نورنيوز- إن إلقاء نظرة على الميثاق والأهداف التي أعلنها مؤسسو مؤتمر ميونيخ للأمن يظهر أن هذه القمة تشكلت على أساس نهج عالمي، يعتمد على الحوار وتبادل وجهات النظر حول الأزمات والتحديات الأمنية في العالم.
بناءً على ذلك، يحاول المشاركون في هذا الاجتماع اتخاذ خطوات لتحقيق عالم أكثر أمانًا باستخدام الحكمة الجماعية وتبادل الخبرات.
هذا العام عقد اجتماع ميونيخ في ألمانيا في 28 فبراير لمدة ثلاثة أيام. لكن ما لوحظ هذا العام في عملية عقد هذه القمة لم يكن فقط متناسبًا مع هدفها الرئيسي ، بل كان حركة منحرفة في اتجاه ، نظريًا على الأقل ، يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن وعدم الاستقرار في العالم.
عوضاً عن الاهتمام بمشاكل وقضايا عالم اليوم، مثل أزمة الغذاء والطاقة والإرهاب والهجرة وما إلى ذلك، ركز المشاركون في مؤتمر ميونيخ فقط على قضية الحرب في أوكرانيا من خلال تبني نهج من شأنه تصعيد هذه الأزمة.
وقال "إيمانويل ماكرون" رئيس فرنسا في هذا المؤتمر: "الآن ليس الوقت المناسب للتفاوض مع روسيا". كما صرح المستشار الألماني أولاف شولتز: "سنرسل أحدث الأسلحة والذخيرة إلى أوكرانيا". وأكد المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون استمرار الممارسة الغربية الحالية في الأزمة الأوكرانية، وأدلىوا بتصريحات في هذه القمة ومحادثاتها الهامشية، تدل على إيمانهم بضرورة استمرار الحرب وإراقة الدماء في أوكرانيا.
إن اعتماد مثل هذا النهج وخاصة من قبل الولايات المتحدة، حدث في حالة كان فيها هذا البلد، بصفته المتهم الأول في تدمير خط أنابيب "نورد ستريم" مما أدى إلى انقطاع تدفق الغاز من هذا الخط.، الامر الذي خلق أزمة طاقة وغذاء لملايين الأوروبيين.
إن فشل القادة الأوروبيين في ذكر هذا الإجراء المناهض للأمن من قبل واشنطن في مؤتمر ميونيخ للأمن، والذي يستهدف بشكل مباشر حياة وسبل عيش المواطنين الأوروبيين، يظهر في الوقت نفسه ذروة الإذلال الأوروبي من قبل امريكا، وهو تجاهل واضح للظواهر الأمنية الرئيسية التي كان ينبغي بطبيعة الحال أن تكون مركز الاهتمام في مؤتمر ميونيخ.
الى ذلك أكد المسؤولون الأمريكيون والألمان والفرنسيون والبريطانيون على استمرار الموقف الغربي الحالي في أزمة أوكرانيا وضرورة استمرار الحرب.
في حين تردد القادة الأوروبيين في ادانة خطوة واشنطن المناهضة للأمن في تدمير خط أنابيب نورد ستريم الذي يستهدف بشكل مباشر حياة المواطنين الأوروبيين.
كما أن دعوة عدد من العناصر المفلسة سياسيًا بحجة دعم حقوق الإنسان بدلاً من الممثلين الرئيسيين لإيران وروسيا أظهرت النهج السياسي غير المهني تمامًا لهذا المؤتمر.
الجدير بالذكر، إن المدعوين إلى هذا المؤتمر هم من منفذين ومؤيدين للعقوبات ضد إيران.
جملة هذه التطورات تؤكد أن طريقة عقد مؤتمر ميونيخ للأمن في عام 2023 محاولة لحرمان العالم من الأفكار التي يمكن أن تساعد في تحقيق الأمن العالمي وتقليل العنف.
نورنيوز