نورنيوز- أعلنت القيادة المركزية للبحرية الأمريكية في المنطقة مؤخراً عن بدء مناورة مشتركة بمشاركة 50 دولة من بينها السعودية والإمارات ومصر، حيث بدأ هذا التمرين يوم الاثنين 27 فبراير المنصرم ويستمر حتى منتصف الشهر الجاري.
وأعلنت البحرية الأمريكية في بيان أن هذه التدريبات ستجرى في مياه إيران (بحر عمان؟!) وبحر العرب والبحر الأحمر وبحر عمان والمحيط الهندي والمناطق الساحلية بشرق إفريقيا، وبمشاركة 7000 جندي و 35 سفينة تركز على خمسة مجالات، وتشمل المجالات الرئيسية القيادة والسيطرة المشتركة، والأنظمة غير المأهولة والإجراءات المضادة للألغام، وتطور الذكاء الاصطناعي، والأمن العالمي.
وتأتي هذه التمرينات رغم أن الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في البحرين أجرى تدريبات أخرى في وقت سابق من الشهر المنصرم.
تحاول الأوساط الإعلامية المعادية لإيران أيضا تقديم هذه التمرينات كإشارة على وجود خيارات أخرى إزاء ايران فيما يتعلق بالإتفاق النووي، من خلال تغطية هذا الإستعراض الخاوي من قبل الأمريكيين على نطاق واسع، ومن خلال التلويح بذراعي الحرب أو التفاوض، لإلقاء فكرة أنه لا خيار أمام ايران سوى الإستسلام لتجاوزات الغرب.
ولكن نظرة معمّقة على المجريات والتطورات الحاصلة في أنحاء العالم تكشف مايلي:
أولاً؛ جاء الضجيج الإعلامي بدون دعم حقيقي فيما يتعلق بالإيماءات الاستبدادية للولايات المتحدة تجاه إيران، في الوقت الذي أقر فيه المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا بالقوة البحرية الإيرانية وقدراتها المتعاظمة.
خير مثال على ذلك، ما أعلنه الجنرال "مايكل كوريلا" قائد إرهابيي القيادة المركزية الأمريكية في مؤتمر "المنامة"، عن خطة لنشر 100 سفينة مُسيّرة في الخليج الفارسي لمواجهة التفوق البحري الإيراني.
تسعى أمريكا إظهار نفسها على أنها اليد العليا في المنطقة، لكن الجمهورية الاسلامية الايرانية شهدت حالات مثل اعتقال جنود أمريكيين وبريطانيين قاموا بغزو المياه الإقليمية لإيران، وإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، وهروب السفن الأمريكية من أمام السفن الإيرانية، وإحتجاز ناقلات النفط البريطانية واليونانية، والتعامل مع القراصنة وإبحار السفن الإيرانية إلى أبعد مناطق العالم، بما في ذلك فنزويلا، وإجراء تدريبات مع الصين وروسيا على قدم المساواة بل وحتى متفوقة من حيث المعدات والقطع البحرية في المحيطين الهندي والهادئ وغيرها من التحركات التي تحمل دلالات عديدة.
ثانيا: أصبح وهم القوّة الأمريكية أكثر تجلياً من أي وقت سابق، وفقًا لقائد القيادة المركزية الأمريكية الارهابية في المنطقة، أثناء الهجوم الصاروخي اليمني على ميناء الإمارات كانت القوات الأمريكية مختبئة في الملجأ لمدة 45 دقيقة.
دون شكّ، أدى السجل الفاشل لحرب أمريكا الزائفة مع الإرهاب، وكذلك هروبهم المخزي من أفغانستان إلى زيادة شدة عدم ثقة حلفائها في العالم، ناهيك عن العقود العسكرية للدول العربية مع روسيا والصين، وكذلك الترحيب الحار من مجلس التعاون بـ "شي جين بينغ وتمسّكه بروسيا في أوبك بلاس دليل على ذلك.
ثالثا: لم يتسبّب القائمون على هذا التمرين المزعوم وغيره من التدريبات الأمريكية كالتي تجري في المياه الجنوبية للصين، والتمرينات بين حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في الحدود البرية والبحرية بالقرب من روسيا، الى عدم تحقّق أحلام اليقظة التي يعيشيونها بشأن إنهاء الصراع في أوكرانيا ودفع روسيا نحو الإستسلام، بل أدى أيضا إلى تأجيج أزمتهم السياسية والاقتصادية.
لذلك، يبدو أنه رغم استناد إيران إلى حقها المشروع في الدفاع عن نفسها وتعزيز قدراتها العسكرية المحلية المتنامية، فإنها ستعطي رداً قاسياً وقاسياً على أي عدوان على أي مستوى جوي وبري وبحري من قبل الأعداء، لكن النتائج تظهر حقيقة أن التمرينات الأمريكية لا تتعدى كونها تدريبات غير عملية وإستعراضية لاستكمال قوة السينما الأمريكية وهوليوود.
في غضون ذلك، تجري أمريكا التمرين المذكور فيما سبق، رغم أنها لا تملك عمليًا القدرة على هذا الادعاء لهذا لا يتعدى هذا التمرين كونه نمراً من ورق بهئير مزيف، لكن الأسف على تلك الدول التي لا تزال تعيش في أوهام القوة الامريكية.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن أمن المنطقة كما أكدت الجمهورية الإسلامية الايرانية على الدوام، لا يمكن ضمانه إلا من خلال التعاون الوثيق بين دولها ودون تدخل الأجانب، فوجود الأساطيل البريطانية والأمريكية لعدة عقود في هذه المنطقة لم يؤد إلا إلى الأزمات وانعدام الأمن فيها.
ومع ذلك، لطالما اعتبرت الجمهورية الإسلامية أمن المنطقة أمنًا لها واتخذت خطوات فعالة في هذا المجال، وهو مثال على مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن في الخليج الفارسي والممرات المائية الدولية.
في السياق، تعدّ تدريبات الدفاع الجوي المتخصص المشترك التي أجريت مؤخراً تحت شعار "المدافعون عن سماء الولاية 1401" فرصة جيدة لقادة الغرب والمنجرون وراءهم للأخذ بعين الإعتبار أثمان أي تهديد لأمن إيران القومي.
نورنيوز