وجاء فی رسالة وجهها قالیباف إلى مؤتمر القدس الشریف الدولی الرابع: لطالما کانت قضیة فلسطین والقدس الشریف هی القضیة الأولى فی العالم الإسلامی خلال العقود الماضیة. إن احتلال القبلة الأولى للمسلمین وتشرید الملایین من المواطنین الفلسطینیین وقتل الآلاف من الأبریاء لیس حدثًا بسیطًا یجعلنا بمرور الوقت ننسى حزنه. فی حین أن عدة أجیال من النساء والرجال والأطفال الفلسطینیین هم ضحایا الفظائع الصهیونیة ، یرید البعض جعل هذه القضیة تبدو وکأنها حدث تاریخی ویتجاهلها بلا مبالاة. قضیة فلسطین هی قضیة مسلمی الیوم وکل من یطالب بالحریة فی العالم. هل من الممکن رؤیة ملایین الأشخاص تحت الحصار واعتبار معاناتهم بانها تعود إلى التاریخ؟ هل من الممکن رؤیة ملایین النازحین والمشردین واعتبار نزوحهم شیئًا من الماضی؟ الصهاینة وحماتهم مخطئون. الشعلة التی اوقدتها مظلومیة فلسطین فی نفوس دعاة الحریة لم تنطفئ ولا یمکن إخمادها.
واضاف: لقد جرب العالم الإسلامی مسارات مختلفة فی العقود السبعة الماضیة فیما یتعلق بالقضیة الفلسطینیة. حاول البعض حصر القضیة الفلسطینیة کقضیة عربیة وفشلوا. حاول البعض الاخر حل هذه المشکلة من خلال التفاوض والتسویة مع العدو الصهیونی وأصیب بخیبة أمل. فی السنوات الأخیرة ، اختار البعض طریق التسویة والتنازل للصهاینة وذهبوا إلى حد الاعتراف بالعدو الصهیونی ، لکنهم لم یتوصلوا أیضًا إلى نتیجة. یتم اختبار هذه المسارات ، ویمکن رؤیة نتائجها أمام أعین جمیع الضمائر الحیة. لکن أغلبیة العالم الإسلامی تعتبر مساراً آخر هو الحل النهائی للقضیة الفلسطینیة ، وهو "المقاومة". طریق لم یصب سالکوه بخیبة أمل ، بل حققوا إنجازات ملحوظة. ذلک لان المتبنین للمقاومة تحرکوا بالاعتماد على السنن الإلهیة وبصمودهم نالوا النصرة من الله العزیز الحکیم.
وتابع: العالم الإسلامی الیوم متفق على أن المقاومة هی السبیل الوحید لتحریر فلسطین. الذین یتصورون انهم یمکنهم السیر فی طریق المساومة وان یرددوا فی الوقت ذاته شعار القضیة الفلسطینیة هم معزولون فی الأمة الإسلامیة. لنلقی نظرة على صلب مجتمعاتنا. على الرغم من أن بعض الأشخاص المتأثرین بالإمبراطوریة الإعلامیة الصهیونیة اعتقدوا أن قضیة فلسطین أصبحت فی طی النسیان فی العالم الإسلامی ، فقد رأینا أن فلسطین لا تزال القضیة الأولى للأمة الإسلامیة ، والمسلمون یوصلون هذه القضیة إلى اسماع العالم فی کل فرصة. حتى موندیال 2022 فی قطر أظهر موجة من رغبة الشعوب فی دعم فلسطین. هذه الإبداعات الشعبیة تحتاج إلى دعم من الحکام.
واضاف قالیباف: رغم أن بعض قادة الدول فی المنطقة ، سعوا ، للأسف ، فی السنوات الماضیة إلى إقامة علاقات وتطویر العلاقات مع الکیان الصهیونی، لکن التاریخ یظهر أن هذا الکیان مخادع تجاه حلفائه ایضا. لا یمکن أن نتوقع أن العلاقة مع کیان مزیف وغاصب ، یعتمد وجوده على خلق حالة من انعدام الأمن ، سوف یخلق الأمن للدول الإسلامیة أو للأمة الإسلامیة. لذلک ، ما زلنا نعتقد أن الطریق الوحید الفعال لتحریر القدس الشریف هو "المقاومة". إن السکان الأصلیین لفلسطین من أی عرق ودین هم فقط من یمکنهم أن یقرروا مستقبل هذا البلد. اللاجئون الفلسطینیون ومن خلال الاستفادة من حق العودة یجب ان یعودوا إلى وطنهم ویحددوا مستقبله فی انتخابات حرة. خطط التسویة التی یفرضها الآخرون لن تنجح أبدًا ؛ کما لم تنجح فی الماضی، فی حین أن "المقاومة لاستیفاء حقوق الشعب" کانت دائما عاملا من عوامل النجاح.
واردف: نشهد هذه الأیام ، مرة أخرى ، عشیة یوم القدس العالمی ، موجة جدیدة من الکراهیة والعنصریة من قبل الصهاینة فی القدس الشریف. إن الاعتداء على المسجد الأقصى واعتقال المصلین والمؤمنین العزل لیس له أی مبرر ، لکنه یشیر إلى عجز الصهاینة. الکیان الصهیونی یعانی منذ اشهر أزمات داخلیة ، ازمات باعترافهم هم انفسهم غیر مسبوقة على مدى حیاتهم البغیضة. یسعى هذا الکیان إلى صرف الانتباه عن ما یحدث داخل حدوده المزیفة من خلال خلق أزمات وهمیة فی المنطقة. على الأمة الإسلامیة أن تتابع بعنایة التطورات الجاریة فی فلسطین وأن تستخدم کل الأدوات المتاحة لفضح الدور المدمر للکیان الصهیونی فی المنطقة والعالم. یوم القدس العالمی هو الرمز الرئیسی للیقظة فی العالم الإسلامی ضد الکیان الصهیونی والمتواطئین معه.
واضاف: فی الأیام الأخیرة ، أظهرت المقاومة بردود صاعقة أن قوة رد الصهاینة قد ضعفت وأن أولئک الذین سمحوا لأنفسهم بسهولة فی الماضی بمهاجمة دول أخرى، قد انکفأوا فی أنفسهم لدرجة أنهم لم یعودوا یفکرون حتى فی البدء بعدوان جدید لأنهم یواجهون جبهة مقاومة قویة ومبدعة.
واعتبر العالم الإسلامی الیوم أکثر یقظة من أی وقت مضى واکد إن الشعوب الإسلامیة وشعوب العالم الحرة هم الداعمون الرئیسیون للشعب الفلسطینی والعمق الاستراتیجی لفلسطین واضاف: الکیان الصهیونی الیوم معزول حتى بین حلفائه ، وجرائمه أمام أعین العالم باتت أکثر من أی وقت مضى ، لدرجة أنه لم یعد من السهل حتى على حماته تبریر الأعمال غیر القانونیة وغیر الإنسانیة للصهاینة.
واکد بان "الوحدة" هی الاستراتیجیة الرئیسیة للعالم الإسلامی لحل القضیة الفلسطینیة. وهذه وصیة واضحة من القرآن الکریم «وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَمیعًا وَلا تَفَرَّقوا»، وعلینا جمیعاً أن نتصرف فی هذا الاتجاه رغم اختلاف المواقف وتنوع الأذواق. یجب على العالم الإسلامی ، بمبادرته ، ألا یسمح لأعداء الإسلام بصرف المسلمین عن قضایاهم الأساسیة والرئیسیة بإثارة الخلافات والفتن بینهم. بالتأکید المستقبل للأمة الإسلامیة ولأحرار العالم؛ لأن الإرادة والعمل الایمانی فی دعم هذا الشعب سیشملهما "النصر" و"الفتح" حسب السنة الإلهیة.
وفی الختام حیّا رئیس مجلس الشورى الاسلامی ذکرى کل شهداء المقاومة ومن ضحى بحیاته فی سبیل إعلاء کلمة الحق، خاصة ذکرى الشهید العظیم الحاج قاسم سلیمانی.
نورنیوز-وکالات