معرف الأخبار : 147868
تاريخ الإفراج : 8/19/2023 1:47:01 PM
ستة أشهر من التحرکات لکسر الجلید عن سبع سنوات من الجمود

ستة أشهر من التحرکات لکسر الجلید عن سبع سنوات من الجمود

فی حال أردنا تقییم مواقف إیران والسعودیة خلال الستة أشهر الأخیرة فی طریق تنفیذ وثیقة اتفاق تطبیع العلاقات یکشف عن حقیقة مُفادها أن طهران والریاض جادتان للغایة فی متابعة هذا المسار الذی شرعتا به بفهم استراتیجی لضرورة تخفیف حدة التوتر وتعزیز الاستقرار والأمن فی المنطقة.

نور نیوز-  فی التاسع من مارس المنصرم، نشر موقع "نور نیوز" تغریدة سرعان ما أصبحت العنوان الرئیسی لوسائل الإعلام العالمیة، جاء فیها: "أجرى أمین المجلس الأعلى للأمن القومی الإیرانی، الأدمیرال علی شمخانی، جملة من المفاوضات المُکثّفة والمهمة للغایة فی بلد أجنبی خلال الأیام القلیلة الماضیة، واضاف ان "الاعلان الوشیک عن نتائج هذه المفاوضات سیحدث تحولات کبیرة".

بین نشر هذه التغریدة والإعلان عن توقیع الاتفاقیة الثلاثیة بین إیران والسعودیة والصین، والتی نُشرت بعد ساعات قلیلة فی بکین وأحدثت صدمة فی الأوساط السیاسیة والإعلامیة فی العالم، وحینها کاد لا أحد یعتقد أن القنبلة الإخباریة التی فجّرها "نورنیوز" کانت تتعلق بالإعلان عن اتفاق بین إیران والسعودیة لتطبیع العلاقات الثنائیة.

فی أول رد فعل بعد توقیع اتفاق تطبیع العلاقات بین طهران والریاض، ذکر أمین المجلس الأعلى للأمن القومی الإیرانی الحالی ، فی بیان قصیر لکن معبر، أن المحادثات بین البلدین کانت صریحة شفافة وشاملة وبناءة، وأضاف: "حل سوء التفاهم والتطلع نحو المستقبل فی العلاقات بین طهران والریاض، سوف یُسهم بالتأکید فی تنمیة الاستقرار والأمن الإقلیمیین وزیادة التعاون بین دول الخلیج الفارسی والعالم الإسلامی لمواجهة التحدیات الماثلة.

حتى الیوم مر قرابة ستة أشهر على توقیع اتفاق تطبیع العلاقات بین طهران والریاض، والخمیس المنصرم، حطت طائرة وزیر الخارجیة حسین أمیر عبداللهیان فی الریاض عاصمة المملکة العربیة السعودیة، فی زیارة أجراها تلبیة لدعوة رسمیة من نظیره السعودی فیصل بن فرحان، زیارة حازت على أهیمة خاصة حیث إلتقى خلالها عبداللهیان وأجرى مباحثات مع وزیر الخارجیة السعودی للمرة الرابعة خلال الأشهر الماضیة.

وفی مؤتمر صحفی مشترک للوزیرین فی الریاض، أُعلن أن الأنشطة الرسمیة للممثلین السیاسیین للبلدین ستبدأ مع تعیین سفیرین جدیدین خلال الأیام القلیلة المقبلة، ونظرا لقبول دعوة الملک السعودی من قبل آیة الله رئیسی لزیارة هذا البلد، لهذا تم وضع برنامج زیارة رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الى الریاض على جدول الأعمال.

جنبا إلى جنب مع خطط الیوم الأول من زیارة عبد اللهیان إلى المملکة العربیة السعودیة، فإن لقائه المفاجئ یوم الجمعة مع أقوى مسؤول تنفیذی فی هذا البلد، أی ولی العهد محمد بن سلمان فی جدة، یعتبر المحطة الأهم فی هذه الزیارة.

وفی ختام لقائه مع بن سلمان الذی استمر 90 دقیقة، وصف أمیر عبد اللهیان المباحثات بأنها "صریحة ومفیدة ومثمرة" واعتبر عملیة تطبیع العلاقات بین طهران والریاض نتیجة الإرادة الجادة لرئیسی البلدین.

من جانبه وصف ولی العهد السعودی محمد بن سلمان وجهة نظر المملکة العربیة السعودیة فی العلاقات مع إیران بأنها استراتیجیة وشدد على عزم الریاض على تطویر علاقات شاملة مع إیران.

منذ مارس الماضی عقب إعلان طهران والریاض عن عزمهما التحرک نحو تطبیع العلاقات بینهما وکسر الجلید بعد 7 سنوات من الجمود، فضل العدید من المحللین السیاسیین تقییم هذا القرار من وجهة نظر تشاؤمیة واعتباره اتفاقا غیر مستقر.

لکن تقییم مواقف إیران والسعودیة خلال الستة أشهر الأخیرة فی طریق تنفیذ وثیقة اتفاق تطبیع العلاقات یکشف عن حقیقة مُفادها أن طهران والریاض جادتان للغایة فی متابعة هذا المسار الذی شرعتا به بفهم استراتیجی لضرورة تخفیف حدة التوتر وتعزیز الاستقرار والأمن فی المنطقة.

حیث ان تواصل الزیارات واللقاءات المثمرة بین المسؤولین السیاسیین والأمنیین والدفاعیین فی البلدین فی الأشهر الستة الماضیة والجهود المشترکة للحد من الآثار المدمرة للعوامل السلبیة التی تؤثر على العلاقات بین البلدین هی من بین المؤشرات المهمة التی تظهر الإرادة المستقرة لطهران والریاض للتحرک نحو آفاق جدیدة.

بناء على ما سلف، یمکننا القول أن زیارة عبداللهیان إلى الریاض الأسبوع الماضی ومباحثاته مع کبار المسؤولین السعودیین تشکل بلا شک نقطة تحول مهمة فی الجولة الجدیدة من العلاقات بین طهران والریاض، ویمکن أن نشهد ذلک فی الأشهر المقبلة، خاصة مع زیارة آیة الله رئیسی إلى المملکة العربیة السعودیة، إذ سنشهد حینها المزید من النتائج الملموسة لمتابعة استراتیجیة الجوار فی الحکومة الإیرانیة الثالثة عشرة مع تعزیز وتطویر العلاقات الاقتصادیة والتجاریة بین البلدین الإسلامیّین.


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی