نورنيوز- تحول زلزال 7.8 ريختر في تركيا وسوريا مع عدة هزات ارتدادية واسعة النطاق إلى كارثة بشرية أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 23 ألف شخص في البلدين وخلف أكثر من 97 ألف جريح.
تتطلب هذه الكارثة، بسبب حجمها الواسع اهتماما عالميا بالإغاثة وفي المرحلة التالية إعادة الإعمار. في مثل هذا الوضع الحرج تبدو مقاربة بعض الدول الغربية كما لو أن الإنسانية بالنسبة لها لا تزال لديها غرض مزدوج لتحقيق أهداف سياسية ولا تقدر ذلك في الممارسة.
وكان "جو بايدن" قد أعلن مؤخرا أن المساعدات الأمريكية لسوريا ستقدم في المناطق التي يعتبرها شركاء مدعومين من هذا البلد. وبهذه الكلمات، برر بايدن استبعاد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية من تلقي المساعدات، والتي تبين أن ليس لها أي غرض إنساني ولم يتم إرسالها إلا بدوافع سياسية.
وقال وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكين للصحفيين ايضا: لدينا مؤسسات إنسانية في سوريا، يتم توفير ميزانيتها من قبل الولايات المتحدة.
على الجانب الآخر؛ تماشيًا مع أهدافها السياسية رفض العديد من وسائل الإعلام السيادية والتابعة للغرب تغطية الأزمة الإنسانية في سوريا، في حين قامت بتغطية الوضع المماثل في تركيا فقط من خلال فرض الرقابة على الأخبار ذات الصلة.
في تقرير متحيز جاء بوضوح في إطار سياسات لندن ومبررًا لمقاربة بريطانيا المزدوجة لهذه الأزمة، أعربت هيئة الإذاعة البريطانية عما وصفته بمماطلة الحكومة السورية في إصدار التصاريح وكذلك عرقلة روسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإرسال مساعدات بريطانية لسوريا!
جاءت هذه المزاعم بينما أرسلت إيران وروسيا حتى الآن عدة طائرات تحمل مساعدات إنسانية إلى دمشق رغم العقوبات الغربية. كما قام العراق بتفعيل الجسر الجوي إلى سوريا لتسليم شحنات المساعدات بشكل فوري، وأرسل لبنان فريق إغاثة وإنقاذ كبير إلى سوريا.
في هذه الحالة يمكن ملاحظة أن الغرب وخاصة أمريكا تحاول تحويل حتى كارثة إنسانية إلى فرصة سياسية بنهج يشبه الأعمال التجارية وتبرير عقوباتها وأعمالها العسكرية في هذا البلد من خلال تحريض الرأي العام ضد الحكومة السورية.
قبل ذلك ادعى الغرب مرارا وتكرارًا تقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية للشعب السوري على سبيل المثال، كانت نتيجة أحدهم تشكيل مجموعة الخوذ البيضاء بدعم من الولايات المتحدة، ولكن إنفضحت طبيعتهم اللاإنسانية في تنفيذ هجمات كيماوية وتهريب أشلاء الجثث لاتهام الحكومة السورية بذلك.
الشيء المهم في مناطق سوريا التي يعتبرها بايدن شركاء تدعمهم واشنطن هو وجود جنود أمريكيين أو إرهابيين مدعومين من هذا البلد في كل منهم. وتشير التقارير الميدانية إلى أن الأمريكيين نهبوا موارد الطاقة في هذه المناطق دون أن يفيدوا سكان هذه المناطق.
فعلى سبيل المثال واجه مخيم الهول والركبان وعشرات المخيمات والمناطق الأخرى كارثة إنسانية على الرغم من انقطاع المياه عن أهالي الحسكة مرات عديدة، إلا أن الغرب دعمها رسميًا دون الاحتجاج على ذلك.
إن ما يفعله الغرب، وخاصة الولايات المتحدة لسوريا التي ضربها الزلزال اليوم هو مثال على المعايير المزدوجة لحقوق الإنسان في استغلال الكوارث البشرية لتنفيذ خطط صنع الأزمات ضد هذه البلدان لمصلحتها الخاصة.
المساعدات الغربية لتركيا، بتغطيتها الإعلامية الواسعة هي أيضا مثال واضح على التحية التي يلقيها الذئب الجشع، وربما سيتم قريبا نشر فواتيرها السياسية والاقتصادية مقابل مساعدتها لهذا البلد.
خاصة وأن الغرب يسعى بشدة للحصول على موافقة تركيا على قبول انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو وتقليص علاقات تركيا مع روسيا، وبالتالي سيستغل الغرب كل فرصة تتاح له من هذه الكوارث.
نورنيوز