وأكمل موضحاً: ان هدف مصممي مشروع الطائرة "قاهر" كان "التقدم والتطوير التكنولوجي"، وان هذا المشروع قد بلغ مستوى "النضج التكنولوجي الكامل" لكن الجديد هذه المرة هو انتاج نسخ مختلفة من هذه الطائرة كطائرة مسيرة، والتي ستسلم اواسط العام الايراني المقبل الى القوات المسلحة الايرانية .
*فريق مصممي الطائرة
وأضاف: تم تطبيق نسخ من هذه الطائرة حسب حاجة القوتين المسلحتين للبلاد (الجيش والحرس الثوري) واللتين وجهتا فريق مصممي الطائرة نحو ما هو مطلوب، وتم احداث تغييرات في هذه الطائرة التي ستظهر للعيان كطائرة مسيرة.
واكد أن التوصل الى هذا الانجاز يدل على قدرة الطاقات الشابة للبلاد على جعل هذه الطائرة تطير من دون طيار لأن لهذه الطائرة خصائص تمكنها من اداء عمليات خاصة من دون طيار.
وأشار الى ان مؤسسة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع الايرانية لديها مهام عديدة في مجال الجوفضاء وتضم شركات تعمل في مجال الطائرات الحربية وطائرات النقل العسكري والطائرات المسيرة والطائرات الخفيفة وانتاج المحركات، وأوضح أن هذه المنظمة تنتج الان 10 انواع من المحركات تستخدم معظمها للطائرات المسيرة وصواريخ الكروز، كما انها بلغت مرحلة الاكتفاء الذاتي في مجال تصميم وانتاج المحركات الثقيلة ايضا، مضيفا بأن محرك "اوج" قد صنع في نسختين أو جيلين تمت الاستفادة من اول نسخة منها في مقاتلة "كوثر" المحلية الصنع والنسخة الثانية استخدمت للطائرة النفاثة "ياسين" (طائرة تدريب) وان 43 شركة معرفية ساهمت في انتاج محرك "اوج".
*برنامج محدد لتطوير الطائرات المدنية
واضاف: ان المؤسسة لديها برنامج محدد لتطوير الطائرات المدنية والتي لها خصائص خاصة بها موضحا "سنسعى بالتاكيد الى الاستفادة من التعاون الدولي لكن بنظرة تعتمد على القدرات الداخلية وتستعين بالخبرات الخارجية ايضا".
وتابع: نحن الآن حددنا دولتين او 3 دول للتعاون معها في هذا المشروع (تطوير الطائرات المدنية) ونتفاوض حاليا معها وان هذه الدول قد رحبت بهذا المشروع.
كما اكد ان ايران حصلت على علم ومعرفة الصيانة الكاملة للطائرات (اوفرهول) رغم الحظر المفروض على البلاد وانها لديها قدرة كاملة في هذ المجال ، كما شدد على ان علم ومعرفة صناعة قطع الغيار للطائرات قد بلغت مرحلة الكمال في ايران التي حققت الاكتفاء الذاتي في هذا المجال باذعان الدول الاخرى التي تطلب مساعدة من ايران في هذا المجال وتعترف بالاكتفاء الذاتي الايراني فيه.
*ما الذي تغيّر في المقاتلة الجديدة
قاهر 313 ، التي تم تقديمها في البداية كمقاتلة، سيتم استخدامها الآن كطائرة شبح بدون طيار، وسيبدأ هذا فصلًا جديدا في قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية.
وجرى الكشف عن نموذج هذه المقاتلة المتقدّمة الأولي قبل 10 سنوات في 11 فبراير 2011 بحضور الرئيس محمود أحمدي نجاد.
كان طول قاهرة 313، 14 متراً وعرضها 5 أمتار، كانت هذه المقاتلة عبارة عن طائرة ذات محرك واحد ذات مقعد واحد، والتي قيل في وقت الكشف عنها أن المقطع العرضي للرادار منخفض واستخدام مواد متطورة في جسمها، وقيل أيضًا أن هذه المقاتلة قادرة على استخدام جميع أنواع الأسلحة الأصلية ولديها القدرة كما أن لديها طيران منخفض الارتفاع.
*مُسيّرات شبحية
يوضح تحويل هذا المشروع إلى طائرة بدون طيار أن بناء طائرات بدون طيار الشبح في القوات المسلحة الايرانية يتم متابعته ببرنامج موثق ومشاريع مختلفة.
في العقد الماضي، تم تجهيز القواعد الأمريكية في المنطقة وكذلك الجيش الصهيوني بمقاتلات شبحية من الجيل الخامس، من ناحية أخرى، قامت بعض دول الخليج الفارسي بشراء مقاتلات متقدمة لزيادة قوتها الدفاعية.
في السياق أيضاً، وفي ظلّ تصاعد التهديدات الغربية الصهيونية ضد البلاد كان لابد للجمهورية الاسلامية الايرانية ان تطوّر أسطولها الجوي لمواجهة أي تهديدات.
*حلّ فعال للتعامل مع المقاتلات
على الرغم من أن القوات المسلحة الايرانية قد وجدت حلاً للتعامل مع المقاتلات في مجال الدفاع، لكن في مجال القوة الجوية، من خلال تبني استراتيجيات محلية، فقد إتّجهت نحو تصميم وإنتاج المعدات التي تلعب دورا في تطوير الصناعات الفضائية الجوية، على الرغم من إنفاقها المحدود الاّ أن هذا الامر كان فاعلاً واستطاع أن يحافظ على التوازن العسكري في المنطقة، وتغيير المعادلات لصالح إيران وجبهة المقاومة.
واستمرت هذه القضية حتى قال القائد السابق لقوات القيادة المركزية الأمريكية في اجتماع للجنة الدفاع بالكونغرس الأمريكي إن "استخدام إيران المكثف لطائرات مسيرة صغيرة ومتوسطة الحجم للاستطلاع والعمليات الهجومية يعني ذلك لأول مرة منذ حروب أوائل الخمسينيات نعمل بدون تفوق جوي كامل".
*إيران رائدة عالمية في المُسيّرات
قبل أيام قليلة، قالت صحيفة الجارديان نقلاً عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية، أن إيران تبرز كقائدة عالمية في إنتاج طائرات بدون طيار رخيصة وقاتلة.
لقد استثمرت القوات المسلحة الايرانية، وخاصة وزارة الدفاع والقوات الجوية التابعة لحرس الثورة الاسلامية، وركزت بجدية على تطوير قدرات الطائرات بدون طيار في العقد أو العقدين الماضيين.
تمخّض عن هذا الاستثمار في السنوات الأخيرة أن اكتسبت القوات المسلحة الايرانية القدرة على تصميم وإنتاج أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار ذات التطبيقات والنطاقات المختلفة، بحيث تُعرف الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم بأنها أكبر قوة طائرات بدون طيار في المنطقة وواحدة من أعتى قوى الطائرات بدون طيار في العالم.
الوفاق