نورنيوز- قطع مسؤولون كبار من دول أوروبية وأمريكية العديد من الوعود وأطلقوا العديد من المزاعم حول دعم أوكرانيا الأسبوع الماضي، عشية ذكرى مرور السنة الأولى من الحرب في أوكرانيا.
يمكن رؤية ذروة ما يسمى بمقاربات الدعم في اجتماع ميونيخ الأمني ، حيث أعلن أشخاص من قبيل إيمانويل ماكرون وريشي سوناك وأولاف شولتز وكامالا هاريس وجينس ستولتنبرغ وجوزيف بوريل إلخ، عن تكثيف إرسال شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا.
وزعموا عبر ذراعهم الإعلامية أنهم مستعدون لإرسال أكثر الأسلحة فتكا إلى أوكرانيا، ووعدوا بإرسال مدافع ودبابات في الأشهر المقبلة، وربما يفكرون في تسليم طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، وطالبوا كييف بالوقوف بمزيد من الصمود أمام تعدي روسيا على أوروبا والقيم الغربية.
لقد تبنى رؤساء أوروبا وأمريكا مبادرات الدعم الظاهرة هذه، بينما في وسط فورة الدم هذه، تجدر الإشارة إلى جزء من كلمات بوريل والتي كانت بالطبع مصحوبة برقابة وتهميش من قبل وسائل الإعلام الغربية.
قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، الأحد المنصرم في مؤتمر ميونيخ للأمن: "أوكرانيا عضو في الأسرة الأوروبية، لكن العضوية في الاتحاد الأوروبي تتطلب خطوات وشروطًا، ولا ينبغي توقع أن يحدث هذا بين عشية وضحاها ودون قيد أو شرط.".
يمكن رؤية الحلقة الإضافية من كلمات بوريل في موقف الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبرغ، الذي قال أيضاً في اجتماع ميونيخ الأمني: يمكن لأوكرانيا فقط أن تصبح عضوًا في الناتو مع وحدة أراضي كاملة، لأنه بدون هذا الشرط، لا توجد طريقة لإجراء محادثات مستقبلية حول عضوية أوكرانيا في هذا التحالف العسكري.
تأتي هذه الكلمات من كبار المسؤولين في أوروبا وحلف شمال الأطلسي بينما قامت كل من أمريكا وأدواتها الأوروبية خلال العام الماضي بأخذ أرواح وممتلكات شعب أوكرانيا كرهائن باستخدام أوهام وتصورات فنان كوميدي لا يعرف الفرق بين مرحلة العرض وساحة المعركة الحقيقية.
في حين رمى قادة أوروبا وأمريكا شعب أوكرانيا في مستنقع طموحاتهم وما زالوا يفاقمون خسائرهم المالية والبشرية كل يوم، فهم غير مستعدين لدفع أقل ثمن لهذه التكلفة، وهو قبول عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، فهم ينظرون إلى شعب أوكرانيا على أنهم بيادق ومرتزقة يجب أن يضحوا بأرواحهم من أجل مصالح الغرب مقابل لا شيء.
وجهة النظر المرتزقة هذه تكررت ليس فقط من قبل بوريل وستولتنبرغ ولكن أيضا من قبل مسؤولين غربيين آخرين، كما قال المستشار الألماني أولاف شولتز: إن الانضمام المبكر والمتسرع لدولة مثل أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بالنسبة لدول غرب البلقان الأخرى كما يتطلعون إلى الانضمام إلى هذا الاتحاد، أمر غير عادل.
وردا على سؤال حول مساعي أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قال: لا يوجد طريق مختصر للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. عملية الانضمام ليست مسألة شهور أو سنوات.
كما قالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن عن عضوية أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي: إن دخول أوكرانيا السريع إلى الاتحاد الأوروبي لن يفيد الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، آنا كلير ليجيندر: إن انضمام أوكرانيا إلى معاهدة شمال الأطلسي ليس قيد المناقشة حاليا.
مجمل هذه السلوكيات من جانب السلطات الغربية يظهر حقيقة أن حديقة الغرب المزعومة ليست فقط أساس السعادة واجتياز المشاكل، إنما نهاية الثقة بالغرب تتجه نحو سراب سيكون في سيفضي في نهاية المطاف الى مستنقع مميت.
اليوم مضى عام على إنفاق أموال وأرواح الشعب الأوكراني في حرب الغرب الأداتية، ونتيجة ارتباطهم بوعود الغرب الكاذبة التي خرجت من فم مهرج مثل زيلينسكي، لم يشاهد الشعب الاوكراني سوى الخراب والدمار.
الملايين من الأوكرانيين محرومون من أبسط الخدمات مثل الكهرباء والطعام في خضم البرد والحرب، بينما يزيد الغرب من معاناتهم ويؤدي إلى تفاقم مشاكلهم كل يوم بإرسال السلاح بدلاً من تشجيع السلام والمفاوضات.
هذا هو نفس السيناريو الذي تسبب في كارثة البلقان، واحتلال أفغانستان والعراق وتدمير سوريا وليبيا، وما إلى ذلك، وقد مضى عام الآن على فرض كارثة كبيرة على الشعب الأوكراني.
اليوم يذوق الشعب الأوكراني ويلات الحرب الطاحنة والخداع والمواربة من قبل الغربيين الذين خلطوا المسرح والتمثيل بالعالم الحقيقي وتصرفوا على أساس أوهام خاوية، بينما لا يظهر منقذ الغرب إلا في أفلام هوليوود والروايات.
نورنيوز