نورنيوز- الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكين إلى السعودية والاجتماع بمسؤولي هذا البلد وأعضاء مجلس التعاون تمت بعد أن تحدث في الاجتماع الأمريكي الصهيوني وخلال اجتماع لجنة العلاقات العامة المعروفة بـ "إيباك" تحدث عن دعم واشنطن الشامل لتل أبيب.
قال بلينكين؛ ستقدم واشنطن مليار دولار لتطوير نظام القبة الحديدية المضادة للطائرات التابع للكيان الصهيوني وستواصل أيضا التعاون مع هذا الكيان لتطوير أنظمة دفاع مشتركة.
كما أدلى في هذا الاجتماع بتصريحات متكررة ضد إيران لإرضاء الصهاينة، ومن خلال إدانته للعلاقات العسكرية بين إيران وروسيا، شدد على تصرفات الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين السعودية والعدو الصهيوني.
وقال بلينكين في خطابه في اجتماع إيباك: إن "إسرائيل تتعرض لهجمات مختلفة من الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي أصبح يشكل تهديدا يوميا. كما أن الحادث الذي وقع على الحدود المصرية وأدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين، هو تذكير محزن بمثل هذه الأخطار اليومية.
يجب أن يُنظر إلى كلام بلينكن على أنه إشارة إلى الوضع الذي يعيشه الكيان الصهيوني منذ شهور، إذا كان في الأشهر الأخيرة على الرغم من القمع وحتى بدء حرب غزة لتقليل الضغط الداخلي على حكومة هذا الكيان، فإن المظاهرات ضد نتنياهو ما تزال مستمرة في الاراضي المحتلة وهو كابوس لم ينته لرؤساء الكيان المصطنع.
في المجال الأمني حذر رئيس الشرطة الصهيونية يعقوب شبتاي من الوضع الكارثي للقوى العاملة في مختلف دوائر الشرطة وأعلن أن هذا الجزء من القوات العسكرية الصهيونية لن يكون قادرًا على الصمود في وجه حرب شاملة خاصة أن هناك احتمالية لاندلاع انتفاضة جديدة في أراضي الـ48. ويقول مبديا قلقه: إذا كانت هناك حرب على عدة جبهات فنحن لا نعرف كيفية احتوائها.
يمكن رؤية عمق الأزمة اليومية للصهاينة في اعترافات وتصريحات وخبراء هذا الكيان، حيث وصفت صحيفة "هآرتس" مقتل الجنود الصهاينة على الحدود مع مصر بالفشل الجديد للجيش. وكتبت أن هذه الإخفاقات تكررت لمدة عامين.
لا تنتهي أزمة وضعف الجيش الصهيوني هنا، حيث أفاد المتحدث باسم الكيان الصهيوني بسرقة متكررة لأسلحة عسكرية من قاعدة في جنوب الأراضي المحتلة.
تشير التقارير المنشورة إلى تفاقم الأزمة النفسية بين جنود الكيان الصهيوني، في حين أن العديد من القادة والقوات، وخاصة في قوات الاحتياط التابعة للجيش الصهيوني، غير مستعدين للتعاون مع نتنياهو والهيكل الحاكم الحالي.
على الساحة الخارجية وفيما كشفت الحرب الأخيرة في غزة عن فشل آخر للكيان الصهيوني ، أظهرت مناورات حزب الله في ذكرى تحرير جنوب لبنان أبعادًا أخرى لضعف الجيش الصهيوني.
على الجانب الآخر؛ اعترفت وسائل إعلام عبرية أنه بعد تقارب إيران مع السعودية والإمارات، تُرك الكيان الصهيوني وحده في المواجهة مع طهران، وستؤدي هذه التقاربات إلى تغيير في خريطة غرب آسيا.
كما ذكرت وسائل الإعلام العبرية : بصفتها أول دولة توقع معاهدة سلام مع اسرائيل، بدأت مصر الآن محادثات لتحسين العلاقات مع طهران.
بالتزامن مع الكشف عن صاروخ "فتاح" الإيراني الأسرع من الصوت، اعترفت هذه الوسائل الإعلامية مرة أخرى بأن الكيان الصهيوني غير قادر على التعامل مع هذا الإنجاز الصاروخي.
يشار إلى أن رحلة بلينكن إلى الرياض ولقائه بالسلطات السعودية ومجلس التعاون تتعارض مع أهداف الكيان الصهيوني ، أي المصالحة بين السعودية وهذا الكيان، وكذلك الموقف المناهض لإيران وسوريا.
ويكتمل هذا الفشل الإقليمي للصهاينة عندما أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان يوم الخميس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي على حل الأزمة السورية من خلال المفاوضات مع دمشق، وقال: "حل الأزمة السورية يتطلب حوارًا مع ودمشق وسنواصل متابعة تنفيذ هذا الامر".
علاوة على ذلك، اعتبر بن فرحان الصين شريكًا مهمًا للسعودية ودول المنطقة، وتحدث خلافاً لرغبة الصهاينة في تطوير برنامج بلاده النووي، كما صرح أيضا عن مفاوضات التسوية: بدون سلام مع الفلسطينيين، سيكون التطبيع مع إسرائيل ذا فائدة محدودة.
كما أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس التعاون لم يوافقوا على أهداف رحلة بلينكن، وفي نهاية لقائهم مع بلينكن، في بيان رحبوا بإعادة العلاقات بين إيران والسعودية ، وهو ما تم بوساطة الصين، كما أكد مجلس التعاون في إشارة إلى الأزمة السورية: إننا ملتزمون بإيجاد حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدتها وسيادتها.
مجموع هذه المواقف يظهر أن التأثير المزعوم للأميركيين في تطورات المنطقة قد تناقص وفقدت الولايات المتحدة قدرتها على فرض مصالحها على دول أخرى، ناهيك عن لعب دور حماية مصالح الصهاينة.
بتعبير أدق رغم أن كلمات بلينكن في فعالية إيباك كان لها لون دعم دائم وواضح للكيان الصهيوني، إلا أنها كانت بالضرورة تعبر عن الحقيقة التي لا يستطيع إخفاءها، وهي حالة الأزمة الداخلية والخارجية للكيان الصهيوني ، مما يشير إلى تسارع تدهور هذا الكيان..
على هذا النحو يجب اعتبار إجراءات مثل الإعلان عن مشاركة الكيان الصهيوني في تمرين أسد إفريقيا 2022 في المغرب أو المحادثة الهاتفية بين بلينكين ونتنياهو حول برنامج إيران النووي ، بمثابة خطوات دعائية لا تعمل إلا كقناع مُحطم لتغطية الصورة المجزأة لـ الكيان الصهيوني.
نورنيوز