معرف الأخبار : 129969
تاريخ الإفراج : 2/13/2023 12:15:30 PM
ألم تکن حشود الشباب الحاضرة فی ذکرى انتصار الثورة هی جمهور الفضاء السیبرانی؟!

ألم تکن حشود الشباب الحاضرة فی ذکرى انتصار الثورة هی جمهور الفضاء السیبرانی؟!

أی شخص فی داخل او خارج ایران، لا یفهم حکمة وبصیرة وإیمان الایرانیین والثوریین، سیهزم بالتأکید من خلال ذکائهم ووعیهم الاستراتیجی فی اللحظات الحاسمة.

نورنیوز- العدید من الأبحاث والدراسات الاستقصائیة التی أجرتها مؤسسات محلیة ودولیة مرموقة تؤکد أن المجتمع الإیرانی، وخاصة جیل الشباب، أعلى بکثیر من المتوسط ​​العالمی من حیث الاهتمام والمتابعة للقضایا السیاسیة فی الداخل والخارج.

یجب اعتبار هذه المیزة من آثار الثورة الإسلامیة ومجالاتها السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة، وکذلک الإجراءات الداخلیة والخارجیة المستمرة وردود فعل الأفراد والجماعات والأحزاب ومختلف الناس فیما یتعلق بالقضایا السیاسیة فی إیران.

وبغض النظر عن الأسباب والقیمة الإیجابیة والسلبیة لهذه السمة، والتی یمکن دراستها من عدّة زوایا، فإن وجود هذه الحساسیة هو بالتأکید أساس نزعة المجتمع للحصول على الأخبار السیاسیة ومتابعة التیارات المتأثرة بمختلف الاتجاهات السیاسیة.

على سبیل المثال، فی مجال الشخصیات الفنیة والسینمائیة والریاضیة، وبغض النظر عن مکانة الناس فی مهنتهم، فإن تلک المجموعات التی لها نشاط سیاسی یتابعها الجمهور الداخلی، مما یظهر مرة أخرى اهتمام المجتمع بالقضایا السیاسیة.

من المؤکد أن صدى التفاعلات السیاسیة المتعلقة بإیران فی الإعلام المحلی والأجنبی مؤثر للغایة فی اهتمام المجتمع بالقضایا السیاسیة ومتابعته المستمرة عبر وسائل الإعلام الرسمیة والفضاء الافتراضی.

اعتبارًا من سبتمبر المنصرم، فی أعقاب الاحتجاجات التی شهدتها بعض أجزاء البلاد عقب وفاة الراحلة مهسا أمینی والتی أصبحت ذریعة لعدة أشهر من الاضطرابات فی البلاد لا سیما من قبل المغرضین والمعادین للثورة الاسلامیة، موضوع الفضاء الإلکترونی وأثره على تغییر أصبح إدراک الشباب ووجودهم فی الاضطرابات أحد المحاور الرئیسیة للحدیث حول الدور المحدد والتوجیهی لشبکات التواصل الاجتماعی والأذرع الأجنبیة فی أحداث الاحتجاج.

على الرغم من أن المقارنة بین السکان الذین شارکوا فی مسیرة ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة أمس مقارنة بالأشخاص الذین ظهروا فی مسیرات احتجاجیة أو حتى أعمال شغب لیست مقارنة صحیحة بسبب الاختلاف الکبیر، إلا أنها الیوم وبعد حضور غیر مسبوق لعشرات الملایین من المواطنین. ومن فئات مختلفة من الناس، وخاصة الشباب والیافعین فی مسیرات ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة، من المناسب الانتباه إلى تأثیر الفضاء الافتراضی على المجتمع السیاسی الإیرانی من زاویة أخرى بناءً على الأدلة التالیة:

أولاً؛ یهتم المجتمع الإیرانی وخاصة الشباب، بالقضایا والتطورات السیاسیة أکثر من المجتمعات الأخرى.

ثانیة؛ یعد الفضاء الإلکترونی هو المنصة الأنسب والأسهل للوصول إلى الأخبار والتقاریر السیاسیة من مختلف المصادر المحلیة والأجنبیة.

ثالثا؛ الخصوم وأجهزة المخابرات الأجنبیة، ووسائل الإعلام الناطقة بالفارسیة المعادیة لإیران، وما إلى ذلک، مع تخطیط مفصل وتدابیر احترافیة تماما للفضاء الإلکترونی للتواصل مع جهات الاتصال الداخلیة ونقل الأخبار والتقاریر المستهدفة والمسمومة فی شکل حرب معرفیة وبهدف تحریض الشباب على المشارکة فی الاحتجاجات وإشاعة الفوضى فی البلاد.

رابعاً؛ فی هذه الحرب الإعلامیة العالمیة تحاول وسائل الإعلام المحلیة، مع تعزیز صفوفها، بکل قوتها توضیح الحقائق وشرحها، والتأکید على ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنیة والدفاع عن استقلال البلاد، خصوصاً وسط محاولات العدود المستمیتة لزعزعة الامن والاستقرار.

خامساً؛ جمیع الأشخاص المشارکین فی مسیرة ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة تقریبًا هم من الجمهور ومستخدمی الشبکات الاجتماعیة والمراسلین الأجانب.

إذا افترضنا الحالات الخمس المذکورة، فإن السؤال الذی یطرح نفسه هو لماذا لا یمکن أن یؤثر حجم وجودة وتسلسل ونطاق الأخبار والتقاریر التی تنشرها وسائل الإعلام على تصور غالبیة المجتمع حول الدفاع عن استقلال وامن البلاد، ولماذا لا تظهر وسائل الاعلام الاجنبیة هذا الجانب من المشارکة الفاعلة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة؟!

بالرغم من القلق من إمکانیة التأثیر الکبیر للحرب الإدراکیة للعدو والجهود المبذولة للحد من آثارها، وبالطبع وجود بعض الأفکار الخاصة فی بعض جهات صنع القرار فی البلاد، أدى إلى أسهل طریقة - بغض النظر عن النتیجة - فرض بعض القیود على إمکانیة استخدام شبکات التواصل المغرضة، وذلک لقطع الطریق أمام العدو الذی یعمل على قمع حریة التعبیر فی تلک المنصات التی یمتلکها، فلا یسمح لأی فکرة أو وجهة نظر یتم طرحها من الطرف المقابل بالانتشار على شبکاته.

الوجود الکبیر والهادف للشباب والیافعین الإیرانیین - الذین لدیهم بالتأکید العدید من المطالب التی لم تتم تلبیتها - فی شوارع البلاد بعد أکثر من 5 أشهر من الجهود المتواصلة وغیر المسبوقة للعدو لتغییر تصورهم للقیم الأساسیة مثل الاستقلال، والوحدة الوطنیة، لا سیما مشارکتهم الکبیرة فی یوم ذکرى انتصار الثورة الاسلامیة المبارکة، هو مؤشر على وعیهم ومعرفتهم وقدرتهم على تمییز المؤامرات وکشفها.

22 بهمن (11 فبرایر) یوم انتصار الثورة الاسلامیة هو بلا شک نقطة تحول نادرة فی تاریخ إیران وتحمل العدید من الدروس للجمیع. تبلورت الثورة الإسلامیة وازدهرت على أساس معرفة وبصیرة وإیمان الشعب الإیرانی، ومن لا یرى ولا یفهم هذه الخاصیة الممیزة للشعب الایرانی الواعی والمحنک، سواء فی الداخل أو الخارج، سیتعرض لضربات موجعة تنهال على رأسه کالمطرقة بعد أن یواجه کل هذا الوعی والبصیرة.


نورنیوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك

X
آگهی تبلیغاتی