الإندبندنت اعترفت في تقرير لها نشر مؤخراً على خلفية الاتفاق الاخير بين ايران والسعودية: دور الصين كوسيط سلام في منطقة كانت تحت النفوذ الأمريكي لفترة طويلة يجعل المسؤولين الأمريكيين قلقين للغاية.
لم ينفك المسؤولون الأمريكيون مرة أخرى التقليل من شأن الواقعة، حيث أعلن المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض ، جون كيربي ، أن السعودية أبلغت السلطات الأمريكية.
لكن حتى بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي اعتبروا هذه التصريحات مبررًا طبيعيًا لانفعال واشنطن الدبلوماسي فيما يتعلق بالعلاقات الجديدة بين طهران والرياض.
ورغم أن البعض قد يجادل بأن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الاتفاقية من الجانب السعودي فإن "مركزية الفاعل" تختلف تمامًا عن "إدراكها.
إن قبول وموافقة السلطات الأمريكية على الاتفاقية بين إيران والسعودية مع الدور الخاص للصين كان ببساطة نتيجة نوع من الحتمية الاستراتيجية.
هذه الحتمية الاستراتيجية ناجمة عن الفقر الاستراتيجي وتراجع قوة المناورة الدولية لأمريكا والفشل في رسم استراتيجيات فعالة وتكييف تكتيكاتها وسلوكياتها مع الحقائق الحالية في العالم اليوم.
حيث تعد وساطة الصينيين أيضا نوعًا من الصفعة الدبلوماسية لأمريكا. اذ كانوا يبحثون عن مناورة دبلوماسية في النظام الدولي بعد أن رفض أعضاء الناتو خطة بكين للسلام في حرب أوكرانيا.
تمحور الهدف الرئيسي لأعضاء الناتو وامريكا حول معارضة الخطة الصينية الأخيرة المكونة من 12 نقطة هو تصوير صورة بكين غير الدبلوماسية والموجهة نحو التهديد في نظر الجمهور العالمي.
تقليل وزارة الخارجية الأمريكية من اهمية المشهد أو الصمت في مواجهة الفشل الدبلوماسي للبيت الأبيض لا يمكن أن يخرج بايدن من هذا المأزق.
جاء الاتفاق بين إيران والسعودية بوساطة الصين في عهد رئيس أمريكي ادعى دائمًا الهيمنة النظرية والعملية في مجال السياسة الخارجية.
نورنيوز