نورنيوز- بينما اعترف الغرب عمليا بفشل المشروع في خلق الفوضى وانعدام الأمن في إيران واعتبر وجود ملايين الأشخاص في مسيرة 22 بهمن (ذكرى انتصار الثورة) علامة على ذلك ، فإن المغرضين يحاولون الاستمرار في تأدية مسرحياتهم الهزلية.
هؤلاء الأشخاص والجماعات من المعادين لايران، الذين ليس لديهم أي مكانة عامة في إيران ويعيشون فقط في خيال قيادة ثورة، سعوا لإظهار التضامن مع مستقبل إيران من خلال عقد اجتماع دعائي في واشنطن.
كان لوسائل الإعلام الأجنبية الناطقة بالفارسية، مهمة لتضخيم هذا الاجتماع بأبعاد كبيرة بناءً على طلب أسيادهم البريطانيين والأمريكيين.
علاوة على الدعاية السابقة المكثفة وبعد أن عقد البرنامج بحماس كبير، ذكرت وسائل الإعلام أن ثماني شخصيات بارزة معارضة للحكومة الإيرانية اجتمعت يوم الجمعة المنصرم في اجتماع "مستقبل الحركة الديمقراطية الإيرانية"، وذلك في محاولة لإستعراض نوع من التلاحم الواهم بين هذه الجهات المعادية للجمهورية الاسلامية الايرانية.
وعقد هذا الاجتماع بحضور رضا بهلوي، حامد اسماعيليون، مسيح علينجاد و نازنين بنيادي وانضمت إليه شيرين عبادي، عبدالله مهتدي من قادة جماعة كوملة الارهابية وعلاوة على الحاقدة كلشيفته فراهاني عبر الفيديو.
كما أُعلن في هذا الاجتماع أنه سيتم قريباً إعداد ونشر ميثاق مشترك لـ "التعاون والتنظيم من أجل إيران" على أساس المبادئ المشتركة وعلى أساس حقوق الإنسان والمساواة الإنسانية.
وفي نفس وقت هذا الاجتماع، أصدر الكونجرس الأمريكي بيانا مؤيدا لزمرة المنافقين الإرهابية، الذين لم يحضروا اجتماع واشنطن، دعما لما أسماه محاور المعارضة والمتحركين ضد الجمهورية الإسلامية!
وكرر 165 عضوا متشددا في الكونجرس الأمريكي، بقرار غير حزبي، اتهاماتهم بالاضطرابات في إيران ودعموا المنافقين وقادتهم بحجة دعم مستقبل إيران.
رغم ذلك، يبدو أن هذه الإيماءات بالوحدة؛ لم تدم حتى 48 ساعة وانكشف وهم وخداع هذا التلاحم للجميع.
فيما وصف الحاضرون في اجتماع جامعة جورج تاون التجمعات المحدودة لمعارضي الجمهورية الإسلامية خارج إيران كرمز لتحقيق الوحدة والتضامن، يوم الأحد 12 فبراير، أي بعد يومين فقط على اجتماع المنافقين. وفي رسالة نقلا عن زعيمها الاجرامي على الموقع الالكتروني لهذه الجماعة ردت بقوة على تصريحات رضا بهلوي، حيث تبادل الجانبان المعادي لايران الاتهامات والعداء فيما بينهما، وهو ما يظهر انقسام كبير.
وردا على سؤال حول دعوة مجموعات سياسية مختلفة، قال رضا بهلوي في اجتماع واشنطن: "هذه الحافلة مجانية، ولست بحاجة لشراء تذكرة لا داعي للدعوة هنا والباب مفتوح للجميع. الشرط الوحيد للمشاركة هو قبول المبادئ المشتركة، لأنه بدونها لا يمكننا العمل".
وفي مسيرة نظمتها عناصر المنافقين في باريس يوم الأحد المنصرم، حمل الحاضرون صور مريم ومسعود رجوي حاملين لافتات تركز على معارضة رضا بهلوي ورفاقه في القطار.
برز دليل آخر على زيف ادعاء وحدة معارضي الجمهورية الإسلامية بعد نشر صورة لوجود أحد عناصر السافاك (مخابرات الشاه الايراني المقبور) أثناء تجمع المعادين للثورة في لوس أنجلوس. يوم السبت، حيث كان العديد من المعادين للجمهورية الإسلامية على صفحاتهم الافتراضية، يهاجمون مشاركة مثل هذا المجرم معتبرين انه علامة على الطبيعة المعادية لإيران ومعاداة الشعب في الاجتماع الذي احتضنته امريكا.
تدل هذه الحقائق على أن النقطة المشتركة الوحيدة بين هؤلاء الأشخاص والجماعات هي التأكيد على تشديد العقوبات ضد الشعب الإيراني، وهي وثيقة واضحة لطبيعتها المعادية لإيران، وهو مؤشر ايضاً على اصرار امريكا وبريطانيا على التحريض ضد الجمهورية الاسلامية.
في حين أن هؤلاء يشاركون الرأي نفسه بشأن العقوبات الغربية وتصعيدها ضد إيران، أكدت السيدة "ألينا دوهان" المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن الأثر السلبي للتدابير القسرية الانفرادية، والتي نُشر تقريرها في الأمم المتحدة. في سبتمبر المنصرم، وترجمت السيدة دوهان العقوبات على أنها حرب غير قانونية وغير تقليدية وغير شرعية ضد حقوق الإنسان وحرب غير إنسانية وغير عادلة.
المعارضة التي تدعي إنقاذ الشعب الإيراني، جعلت العقوبات وتكثيف الضغوط الاقتصادية الحل الرئيسي ومحور مطالبها من الحكومات الغربية، وهي تعارض أي عمل مخالف لذلك، كما صرحت السيدة دوهان في تقريرها: "آثار العقوبات، خلافا للمزاعم الرسمية للولايات المتحدة، تستهدف الشعب الإيراني، وهو انتهاك لحقوق الإنسان ومخالف لجميع القوانين والأنظمة الدولية، ويجب مراجعته.
وتؤكد بالقول: "تحديات مهمة في إعداد وتسليم الأدوية والأجهزة الطبية المنقذة للحياة التي تنتجها الشركات الأجنبية لعلاج الأمراض النادرة، ومنها أنواع معينة من السرطان، والثلاسيميا، والهيموفيليا وسرطان الدم والهوس والتصلب المتعدد، ومرض الفراشة".
وتؤكد السيدة دوهان: "على الرغم من أن نص العقوبات ينص على أن الأدوية والمعدات الطبية لا تخضع للعقوبات بسبب الإعفاءات الإنسانية إلاّ أن توفيرها والحصول عليها صعب جدا وغير ممكن في كثير من الحالات بسبب العقوبات المشددة.
نورنيوز