أكدت الدكتورة جميلة علم الهدى، حرم الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وجود ضخ إعلامي كبير للترويج ضدّ ثقافة المقاومة الإيرانية، ولا سيما المرأة الإيرانية.
وقالت الدكتورة علم الهدى إنّ "الذكورية الإعلامية تغزو العالم"، مشيرةً إلى "وضع تعريف جديد للمرأة، وعرض ثقافة نسوية جديدة، بناءً على معايير الغرب".
ولفتت إلى أنّ الغرب "يستهدف من يريد الوقوف في وجه الثقافات الجديدة، ويرفض الامتثال لها"، مضيفةً أنّ "إيران هي من البلدان التي تريد الوقوف في وجه هذه المعايير، ولهذا السبب يستهدفونها".
وتحدّثت الدكتورة علم الهدى عن وجود صيغة من القمع الإعلامي تحدث حالياً، على نحو: "إمّا أن تقبل تلك المعايير وإمّا أن تكون مداناً، ويجب أن تهلك".
الذكورية الإعلامية تغزو العالم، فالغرب وضع تعريفاً جديداً للمرأة وعرضوا ثقافة نسوية جديدة بناءً على معاييرهم.
وأضافت أنّ أي "امرأة، سواءٌ كانت إيرانية، أو عربية، أو صينية، أو يابانية، ستكون مدانة ومرفوضة (من الغرب) إذا كانت ترفض معايير الذكورية الإعلامية التي حُددت لها لتتبعها".
وتابعت الدكتورة علم الهدى أنّ "الهجوم على النساء يستهدف كل الثقافات، لكن ثقافة المقاومة ضد الهيمنة الثقافية، التي تريد أميركا فرضها على الثقافات الأخرى، تتجلى اليوم في بلدان المقاومة، وهي تواجه مقاومة ثقافية".
وأكدت أنه "عادةً ما يتم النظر إلى موضوع المقاومة في المجال العسكري، لكن أساس تلك المقاومة العسكرية هي المقاومة الثقافية"، مشيرةً إلى أنّ "المقاومة الثقافية تنشأ من جانب النساء داخل محيط الأسرة، وضمن أساليب تربيتهن، وتحدث أيضاً في المدارس والجامعات".
وأوضحت الدكتورة علم الهدى قائلةً: "إذا كان لدينا شهداء، وإذا قمنا بعمليات استشهادية في فلسطين ولبنان والعراق، وفي دول متعددة، فإنّ الداعم الأساسي لهذه الشهادة هو المقاومة الثقافية للأمهات أو الزوجات".
المقاومة الثقافية تحصل من قبل النساء داخل محيط الأسرة وفي أساليب تربيتهن.
وأضافت : "في الواقع، ترين في شوارع طهران، التي تزورينها، أنّ كِلتا الثقافتين موجودة بحرية. فهناك أولئك الذين يريدون قبول الهيمنة الثقافية، وأولئك الذين لا يريدون قبولها، ويقولون إننا نريد ممارسة المقاومة الثقافية".
وتابعت الدكتورة علم الهدى بالقول: "إذا نظرتِ إلى إيران الآن فستجدين أنّ هذه الحرية مقبولة، وهذا الخيار مقبول. ونحن نقول: حسناً لنرَ ما هو الخيار الحقيقي للمرأة. لكن، حينما يلجأون إلى إثارة أعمال الشغب والعنف، ويريدون زعزعة الأمن والنظام، فإنّ الحكومة تتدخل".
وبيّنت أنّ "الحكومة تتصدى من أجل توفير الأمن والسلام للمرأة والشعب وحفظ النظام العام، الذي يُفترض على الجميع احترامه".
وفي السياق، أكّدت الدكتورة علم الهدى أنّ هناك ما لا يقلّ عن مئتي قناةٍ تلفزيونيةٍ في الوقت الحاضر تروّج ضدّ ثقافة المقاومة الإيرانية، ولا سيما ضد المرأة الإيرانية، مشيرةً إلى "وجود أصدقاء قليلين في العالم، ممن يشاركوننا في التفكير نفسه، مثل قناتي الميادين والمنار" .
وشدّدت على أنّ "دائرة المقاومة لا تقتصر على الإيرانيين والعرب فقط، بل تمتدّ إلى أفريقيا وأميركا اللاتينية، وإلى كل من يريد الخلاص من هيمنة الثقافة الأميركية".
*المرأة الإيرانية ودورها في المجتمع
وفي معرض حديثها عن المرأة، أكّدت الدكتورة علم الهدى أنّ "إيران تهتمّ كثيراً بالمرأة، وبخصائصها"، مضيفةً أنّه "قبل معرفة علاقة المرأة الإيرانية بزوجها، فإنّه يجب معرفة علاقتها بنفسها".
وتابعت: "قبل أن أكون زوجة الرئيس الإيراني، كان لدي كثير من الأنشطة في الإطارين العلمي والثقافي، سواء مع الطلاب، أو مع الجامعيين، أو المدرّسين".
وأكّدت الدكتورة علم الهدى، في هذا السياق، أنّ "النساء الإيرانيات يهتممنَ بشدة بالأعمال الثقافية والعلمية والأسرية، والعوائل تكون أكثر دعماً في مجال الأنشطة الثقافية أو العلمية".
وبيّنت أنّه "بعد الاهتمام بالمواضيع الثقافية، تُبدي المرأة الإيرانية اهتماماً بالمواضيع الاقتصادية والأنشطة التجارية والرياضية".
وشدّدت الدكتورة علم الهدى على أنّ "المرأة القوية لها دور مركزي في معظم القوميات والأسر عن طريق الإقناع، لا بالقوة العسكرية، وهذه الخاصية الأنثوية تجعلها دائماً شديدة التميز".
ولفتت إلى أنّ " السياسة في إيران تخضع، على نحو صارم، لاعتبارات الأسرة، وبسبب الموقع والمكانة القويين اللذين تتمتع بهما الأسرة، فإنً السياسة أيضاً تكون قوية ومترابطة في تلك العائلة".
وتطرّقت الدكتورة علم الهدى إلى الحديث عن حجاب المرأة، مؤكّدةً أنّه "يساعد على أداء واجباتها التعليمية أو واجباتها الاجتماعية بسهولة أكبر".
وأضافت أنّه "بالحجاب يمكن القيام بكثير من الأنشطة بهدوء وسهولة، وبكثير من الأمان"، مشددةً على أنّ "هذه المسألة مترسّخة في إيران كثيراً".
وتابعت: "سافرتُ إلى عدد كبير من الدول، وألقيتُ محاضرات، وعقدتُ اجتماعات، وكان شادوري جذاباً لجميع النساء المشاركات".
وذكرت الدكتورة علم الهدى أنّ "الفتيات الشابات المتعلمات، واللواتي يذهبن إلى الجامعات ويُلقين محاضرات ويتحدثن إلى الطلبة، يُظهرن أن الحجاب ليس عائقاً".
وأوضحت أنّه "إذا كانت المرأة تعاني المشاكل والاضطهاد في عصرنا الحاضر، ويجري خداعها واستعبادها والتسلط عليها، فذلك بسبب الجهل".
ولفتت إلى أنّ "المرأة اليوم أصبحت واعية وأكثر إدراكاً، فجاؤوا بنظام ذكوري جديد، أسمّيه الذكورية الإعلامية، أو سلطة الرجل الإعلامية".
وأكّدت أنّه "إذا كانت المرأة متعلمة، وإذا كانت متمكنة، فلا يمكن لأحد أن يُخضعها لسيطرته"، مشيرةً إلى أنّ "العاملَين الرئيسين اللذين تسببا ببؤس البشرية، هما الجهل وقلة المعرفة. وهذا الأمر يكرر نفسه اليوم".
وفي الحديث عن حكومة الرئيس رئيسي ودورها في تعزيز مكانة الأسرة، قالت الدكتورة علم الهدى إنّ "من أهم محاور وثيقة التحول للحكومة الـ13، التي جرى نشرها واطّلع الجميع عليها، تفعيل دور الأسرة".
وأشارت إلى أنّ "الرئيس إبراهيم رئيسي يسافر بنفسه إلى المحافظات لاتخاذ القرارات هناك بدلاً من العاصمة، كما يذهب بنفسه إلى كل وزارة شخصياً لمعرفة ما يحدث فيها، ومتابعة مآلات القرارات المتخذة، من كثب".
ولفتت إلى أنّ "الرئيس رئيسي تفقّد قبل شهر مبنى وزارة التربية والتعليم لمتابعة موضوع محورية الأسرة، واتخذ قراراً مثيراً للاهتمام، يفيد بأنه إذا كانت كفاءة المدرسة أو المعلم أو نوعية التدريس لا تحظى بموافقة أولياء أمور الطلاب، فإنّ ذلك سيؤثر في راتب المعلم".
وأوضحت الدكتورة علم الهدى أنّ "القرار الذي اتخذه الرئيس ثوري جداً، وغير مسبوق في أي مكان في العالم، ومفاده أن يُسأل أولياء الأمور إن كانوا راضين عن كفاءة تعليم أولادهم".
وكشفت أنّ "الرئيس قرر توفير فرص مالية للعائلات التي لا تستطيع تحمل تكاليف المدرسة، بحيث يُشرف الآباء على عملية التعليم الذي تقدمه المدرسة، وهذا يُعَدّ أيضاً إجراءً تقدمياً جداً لإحياء دور الأسرة في التعليم".
وفي شأن التعليم الجامعي، أشارت الدكتورة علم الهدى إلى أنّ "نسبة الفتيات في الجامعات وصلت إلى 60% تقريباً، ونسبة الفتيان بلغت 40%".
وفي ختام حديثها ، توجّهت الدكتورة علم الهدى إلى نساء الدول العربية، ودعتهن إلى "الاتحاد واستخدام قدرات وحدتهنّ ضد النظام الذكوري"، لافتةً، في الوقت ذاته، إلى أنّ "هذه الذكورية في الواقع يجب ألّا تتحوّل أيضاً إلى نسوية، بل إلى تقارب ووحدة وسلام".
وأضافت: "نحن نرفض سيادة المرأة كما نرفض سيادة الرجل، فكِلا الأمرين سيّئ، بل يجب أن نخلق السلام. والمؤمّل منا هو أن نفعل ذلك، لكن السلام يتباين عن الاستسلام".
نورنيوز/وكالات