وقال حجة الاسلام طائب خلال هذه المقابلة ان ربط حل المشاكل في ايران بالعلاقات الدولية وتحسين العلاقات مع اميركا وعدم الاعتماد على القدرات الذاتية والداخلية يعتبر خطأ فادحا واضاف: على سبيل المثال ان شركة الطيران الوطنية الايرانية التي كانت تتلقى دعما ماليا حكوميا في كل عام لكي تتمكن من ادارة شؤونها باتت الأن وبفضل جهود الطاقات الشابة من الشركات التي تسجل وتجني الارباح واصبحنا اليوم نتفاوض من اجل انتاج طائرات مدنية بالشراكة مع الآخرين، لقد تغير النهج الآن وتغيرت السكة.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت ايران قد أخذت بالثأر في قضية اغتيال الفريق الشهيد قاسم سليماني، قال حجة الاسلام طائب: في قضية الثأر فان ما انجز على العجالة كان قصف القاعدة العسكرية الاميركية ومن ثم طرد اميركا من المنطقة بخفّة، حيث اخرج الاميركيون حتى شبكاتهم الامنية من المنطقة برفقة وحداتهم العسكرية وان الثأر القاسي ايضا سيؤخذ في مكانه حتما .
وردا على سؤال يتعلق بالردع واستشهاد الشهيد سليماني في دولة جارة واغتيال علماء نوويين في داخل، رغم وجود الردع، صرح حجة الاسلام طائب: نحن قد وصلنا الى الردع في المجال الدفاعي والعسكري لكن في المجال الامني فان الوضع مختلف وهناك تبادل للضربات، انهم كانوا يخططون منذ أمد بعيد لاغتيال الشهيد سليماني عبر تنفيذ عمليات مختلفة وحتى كانوا يريدون اغتياله في كرمان في ايام شهر محرم عبر حبر نفق في جوف الارض لكن تم احباط كل هذه المخططات ، لكن قيامهم بالاغتيال عبر استخدام طائرات حربية لا يمكن اعتباره انجازا امنيا لدولة تقول انها ترصد 850 مليار دولار كميزانية سنوية لجيشها.
وتابع : ان الفريق الشهيد سليماني كان شخصا استثنائيا جدا لنا لكنه قام بتربية عشرات الاشخاص من امثاله، عندما نخوض حربا أمنية مع العدو فان جهازه الامني يعلم ونحن ايضا نعلم بأننا نخوض مواجهة، ان احدث عمل مخابراتي للصهاينة هو ما حدث في اصفهان وقد قام الصهاينة بهذا الفعل عندما تاكدوا من الدعم الاميركي لهم ، لقد جلب هؤلاء ما بين 140 و180 طائرة حربية وسفينة حربية (لاجراء مناورات) وقد اراد الصهاينة القيام بعمل امني كملحق للعمل العسكري لكي يورطوا الاميركيين ايضا في هذا المجال، لكن وقبل مضي 24 ساعة على عملية اصفهان اصدرت البنتاغون بيانا نفت أي ضلوع لاميركا في هجوم اصفهان ، وهذا يعني ان اميركا لم تعد تريد تحمل الاعباء عن الكيان الصهيوني.
اما حقيقة وسبب هذه المناورات العسكرية بين الصهاينة والاميركيين فانه يعود الى الضربة التي تلقتها السعودية والامارات من أنصار الله في اليمن فعندما ردت انصار الله على الهجمات السعودية والاماراتية، قالت الرياض وابوظبي اننا دفعنا مليارات الدولارات للاميركيين لكي يبنوا لنا دفاعات جوية عربية – غربية فكيف تستطيع انصار الله قصفنا؟ لذلك اصبحت اميركا مجبرة على دعم الكيان الصهيوني والسعودية وجمعت جميع هذه الاطراف ضمن مجموعة واحدة والعمل معهم على بناء منظومة دفاع جوي مشترك.
واضاف حجة الاسلام طائب : لقد اعترف الاميركيون والدول العربية والصهاينة في احد اجتماعاتهم بأنهم يجمعون مليارات الدولارات من دول المنطقة ويحسنون دفاعاتهم الجوية لكن الجهة المقابلة وببضع ملايين من الدولارات فقط يحسّن التكنولوجيا التي بحوزته ويبطل مفعول دفاعاتنا الجوية .
وردا على سؤال حول ما اذا كانت ايران قد ردت على هجوم اصفهان أم لا؟ قال المسؤول السابق لاستخبارات الحرس الثوري "من اجل الاجابة الى هذا السؤال يجب علينا ان نشير الى الفرق بين النمط الامني لدينا وبين نمطهم الامني، لقد قرر هؤلاء ان يقوم الديمقراطيون في اميركا بممارسة ضغط اقتصادي واحداث بلبلة ومن ثم يأتي الصهاينة ويمارسوا الضغط الامني، انهم هاجموا سفننا 12 مرة وفي المقابل اصيبوا بـ "سهام الغيب" 7 مرات ، وفي الحرب السيبرانية عطّلوا عمل محطات الوقود عندنا وارسلوا على الفور رسالة قصيرة على الهاتف النقال لأحد مسؤولينا وكتبوا "هذه البداية" ، لكن في داخل الاراضي المحتلة وفي اقل من 3 ساعات تم ارسال 10 رسائل قصيرة الى 10 من مسؤوليهم وقيل لهم "كفوا عن الشرور، هذه بداية الطريق".
وشدد الرئيس السابق لاستخبارات الحرس الثوري ان القضية الرئيسية المطروحة الآن هي التموضع الحربي للدول خلال العقد الجديد واضاف : ان الجميع لديهم خطط لهذا العقد الجديد ، الصهاينة، والاوروبيون، والاميركيون لديهم خطط وبرامج لهذا العقد وان الكيان الصهيوني لاعب اقليمي للاميركيين.
نورنيوز-وكالات