معرف الأخبار : 137556
تاريخ الإفراج : 3/19/2023 11:13:45 AM
الاتفاق بين إيران والسعودية والقراءة الأمريكية المواربة حول اليمن

الاتفاق بين إيران والسعودية والقراءة الأمريكية المواربة حول اليمن

من خلال تحريف الأزمة اليمنية يسعى الأمريكيون إلى إخفاء دورهم الأناني في الحرب اليمنية، فضلاً عن فرض سطوتهم على التقارب الإقليمي الناجح ضد التدخلات الغربية.

نورنيوز- رافق الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية الذي تم بوساطة صينية ردود فعل وانعكاسات إقليمية وعالمية واسعة النطاق، إلاّ أن مواقف المسؤولين الأمريكيين في هذا الصدد من بين النقاط الجديرة بالملاحظة.

حيث ادعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ردًا على هذه الاتفاقية ؛ كل ما يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر وكبح أفعال الجمهورية الإسلامية شيء جيد.

وقال جيفري ديلارانتيس السفير ونائب المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة: "نأمل أن تساعد الاتفاقية الأخيرة الجهود المبذولة لتحقيق حل دائم للصراع في اليمن".

كما زعم نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، وجون كيربي منسق الشؤون الاستراتيجية في البيت الأبيض، أن هذه الاتفاقية ستساعد في إنهاء الحرب في اليمن.

والنقطة اللافتة للنظر في رد فعل السلطات الأمريكية على الاتفاقات بين إيران والسعودية هي الاعتماد على كلمة الحرب في اليمن.

على الرغم من أن الأمريكيين يتظاهرون بأنهم يسعون إلى إنهاء الحرب في اليمن إلا أن سلوكهم وسلوك شركائهم الأوروبيين تجاه هذه الحرب يظهر ما يخالف تلك المزاعم.

في هذه السنوات وضع الغرب عدة أهداف لليمن وكان بيع الأسلحة للتحالف المناهض لليمن وسرقة النفط اليمني واستمدامة الأزمة في هذا البلد ، وتأمين مصالح الكيان الصهيوني من أهم هذه الأهداف.

وفي الآونة الأخيرة، تكاثرت مزاعم السلطات الأمريكية حول السلام والصداقة بينما لم يتخل الغرب في هذه السنوات عن أي إجراءات لزيادة الضغط على الشعب اليمني، من فرض عقوبات واسعة النطاق وإصدار قرارات في مجلس الأمن إلى سرقة موارد النفط اليمنية ودعم القاعدة والجماعات الارهابية.

بالتزامن مع ذلك، ورغم أن الشعب اليمني قد قدم أنصار الله كممثل له على الساحة الدولية وعقد محادثات السلام على أساس هذا الخيار اليمني إلا أن الغرب برر عقوباته وجرائمه ضد الشعب اليمني بحجة مواجهة أنصار الله.

حذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارًا من المجاعة والوضع الحرج لـ 20 مليون يمني، بما في ذلك ملايين الأطفال لكن الغرب لم يقف موقف المتفرج لحل هذه الأزمات فحسب، بل وصلت به الفظائع لأن يرسل الأدوية والأغذية الفاسدة والمنتهية الصلاحية إلى هذا البلد تحت اسم الأمم المتحدة.

في الوقت نفسه، تتدخل وسائل الإعلام الغربية تحت شعار دعم المرأة في الشؤون الداخلية للدول التي لم تتخذ أي موقف من خطورة أوضاع المرأة اليمنية في هذه السنوات.

وحاليا يخطط القادة الأمريكيون لمتابعة فتنة جديدة تحت مسمى دعم التأثير الإيجابي للاتفاق بين إيران والسعودية على التطورات في اليمن.

يحاول الغرب الآن إخفاء دوره القائم على المصلحة الذاتية في اليمن من جهة، ومن جهة أخرى عزو أزمات المنطقة إلى المسلمين وشؤون داخلية من أجل فتح أبعاد جديدة للإسلاموفوبيا في العالم.

كما أن ادعاءات المسؤولين الأمريكيين في هذا الصدد تظهر أنهم من خلال تكرار مزاعمهم الكاذبة حول دعم إيران التسليحي لليمن، فإنهم يبحثون عن فتنة جديدة في المنطقة والترهيب من إيران في العالم.

إذا ادعى "جيفري ديلارانتيس" السفير ونائب المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة أن هذا الاتفاق يمكن أن يمنع إرسال أسلحة من إيران إلى أنصار الله ضد السعودية ويقلص دور إيران كصانع أزمات في المنطقة!

جاءت هذه المزاعم في الوقت الذي قدمت فيه إيران دائما حلولها العملية لحل هذه الأزمة بمبادرات من أربع نقاط تركز على رفع الحصار وإقرار وقف دائم لإطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية إلى اليمن وتسليم حق تقرير المصير إلى اليمنيين، وهو امر لم يتم تنفيذه بسبب إخفاقات الغرب وتدخلاتهم.

الجدير بالذكر هو أن الاتفاق بين إيران والسعودية وتأثيره على اليمن ليس في شكل مطالبات أميركية، وإنما بمقاربة موحدة للتعامل مع تدخلات الغرب المسببة للأزمة.

وأظهر الاتفاق بين إيران والسعودية بوساطة الصين أن دول المنطقة تمكنت من حل خلافاتها دون تدخل الغرب والحل النهائي لإنهاء الأزمات في المنطقة هو استمرار هذه العملية الناجحة.

بمعنى آخر يمكن القول إن الأمريكيين يحاولون إخفاء حقيقة أن التقارب الإقليمي ضد التدخلات الغربية هو الأساس لحل المشاكل من خلال تقديم قراءة مواربة حول أزمة اليمن.


نورنيوز
الكلمات الدالة
السعودیةالیمنالاتفاق
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك