وأكمل المفكر المصري لموقع "نور نيوز" الإخباري، عن إستهداف مرقد شاهجراغ عليه السلام للمرة الثانية والمراقد الدينية وأماكن عبادة المسلمين على العموم، بالقول: إن الفهم الأعوج للدين يملأ نفس صاحبه حقدا على أصحاب الأديان والمذاهب المختلفة، وأصحاب مثل هذا الفهم يظنون أنهم وفقط الذين يملكون الحقيقة المطلقة وأن عليهم فرض عقائدهم بالقوة على الآخرين، وللأسف الشديد فإن الجماعات الإرهابية لتحقيق أغراضها وأغرض رعاتها تستهدف دور العبادة والأماكن المقدسة لدى أصحاب العقائد المخالفة لهم، ومن هنا يأتي الاعتداء على المراقد الدينية من قِبَلهم، حيث أنها رموز لها قداستها، وهذا الذي يفسر أيضا استهداف مرقد شاهجراغ للمرة الثانية، فالإرهابيون تضيق صدورهم لأي مكان يعبد فيه الله سبحانه وتعالى بوسيلة أو بطقس يخالف معتقداتهم الفاسدة، وكذلك لما للمرقد من مكانة كبيرة لدى المسلمين الشيعة، هذا الذي يجن له جنون الجماعات الإرهابية.
وعن إستهداف داعش الارهابي للمراقد المقدسة في المنطقة، يوضّح العبيدي لـ نور نيوز: يظل داعش الارهابي نقطة سوداء في جبين الإنسانية، فما يقترفه من أعمال إرهابية وأفعال إجرامية يعكس صورة بشعة عن الدين الإسلامي، الأمر الذي يتبرأ منه كل مسلم وكل إنسان سوي، وهو لا ريب فيه يأتي في إطار تشويه صورة الإسلام الصحيحة والسليمة، ومما لا شك فيه أن الاعتداء على المراقد المقدسة يمثل قمة تلك العمليات الإرهابية والأفعال الإجرامية، حيث أنه يستهدف حجاج تلك المراقد في محاولة حقيرة لمنع المؤمنين من أداء طقوسهم والإتيان بعباداتهم حسب معتقداتهم، هذا الذي يعكس الفهم المريض للدين، وإننا نرى أن مثل هذه الاعتداءات الإرهابية، رغم ما فيها من بشاعة، لن تثني المؤمنين عن أداء طقوسهم، هذا الذي يستدعي بكل تأكيد تكثيف الاحتياطات الأمنية.
وبشأن مواجهة مثل هذه الهجمات الارهابية، والحلّ الأمثل للقضاء عليها، يتابع المفكر المصري: يعد الإرهاب أحد أخطر آفات العصر، ولا يمكن مواجهته أو القضاء عليه إلا من خلال تعاون دولي وثيق حيث أنه ظاهرة متخطية للحدود، ولابد من تبادل شفاف للمعلومات على مستوى الأجهزة الاستخباراتية في كل دول العالم، بالإضافة إلى الضرب بيد من حديد على كل من يثبت ارتباطه بأي جماعة إرهابية أو أي عمل إرهابي، وقبل كل هذا لابد من مواجهة فكرية لأصحاب الفكر الديني المنحرف، هذا الذي يضع مسؤولية كبيرة على الأزهر الشريف، حيث أن الجماعات الإرهابية تعتمد على فهم في التراث وعلى فتاوى قديمة خرجت عن فقهاء لهم مكانة كبيرة في الفقه الإسلامي، هذا الذي يستدعي ضرورة تفنيد مثل تلك الفتاوى التي يعتمد عليها هؤلاء الإرهابيون الذين ينهلون من منابع يجب تجفيفها، وهذا دور التيار الفقهي المعتدل، وهذا أيضا يفتح قضية تجديد الفقه الديني على مصراعيها.
نورنيوز