وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع صدّقت، في شباط/فبراير الماضي، على ما بات يعرف بـ"قانون درعي 2" الذي يهدف إلى إعادة تعيين رئيس حزب "شاس"، أرييه درعي، وزيراً في الحكومة الإسرائيلية، بعدما أقاله نتنياهو في أعقاب قرار المحكمة بأنّ التعيين كان "غير معقول بشكل متطرف"، بسبب إدانات متكررة لدرعي بمخالفات جنائية.
ومن شأن القانون أن يسمح لنتنياهو بالالتفاف على المحكمة العليا ويمنعها من التدخل في تعيين وزراء وتحديد هُويتهم.
ويشدد القانون على أنّ "عملية تعيين الوزراء من قبل رئيس الحكومة وبموافقة الكنيست، وكذلك قرار عزلهم من مناصبهم، هي عملية لا يحق للمحكمة العليا إجراء مراجعة قضائية فيها لأي سبب من الأسباب".
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية منعت تعيين أرييه درعي في أي حقيبة وزارة في الحكومة الإسرائيلية، وإلغاء تنصيبه في وزارتي الداخلية والصحة في الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأرغم قرار المحكمة في حينها نتنياهو على إقالة أهم حليف إستراتيجي له، الذي يترأس أحد أهم الأحزاب في الائتلاف الحكومي، ولديه 11 مقعداً في الكنيست.
يأتي إقرار "قانون درعي 2"، على الرغم من تصاعد الاحتجاجات، إذ وصل عدد المحتجين إلى نحو 600 ألف في شوارع فلسطين المحتلة، ووصل عدد من هؤلاء إلى منزل نتنياهو، وإلى محيط الكنيست، ما أفقد الشرطة السيطرة على الأوضاع.
ورفع "جيش" الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب، مساء أمس الأحد، بعد فقدان السيطرة داخل الأراضي المحتلة، في أعقاب إقالة وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من منصبه على خلفية أزمة التعديلات القضائية، حسبما أفادت "القناة 12" الإسرائيلية.
وأوضحت القناة أن إعلان "الجيش" حالة التأهب جاء بعد خروج مئات الآلاف للتظاهر ضد حكومة نتنياهو.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الناطق السابق باسم "الجيش" الإسرائيلي، افي بنياهو، قوله إن "هذه هي أحلك أمسية في تاريخ إسرائيل".
وأضاف أن "نتنياهو أنهى حياته السياسية الليلة. مسموح لكم أن تكونوا حزينين وخائفين، فالديكتاتورية موجودة هنا بالفعل".
وفي السياق ذاته، أفادت قناة "كان" الإسرائيلية بأن قائد شرطة الاحتلال المفوض أمر بتعزيز القوات في جميع المستوطنات، مشدداً على "اعتقال المتظاهرين فقط في حالات العنف الشديد والتخريب".
من جانبهم، أعلن مسؤولون ورؤساء "بلديات" الاحتلال الإسرائيلي أنهم سينفذون، اليوم الاثنين، إضراباً عن الطعام أمام مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، خرج أكثر من 600 ألف متظاهر من كريات شمونة شمالاً إلى إيلات جنوباً، فيما استدعت الشرطة المزيد من شاحنات ضخ المياه لتفريق المتظاهرين من محيط منزل نتنياهو في القدس المحتلة.
واحتشد الآلاف مقابل منزل نتنياهو في القدس المحتلة بعد إقالة وزير الأمن يوآف غالانت. وذكر الإعلام الإسرائيلي أنّ مركبة إسرائيلية حاولت دهس مجموعة من المتظاهرين في شوارع "تل أبيب".
وأضافت وسائل الإعلام ذاتها أن المتظاهرين أمام الكنيست أطلقوا هتافات تدعو إلى إسقاط حكومة نتنياهو.
وقال مسؤولون سابقون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، تعليقاً على إقالة غالانت، إن "خطوة كبيرة على طريق تفكيك الجيش"، مشيرين إلى أن "إسرائيل تنزف".
يأتي ذلك في وقت أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ "المتظاهرين وصلوا إلى مدخل بيت نتنياهو في حادث غير مسبوق خلال الاحتجاجات".
وقال ضابط كبير في شرطة الاحتلال الإسرائيلي: "فقدنا السيطرة في عدة أماكن حيث تجري التظاهرات"، وأفادت مراسلة الميادين بأنّ "التظاهرات فاجأت السلطة الإسرائيلية التي لم تكن جاهزة لمثل هذا السيناريو".
نورنيوز-وكالات