نورنيوز- زعم القائد السابق للبحرية الصهيونية، الخميس المنصرم، أنه على الكيان الصهيوني "شنّ عمل عسكري ضد إيران في أسرع وقت ممكن"!
وبحسب تقرير قناة I24 الصهيونية، قال الجنرال اليعازر ماروم: الوقت ينفد ونحن بحاجة إلى القيام بذلك عاجلاً وليس آجلاً، في وقت أقرب من العام المقبل.
وبحسب قوله، فإن إيران على وشك الحصول على سلاح نووي ويجب على إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية العام المقبل وتحييد برنامج إيران.
وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الجديد تساحي هنغبي إنه إذا كانت هناك خطة لمهاجمة إيران وكان من المقرر أن تصل إلى مرحلة التنفيذ، فستكون في حكومة بنيامين نتنياهو.
جاءت هذه المزاعم في حين أعلن الصهاينة في نفس الوقت عن تدريبات مشتركة بين أمريكا والكيان الصهيوني في البحر الأبيض المتوسط، في إطار تمرينات أطلق عليها اسم "شجرة البلوط" شارك فيه نحو "ستة آلاف وأربعمائة" جندي أمريكي إلى جانب مايزيد من "ألف وخمسمائة" جندي صهيوني أيضا، "مائة وأربعون" طائرة، بما في ذلك قاذفات القنابل الاستراتيجية من طراز "B-52" والمقاتلات "F-35"، بالإضافة إلى "اثني عشر" سفينة بما في ذلك حاملة طائرات.
وفقًا لتايمز أوف إسرائيل، فإن هذا التمرين يُعتبر عموما "رسالة إلى الجمهورية الإسلامية"، بينما صرح المسؤولون الأمريكيون على الفور: "هذا التمرين لم يستهدف دولة معينة على وجه التحديد".
النقطة المهمة هي أنه جرى تسليط الضوء على جملة هذه الأقوال والادعاءات الإعلامية تحت عنوان تحضير الكيان الصهيوني لشن عمل عسكري ضد إيران لخلق صورة لحرب وشيكة في ذهن الجمهور، أي اللجوء إلى حرب وهمية هو الحل، التي كثيرا ما تستخدمها الدول الغربية للهروب من بؤرة الأزمات التي تعاني منها، فهي كلما تمرّ بأزمات داخلية تحوّل أنظار عامة الناس نحو الخارج للخروج من النفق.
إن إلقاء نظرة على الحقائق الحالية في الأراضي المحتلة يظهر أن قادة هذا الكيان ادعوا دائما تنفيذ الخيار العسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية. كما أن الصهاينة ينسبون عادة كل مناورة يقومون بها بشكل مستقل أو بالاشتراك مع الغربيين إلى الاستعداد لمواجهة إيران.
ومن اللافت للنظر أن العديد من جولات مسؤولي الكيان الصهيوني إلى أمريكا والعكس أيضاً من أمريكا الى الأراضي المحتلة قد نُسبت أيضا في السابق إلى هذه التحضيرات الوهمية، وآخرها جولة بايدن إلى الأراضي المحتلة، في حين أن الغالبية العظمى من المتابعين لشؤون المنطقة والعالم يعلمون بأن الزيارة الأخيرة للمسؤول الامريكي الى الاراضي المحتلة كانت بحثا عن مصادر جديدة للطاقة.
من الناحية العملية، عندما لا يتمكن الكيان الصهيوني من التعامل مع غزة المحاصرة بأصغر المنشآت ويضطر للاستسلام لوقف إطلاق النار بشروط المقاومة في غضون ثلاثة أيام، أو عندما يضطر إلى الانسحاب من مناطق النفط. للحدود اللبنانية بسبب تحذير المقاومة. كيف يريد أن يتعامل مع إيران التي تلعب حتى حسب أعدائها دورا في النظام العالمي الجديد!
بتعبير أدقّ تسبب السلوك الراديكالي والمتطرف لحكومة نتنياهو في حدوث صراعات جديدة ومقتل المزيد من الصهاينة، حيث فشل الهجوم على جنين وقتل النساء والأطفال، الذي سعى لإستعراض القوة والسلطة المتطرفة، فبعد يوم واحد من إستعراض الإحتلال الإجرامي، ردّ الفلسطينيون بقتل وجرح عدد من الصهاينة، وهي عملية أظهرت أن هذا الكيان غير قادر على توفير الأمن له حتى في عمق الأراضي المحتلة.
ولعل هذه الدعاية الوهمية لتبرير طلب الجيش للأموال ترجع إلى اشتداد الأزمات الاقتصادية والسياسية للكيان الصهيوني، كما في عام 2020، عندما أكدوا على ضرورة وجود ميزانية كبيرة لتنفيذ مخططاتهم التي لا تتعدى كونها سراباً.
لذلك في هذا الموقف، يمكن القول إن الادعاءات التي أثيرت حول الخيار العسكري ضد إيران مبنية على أوهام وتصورات لا يشك مؤسسوها في عدم قدرتهم على التنفيذ، ويتشبثون بها فقط كعنصر للهروب من أزمات داخلية متفاقمة.
علاوة على ما سلف، أمريكا وأوروبا باعتبارهما حلفاء يدعمون الصهاينة في أي حرب، فإنهم في هذه الأيام وفيما يقفون غير قادرين حتى على تلبية احتياجات الحرب في أوكرانيا، كيف سيكونون مستعدين للدخول في مغامرات مجنونة يقوم بها الصهاينة ضد إيران؟ فهم يدركون جيداً بأن من يزرع الريح سيحصد العاصفة لا محالة، وهذه المرّة ستكون العاصف مُدمّرة لهم.
نورنيوز