نورنيوز- لم يمض وقت طويل منذ الجدل العالمي حول العمل اللاإنساني وضد القوانين الدولية الذي اتخذته بريطانيا لنقل اللاجئين إلى "رواندا" المنكوبة بأزمة هي الأخرى، حيث تجلت أبعاد جديدة لأزمة اللاجئين في هذا بريطانيا وسط صمت دولي أمام ما يحصل.
كشفت صحيفة الأوبزرفر أن عشرات الأطفال طالبي اللجوء اختطفوا من قبل عصابات من فندق تديره وزارة الداخلية في برايتون بجنوب بريطانيا، ويبدو أن هذا الاتجاه مستمر عبر الساحل الجنوبي للبلاد.
وجاء في تقرير هذه الصحيفة أن "حوالي 600 طفل غير مصحوبين بذويهم دخلوا فندق اللاجئين في الأشهر الثمانية عشر الماضية، واختفى منهم 136 طفلًا!" "أكثر من نصف هؤلاء المفقودين ، حوالي 79 حالة، لم يتم التعرف عليها بعد".
وقال مصدر مطلع: "الأطفال يختطفون بالفعل من خارج المبنى ويختفون ولا يسمع عنهم مرة أخرى". وبحسب قوله "يختطفهم المهربون من الشوارع".
وكتبت الأوبزرفر: "حذرت الشرطة وزارة الداخلية مرارا وتكرارا من أن المقيمين في الفنادق الضعيفة، بما في ذلك الأطفال اللاجئون الذين وصلوا مؤخرا إلى البلاد بدون أحد الوالدين أو الوصي، يتعرضون للاستهداف من قبل الشبكات الإجرامية".
وصفت إيفيت كوبر وزيرة الظل في البلاد من حزب العمال، هذا الكشف بأنه مروع وفضيحة مخزية، وأضافت: "سولا برافرمان [وزيرة الداخلية] أخفقت في التصرف بناءً على تحذيرات متكررة لها بشأن التدابير غير الملائمة للأطفال في الرعاية".
الأخبار المذكورة حول الوضع الحرج للأطفال اللاجئين في بريطانيا الذين يطالبون بحقوق الإنسان تحدث بينما لم تك هذه القضية وليدة اليوم فقط إنما لها تاريخ طويل.
في عام 2015، وفقا لصحيفة إندبندنت ليس لدى السلطات البريطانية أي معلومات حول مصير 360 من هؤلاء الأطفال وما إذا كانوا سالمين أم لا.
في عام 2015 وفقا للصحيفة نفسها، أفادت منظمة خيرية في بريطانيا أن الأطفال اللاجئين الذين دخلوا البلاد يُجبرون أيضا على العيش مع البالغين.
من بين هؤلاء الأطفال، قال 15٪ إنهم لم يشعروا بالأمان في مراكز الرعاية الخاصة بهم، وقال 39٪ آخرون أن أحوالهم في الخيام المؤقتة بغابة كاليه كانت أفضل من ظروفهم في بريطانيا.
كما نشرت صحيفة الغارديان مؤخرا تقريرا عن فضيحة حقوق الإنسان في أحد مراكز الهجرة البريطانية، حيث تناول تقرير الصحيفة اعتراف الأطفال اللاجئين في مركز مانستون للهجرة في "كنت"، ووصف كيف أجبرهم مسؤولو الحدود على إعلان أن أعمارهم أكبر من 18 عاما.
في غضون ذلك، وفقا لبحوث اليونيسف يواجه الأطفال اللاجئون وطالبو اللجوء تأخيرات وصعوبات في الحصول على التعليم بعد وصولهم إلى بريطانيا، لأن المدارس في كثير من الحالات لا ترغب في قبولهم.
هناك أيضا تقارير ووثائق لا يمكن إنكارها تشير إلى العلاقة الوثيقة بين أفراد العائلة المالكة البريطانية وبعض عصابات الاتجار بالفتيات والأطفال، حيث اتهمت محكمة في أمريكا البريطانية جيسلين ماكسويل بإغواء فتيات صغيرات، حتى فتيات يبلغن من العمر 14 عاما ووضعهن في أيدي الأمريكي جيفري إبستين بتهمة الاعتداء الجنسي. وذلك لوضعهم بين أيدي المشاهير والمسؤولين بما في ذلك أندرو أمير بريطانيا و ابن الملكة.
الملك تشارلز ملك بريطانيا يواجه أيضا سلسلة من الفساد الجنسي والأخلاقي، فضائح حاولت قناة "بي بي سي" مرارا وتكرارا التستر عليها عبر قصص رومانسية لإخفاء فضائح تشارلز الأخلاقية والتخلص منها.
عدم مسؤولية رجال الدولة البريطانيين في تنفيذ الالتزامات الدولية تجاه طالبي اللجوء، وتنفيذ خطط مثل قبول الأطفال اللاجئين فقط دون والديهم، وخطط نقل طالبي اللجوء من بريطانيا إلى البلدان الفقيرة والمنكوبة بالأزمات في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وما إلى ذلك، أدى إلى الفساد المنهجي بين رجال الدولة والشرطة البريطانيين وذلك عبر التعاون مع عصابات الاتجار بالأطفال.
لكن من المؤكد أن ما نشرته الأوبزرفر عن الأطفال المفقودين في فنادق اللاجئين في بريطانيا هو غيض من فيض انبثق من بحر أزمات اللاجئين المتحدمة في هذا البلد المثقل بالأزمات.
نورنيوز