إلى البیت الأبیض بدعوى التفاعل ووضع حدّ للسلوک المجنون الذی إعترا "دونالد ترامب، إلاّ أن ما حدث کان مُخالفاً لکل ما زعمه الدیمقراطیون حیث تم تحدید أبعاد جدیدة للتعاون بین أمریکا والإرهاب.

من الواضح أن الحرب فی أوکرانیا بدأت فی عام 2022 باستفزاز الناتو ضد روسیا ، وتظهر الوثائق والأدلة أن جزءًا کبیرًا من الجبهة ضد روسیا فی أوکرانیا یتکون من أعضاء داعش، الذین یلعبون دورا فی صفوف القیادة.

تتواصل الإخفاقات المتتالیة للغرب فی معادلات غرب آسیا، خاصة بعد تغیر سلوک الدول العربیة تجاه سوریا وتطور العلاقات مع إیران والصین وروسیا، الأمر الذی یبشر بتحقیق مرحلة جدیدة من الأمن الإقلیمی والتفاعلات المستقرة.

من الواضح، فی مثل هذه الحالة أن واشنطن ستستخدم مرة أخرى أداة الإرهاب لعرقلة هذه المعادلة. حیث أن تحرکات الولایات المتحدة فی الأشهر الأخیرة فی سوریا والعراق دلیل على هذا السیناریو المشؤوم.

کتب موقع المعلومة الإخباری العراقی عن ابتزاز أمریکا لهذا البلد: الأمریکیون ابتزوا عملیا الوفد الأمنی ​​العراقی رفیع المستوى الذی سافر إلى أمریکا، مما جعل استکمال عملیة تسلیح الجیش العراقی مشروطا بالتزام بغداد. کما طالب بغداد بحلّ الحشد الشعبی واستخدام 150 ألف جندی من ما یعرف بـ "قسد" لحمایة حدود العراق وسوریا.

فی سوریا وعلى الرغم من الاحتجاجات الواسعة لشعب وحکومة هذا البلد ضد الاحتلال الأمریکی، فإن التحرکات العسکریة لواشنطن تتشکل من أجل إحیاء تنظیم داعش، فی أعقاب تحرکات إرهابیی داعش الأخیرة فی بعض المناطق الخاضعة لسیطرة دمشق.

وقد أدى هذا الدعم إلى بدایة جولة جدیدة من جرائم داعش فی هذا البلد، مثل إراقة دماء الشهداء فی منطقة السیدة زین بدمشق ، والهجوم الإرهابی على حافلة تقل جنودا سوریین، والتی خلفت 20 شهیداً و 10 جرحى.

على هذا النحو لابد من تقییم التحرکات الأخیرة لکل من أمریکا وبریطانیا على أنها تأتی فی إطار مرحلة جدیدة من التقارب فی استخدام أدوات الإرهاب لزعزعة أمن واستقرار غرب آسیا والتعویض عن الإخفاقات السابقة فی هذه المنطقة ، والتی تبلورت من خلال تحدید مهمة جدیدة لأمثال داعش.


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی