معرف الأخبار : 138137
تاريخ الإفراج : 4/3/2023 1:13:04 PM
لماذا الصمت الدولی على انتشار استخدام الغرب للأسلحة غیر التقلیدیة؟!

لماذا الصمت الدولی على انتشار استخدام الغرب للأسلحة غیر التقلیدیة؟!

یعد الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المحتویة على الیورانیوم من قبل الولایات المتحدة وإنجلترا مثالاً على جریمة حرب بسبب آثارها المدمرة على البیئة وحیاة الإنسان ، ویجب التعامل معها من قبل المؤسسات الدولیة.

نورنیوز- أعلنت "أنابیل جولدی" وزیرة دفاع بریطانیا ردًا على استفسار أعضاء مجلس اللوردات فی هذا البلد؛ أن بریطانیا تخطط لتزوید کییف برصاص مضاد للدروع یحتوی على الیورانیوم المنضب إلى جانب دبابات "تشالنجر 2".

فی الوقت نفسه اعترف المتحدث باسم وزارة الدفاع البریطانیة ردًا على احتجاج موسکو بهذا الصدد: إن لندن تستخدم الیورانیوم المنضب فی رصاصها منذ عقود. وبحسبه، فقد أظهر بحث مستقل أجراه العلماء أن استخدام الیورانیوم المنضب فی بعض الذخیرة لن یکون له تأثیر یذکر على الصحة الشخصیة والبیئة!

على الرغم من محاولة السلطات البریطانیة إظهار أن استخدام مثل هذه الأسلحة غیر ضار بالبیئة، فإن إصرار البریطانیین على استخدام الأسلحة المذکورة وتکرار هذه العملیة فی حرب أوکرانیا یظهر الحقائق التی تجعل الاهتمام العالمی بمثل هذا الإجراء ضروریًا.

على الرغم من ادعاءات السلطات البریطانیة، نظرة على تاریخ استخدام الیورانیوم المنضب من قبل بریطانیا وأمریکا فی الترویج للحرب التی حدثت على الأقل منذ الحربین الأولى والثانیة على الخلیج الفارسی و فی أفغانستان حتى الیوم، یظهر أن الکثیر من الناس هم ضحایا الآثار غیر المباشرة لهذا الإستخدام غیر المبرر للأسلحة غیر التقلیدیة.

بعد حرب الخلیج الثانیة، أعلنت منظمة المحاربین القدامى الأمریکیة أن عددًا کبیرًا من أفرادها العسکریین الذین شارکوا فی غزو العراق، وکذلک أطفالهم الذین ولدوا فیما بعد، یعانون من مضاعفات غیر معروفة، والتی سمیت "متلازمة الخلیج" الفارسی.

فی البدایة، نفى البنتاغون حدوث مثل هذه المضاعفات فی الجنود وربطها بالآثار النفسیة للتواجد فی ساحة المعرکة، لکن المتابعات اللاحقة أظهرت أن سبب هذا التعقید هو استخدام الرصاص الذی یحتوی على یورانیوم منضب، مما تسبب فی آثار مماثلة للسرطان فی الجنود المتواجدین فی الحرب ولکل من یتواجد فی محیط المنطقة المتعرضة للهجمات بهذه الاسلحة.

وأظهرت دراسات لاحقة أن الزیادة غیر الطبیعیة فی معدلات الإصابة بالسرطان فی بعض المدن العراقیة، وخاصة البصرة ترجع إلى استخدام الذخائر المحتویة على الیورانیوم من قبل أمریکا وبریطانیا بین عامی 1991 و 2003. فی غضون ذلک، ذکر تقریر سری للأمم المتحدة صدر فی مایو 1999: "هذا النوع من الذخیرة هو فی الواقع نوع من النفایات النوویة واستخدامه خطیر وضار للغایة".

إن تنفیذ مثل هذه الأعمال من قبل الغرب وخاصة من قبل بریطانیا، وهو مثال واضح على جریمة حرب، ویعتبر بالتأکید أعمالًا استفزازیة ویمکن رؤیة نتائجها فی ردود الفعل الدفاعیة لروسیا.

  بعد نشر الأسلحة النوویة فی بیلاروسیا، أکد الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین أن روسیا سترد إذا تلقت کییف أسلحة مشعة من داعمیها الغربیین واستخدمتها.

مما لا شک فیه أن إرسال مثل هذه الأسلحة إلى أوکرانیا ، بالإضافة إلى تکثیف الحرب وإطالة أمدها ، سیکون ذریعة للدول الأخرى لتطویر ترساناتها النوویة ، حیث أنه خلال العام الماضی من حرب أوکرانیا ، أنفقت الدول التی تمتلک الأسلحة النوویة میزانیات کبیرة، وهی مکرسة لزیادة قوتها النوویة الأمر الذی سیتّجه بالعالم نحو أهوال لا تحمد عقباها.

وبحسب اعتراف السلطات البریطانیة بشأن الاستخدام طویل الأمد لهذه الأسلحة، وکذلک التقاریر المنشورة حول تداعیات هذه الجرائم البریطانیة على البشریة، بما فی ذلک فی أفغانستان والعراق، فإن ذلک ضروری للمؤسسات الدولیة، بما فی ذلک منظمة الصحة العالمیة والوکالة الدولیة للطاقة الذریة، لکی ینأوا بأنفسهم عن النهج السیاسی، ویتخذوا إجراءات للوفاء بواجباتهم لمنع استمرار مثل هذه الأعمال التی یمکن أن تؤدی إلى کوارث بشریة لا یمکن تصوّر تداعیاتها على حیاة الإنسانیة.


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی