نورنيوز- أجرى مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان زيارة إلى الأراضي المحتلة الخميس الماضي، أجرى خلالها لقاءات ومحادثات مع رئيس الكيان الصهيوني إسحاق هرتسوغ، وكذلك رئيس وزراء بنيامين نتنياهو.
وأعلن مسؤولون صهاينة وأمريكيون عن أجندة هذه الزيارة، ومن أهدافها طبقاً لما قالوه بحث سياسات الحكومة الصهيونية تجاه قضية فلسطين وإيران، وكذلك الإجراءات المتخذة لتطبيع علاقات هذا الكيان مع الدول العربية.
خلال زيارة سوليفان إلى تل أبيب، عُقد اجتماع رباعي افتراضي مع مستشاري الأمن القومي للبحرين والإمارات، برفقة نظير سوليفان الصهيوني، وجرى بحث تطورات المنطقة.
كما أعلن البيت الأبيض أن سوليفان التقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله للتأكيد على اهتمام واشنطن بتعزيز العلاقات مع السلطة الفلسطينية وتعميق العلاقات مع الشعب الفلسطيني!
يبدو أن زيارة سوليفان إلى الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى ما يجري في من ناحية التركيز على ملف التطبيع بين الدول العربية مع الكيان الصهيوني، مردها بشكل أكبر محاولة السيطرة على تطرف أعضاء اليمين الديني في حكومة نتنياهو.
في الأيام الأخيرة، اشتدت الاحتجاجات الحاشدة في الشوارع ضد نتنياهو وحكومته، وخرجت مظاهرات لعشرات الآلاف من المواطنين ضد الهيكل الحاكم لهذا الكيان في مناطق مختلفة من الأراضي المحتلة.
بذات الوقت، طالبت التيارات السياسية وأصحاب النفوذ مثل باراك وغانتس ولابيد وغيرهم بإقالة هذه الحكومة وإسقاط حكومة نتنياهو.
في الوقت نفسه قال "آريه داري" رئيس حزب شاس الديني المتطرف، ردا على قرار المحكمة العليا للكيان الصهيوني برفض تعيينه وزيرا للداخلية والصحة بسبب الإدانة والفساد، وقال؛ إنه غير مستعد للانسحاب من المشهد السياسي الإسرائيلي.
وأكدت استير حيوت رئيسة المحكمة العليا في الكيان الصهيوني في هذا الصدد: داري متهم بالفساد والجرائم الخطيرة واختياره وزيرا غير منطقي تماما وغير معقول.
وكان حزب شاس قد هدد في السابق بحل الحكومة الجديدة إذا عارض تعيين ادرعي.
جانب آخر من أزمة الكيان الصهيوني هو على الساحة العالمية، حتى أن الداعمين الغربيين للكيان الصهيوني يعتبرون حكومة نتنياهو مخالفة للعقلانية وتزعج أمن الكيان الصهيوني وتصعيد النزاعات في فلسطين والمنطقة، والإجراءات المتطرفة مثل دخول وزير الأمن الداخلي للكيان الصهيوني إلى المسجد الأقصى والمخططات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية يقال إنها تتعارض مع حل الدولتين.
في مثل هذا الوضع، تسعى الولايات المتحدة حسب رأيها إلى إدارة الوضع المتأزم للكيان الصهيوني، والسبب الرئيسي لزيارة سوليفان المتسرعة هو الاضطراب الداخلي لحكومة نتنياهو.
يصبح هذا أكثر وضوحا، وفقا لإعلان البيت الأبيض، عندما صرح سوليفان في الأراضي المحتلة بقوله "ستواصل الحكومة الأمريكية دعمها لحل الدولتين وتعارض السياسات التي تعرض هذا الحل للخطر وتؤكد على ضرورة تجنب الخطوات الأحادية الجانب التي تسبب التوتر خاصة فيما يتعلق بالقدس".
يُظهر تقييم زيارة سوليفان أنه إذا كانت الاجتماعات والمشاورات وحتى إثارة القضايا حول عملية المصالحة في الماضي تعتبر سلوكا لدعم شخص أو فصيل سياسي في الأراضي المحتلة، فإن مثل هذا النهج اليوم لا يمكن تفسيره إلا في سياق إبطاء الانهيار الداخلي لهذا الكيان، رغم أن نتنياهو يحاول استخدامه للتغطية على الأزمات الداخلية.
نورنيوز