جاء ذلك في تصريح لوزير الخارجية مع الصحافيين الاحد، حول ابرز منجزات الحكومة الايرانية خلال العام الجاري الايراني، المقبل على نهايته (في 21 اذار / مارس 2023).
واكد "امير عبداللهيان"، على ان الحكومة والوزارة الخارجية، استطاعتا انطلاقا من نظرية "السياسة الخارجية المتوازنة" و"الاستدارة نحو اسيا مع التركيز على دول الجوار"، ان تحققا العديد من الانجازات خلال العام الجاري.
واشار وزير الخارجية في هذا السياق، الى "الزيادة الملفتة لحجم التبادل التجاري بين الجمهورية الاسلامية والدول الاخرى"؛ مصرحا ان التجارة المشتركة مع احدى الدول المجاورة سجلت في غضون العام الحالي ما يزيد عن 14 مليار دولار، ومع دولة جارة اخرى تجاوزت الـ 22 مليارا.
وفيما يخص العلاقات السياسية مع الجوار الايراني، قال : ان العلاقات مع الامارات والكويت ارتقت وسط العام الجاري الى مستوى السفير، كما شهدنا خلال الايام الماضية عودة العلاقات بين ايران والسعودية الى طبيعتها.
ومضى امير عبداللهيان الى القول : لقد اجرينا 5 جولات من المفاوضات مع الجانب السعودي في بغداد، وعلى امتداد زيارة "السيد رئيسي" الى بكين، جرى طرح مبادرة الرئيس الصيني والتي لقيت ترحيبا من قبل نظيريه الايراني والسعودي.
وتابع : نحن اقترحنا بان يتم اللقاء بين مدراء الشؤون السياسية لدى وزارتي الخارجية الايرانية والسعودية في بكين، وذلك بعد مضي اسبوع على زيارة السيد رئيسي لهذا البلد، لكن من خلال تبادل الزيارات وبناء على اقتراح الجانب السعودي بشان ضرورة اجراء جولة مفاوضات رفيعه المستوى بين البلدين، التقى "الادميرال شمخاني" مصاحبا بوفد ضم مسؤولين امنيين وعسكريين ودبلوماسيين، مع نظيره السعودي في الصين.
وردا على سؤال حول تداعيات الاتفاق الايراني السعودي على الازمة اليمنية، صرح امير عبداللهيان : اننا نعتبر قضية اليمن بانها تعتمد على قرار اليمنيين انفسهم، مع التذكير بان التاكيد على ارساء السلام والاستقرار والامن المستديم في المنطقة، جاء على سلم التوافقات الاخيرة بين طهران والرياض ايضا.
وعلى صعيد اخر، تطرق وزير الخارجية الى العلاقات الايرانية الاماراتية؛ مبينا ان ايران لديها بعض الهواجس في الجانب الامني مع دولة الامارات، وقد اعربت خلال اللقاءات التي جرت بين وزيري خارجية البلدين، عن قلقها حيال اي تهديد قد يصدر عن الكيان الصهيوني انطلاقا من الاراضي الاماراتية.
واضاف، ان زيارة السيد شمخاني (الى ابوظبي التي جرت قبل يومين) كانت مقررة قبل 4 اشهر، حيث جرى خلالها استعراض جوانب اخرى في اطار المحادثات الامنية بين البلدين.
وحول زيارة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني الى العراق اليوم، قال وزير الخارجية : ان الجمهورية الاسلامية تعرضت قبل نحو 4 اشهر ولمرات عديدة الى تهديدات امنية من اراضي اقليم كردستان العراق، وتم على اثره الاعلان عبر القنوات الدبلوماسية وايضا الامنية الى المسؤولين في الاقليم وايضا الاشقاء لدى الحكومة المركزية العراقية، انه "من الان فصاعدا سوف لن تتحمل ايران على الاطلاق اي تهديد يمس امنها الوطني من جانب البلد الجار والصديق والشقيق العراق".
واضاف امير عبداللهيان : ان الحرس الثوري، اقدم عبر خطوة مدروسة، على استهداف معاقل المجموعات الارهابية في اقليم كردستان العراق.
وتابع، "لقد توصلنا الى اتفاق حول تشكيل لجنة امنية مشتركة، وعليه جرت مفاوضات في بغداد بمشاركة مسؤولين من الحكومة المركزية والاقليم و وزير الخارجية العراقي، الى جانب الفرق الامنية والعسكرية من كلا البلدين".
واوضح، انه "خلال الجولة التالية لهذه المفاوضات في طهران، انني عقدت اجتماعا مع الفريق الامني الايراني وجرى على اثره اعداد نص وثيقة الاتفاق الامني من خلال التعاون بين اجهزة في الحكومة والخارجية".
وقال امير عبداللهيان : ان زيارة السيد شمخاني الحالية الى بغداد، جاءت بهدف توقيع هذه الوثيقة الهامة برعاية رئيس الوزراء العراقي ورئيس اقليم كردستان العراق.
وفي سياق منفصل، اشار وزير الخارجية الايراني الى المحادثات بين ايران والاتحاد الاوروبي، قائلا : لقد اجريت ليلة امس حديثا مع السيد بوريل، الى جانب ذلك يواصل السيد باقري كني ومورا تبادل الرسائل في اطار العمل الذي كان قد بدا منذ اشهر بين الجانبين.
كما تطرق الى الافاق المستقبلية للاتفاق النووي؛ مؤكدا على دأب الجهاز الدبلوماسي الايراني بشان الغاء كامل الحظر عن البلاد، ولافتا الى وجود مبادرة سيتم حسمها خلال الاسابيع القادمة في هذا الخصوص.
وتابع : بناء على الاجراءات القائمة، والتي لم يحن بعد زمان الافصاح بها، سنحمل خلال العام الجديد (الايراني –يبدا في 21 اذار / مارس 2023) اخبارا سارة تبعث على الامل الى الشعب الايراني العظيم، بشان الانفراجات المرتقب حصولها في مختلف المجالات.
واستطرد : نحن لم نربط امور البلاد بمصير الاتفاق النووي، لكن في الوقت نفسه استخدمنا كافة الفرص لتحقيق اكبر نسبة من مصالحنا الوطنية، وسنواصل المضي بهذا الاتجاه .
وفي معرض الرد على سؤال مراسل ارنا، حول احتمال رفع مستوى العلاقات، عقب الاتفاق بين طهران والرياض، مع كل من مصر والاردن وايضا البحرين؟، قال وزير الخارجية : لقد اطلق سلطان عمان، خلال زيارة قام بها الى المنامة، مبادرة حول استئناف العلاقات بين ايران والبحرين؛ مضيفا انه قبل نحو شهرين تم التوصل الى اتفاق مبدئي عبر هذه المبادرة بشان زيارة فريقين فنيين من ايران والبحرين لتفقد سفارتي البلدين.
واستدرك : لقد بعثنا في هذا الاطار، وفدنا الفني الى المنامة، حيث قام بتفقد سفارتنا ومراكزنا الدبلوماسية، كما توجه وفد برلماني ايراني مؤخرا الى العاصمة البحرينية لحضور اجتماع الـ "اي بي يو" هناك.
وصرح وزير الخارجية : اننا نرحب بعودة العلاقات الى طبيعتها مع دول الجوار والمنطقة، ونامل بان يتم ازالة بعض العراقيل التي تعترض مسار العلاقات بين طهران والمنامة، كما اتخذنا بعض الخطوات في هذا السياق.
وعلى صعيد اخر، اعلن رئيس الجهاز الدبلوماسي الايراني عن لقاء جمعه على هامش قمة بغداد 2، مع الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي"، والمباحثات التي اعقبته بين مكتب رعاية المصالح الايرانية في القاهرة مع مسؤولين مصريين لاستعراض السبل الكفيلة برفع مستوى العلاقات الثنائية.
ومضى وزير الخارجية الى القول : نحن لطالما اكدنا على مكانة مصر الرئيسية في العالم العربي، ونرحب بتوسيع العلاقات مع هذا البلد.
وحول العلاقات مع الاردن، اشار وزير الخارجية الايراني الى مباحثاته الودية التي استغرقت 40 دقيقة مع العاهل الاردني ، خلال قمة بغداد 2، وقال ان المملكة الاردنية محط اهتمام الجمهورية الاسلامية الايرانية من اجل الارتقاء بمستوى التعاون والاواصر معها.
وتابع : ان ملك الاردن حملني تحياته الى اية الله رئيسي، واعرب عن رغبته في زيارة طهران قريبا، الامر الذي ترحب به الجمهورية الاسلامية الايرانية؛ لافتا الى ان سفارتين البلدين تواصل مهامها، وايران لديها تمثيل بمستوى القائم بالاعمال، مع ترحيبنا برفع الاواصر مع المملكة الاردنية الى مستوى السفير.
نورنيوز-وكالات