نورنيوز- أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" أمس (الثلاثاء 25 يناير) أن الصين هي أكبر زبون للنفط الإيراني، ونحن نركز على هذا البلد لتحذيرهم من التعامل مع إيران.
وأكمل: نواصل مراقبة صادرات النفط الإيرانية والتواصل مع شركاء إيران التجاريين فيما يتعلق بإمكانية التعرض للعقوبات الأمريكية.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كنا واضحين بشأن تطبيق العقوبات على إيران من قبل دول العالم حتى نتمكن من مواصلة الضغط عليها.
تخرصات هذا المسؤول الأمريكي تشير الى النقاط المهمة التالية، والتي يمكن أن تعطينا تقييماً واضحاً لمواقف أمريكا تجاه إيران، ويحدد مدى قدرة واشنطن الحقيقية على تطبيق سياسة الضغط الأقصى.
أولاً: لم يطرأ أي تغيير على سياسات العقوبات المعروفة باسم الضغوط القصوى التي شرعت وطُبقت خلال فترة رئاسة ترامب بهدف دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية نحو هاوية الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي، ووفقا لنيد برايس فإن أمريكا تواصل وتتابع تنفيذ هذه السياسة.
ثانيا: تمكنت إيران من الالتفاف على العقوبات، خاصة فيما يتعلق بأهم قطاع لها وهو بيع النفط، ووفقا للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فإن الصين هي أكبر زبون للنفط الإيراني.
ثالثا: تأتي هذه المواقف الأمريكية في حين أن واشنطن خلافا لادعاءات بعض الخبراء الأجانب والمحليين، واصلت دائما مراقبتها للتنفيذ الصارم للعقوبات وتهدد باستمرار الدول المختلفة بشأن عواقب عدم الالتزام بالعقوبات ضد ايران.
رابعاً: كما تظهر الأوضاع الاقتصادية لإيران حقيقة أنه بالرغم من كل ضغوط أمريكا والغرب في الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية والإعلامية التي تستمر بكل قوة، وليس هدف أمريكا فقط، وهو الانهيار الاقتصادي والسياسي في إيران، لم يتم تحقيقها، ولكن تم أيضا تنفيذ خطط إجراءات اقتصادية مهمة في هذه الأيام، مثل إزالة العملة التفضيلية من النظام التجاري الإيراني، والتي تعتبر جراحة مهمة في الاقتصاد الإيراني.
خامساً: بحسب تصريح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، فإن الهيئة الحاكمة في هذا البلد على الرغم من استمرار استراتيجية الضغط الأقصى، تلفظ أنفاسها لتشديد الرقابة الصارمة على تنفيذ العقوبات ضد ايران، وستذهب إلى مرحلة تهديد الدول بالعقاب والحساب لعدم الامتثال للعقوبات وعشرات الإجراءات السياسية والأمنية والنفسية الأخرى التي لم يذكرها، ولكن ألا يدلّ عدم تمكّن البيت الأبيض من منع أحد أكبر شركائه التجاريين المتمثل بجمهورية الصين الشعبية من وقف شراء النفط والتعامل التجاري مع إيران، واستمرار هذه الأعمال على انعدام اللباقة السياسية والرؤية الإستراتيجية في البيت الأبيض؟!
لكن من الواضح ان قادة البيت الأبيض المتغطرسين ما زالوا غير مدركين للتغييرات العميقة التي حدثت في النظام الدولي والتي كانت نتيجتها العملية نهاية عصر الأحادية، وهم يفضلون الإصرار على البقاء معلقين في أحلام اليقظة التي يعيشونها، ولا يدريدون التصديق بأنهم باتوا عاجزين عن فرض سطوتهم على دول العالم المستلقلة، ويصرون على عنجهيتهم من خلال الاستمرار في اتباع سياسات مكلفة وغير فعالة، كما أن الحقائق التي تحكم العلاقات الدولية ومعادلات القوة الجديدة جعلت من المستحيل تحقيق تلك الأحلام الخاوية.
نورنيوز